CET 09:29:25 - 16/12/2010

مقالات مختارة

بقلم: جورج فارس

قبل أن يتحدث أيٌّ كان عن الدين الذي يحرّر الإنسان... عليه أن يكون متأكداً أن ذاك الدين الذي حررّ الإنسان من أمرٍ ما لم يقم بالمقابل باستعباده لأمورٍ أكثر ولطقوسٍ وفرائضَ أشد وطأةً....

ليس كل من يحمل رسالةً من السماء يكون نبياً.... فهناك الكثيرون ممن حملوا رسالاتٍ ساميةً في حياتهم لم يدّعو النبوة... ومع ذلك نالوا احترام الكثيرين....

رسالة المحبة تعلن عن نفسها في حياة الناس دون الحاجة لضجيج النبوة....

قبل أن نختلف ما بين الإله والشيطان في تحديد المسؤول عن كل الكوارث والمشاكل والمصائب التي تحدث في عالمنا... علينا أن نتفق أولاً على تحديد مسؤوليتنا كبشر عن هذا الذي يحدث....

من مفارقاتنا كبشر...... أنّ من يرانا مختلفين حول قضية الألوهة التي هي خارج نطاق إدراكنا سيظننا متفقين حول إنسانيتنا التي هي جوهر وجودنا...

أكبر الأخطاء التي نرتكبها هي محاولاتنا لتبرير أخطاء من نسميهم أنبياء بدلاً من الإقرار بها... لأننا عندها سنجعل منهم آلهةً كما سنجعل من أخطائهم قانوناً نقتدي به في الحالات المشابهة بدلاً من التصرف بالشكل المغاير الأفضل.... علماً أن اعترافنا بتلك الأخطاء هو دليل نضجنا ووعينا وقدرتنا على اختيار الأفضل من سيرة من سبقونا حتى من كنا ندعوهم أنبياء....

إن قدرة الإله في حال وجوده لا تتحدد بمدى قدرته على تدمير أعدائه وسحقهم كما يريد البعض.... بل في مدى تغيير حالتهم المائتة إلى حياة، وفي تبديل الكره الذي يقبعون فيه إلى محبة تفيض لجميع الناس....

ماذا يمكننا أن نطلق على إنسانٍ أطلق العنان لغرائزه وشهواته... ثم فرض قوانينه الخاصة لحمايتها... وأخيراً طالب الناس بتقديسه...؟!

أيهما أقوى..؟
الإله الذي لم يستطع الحفاظ على كتبه من التحريف...؟! أم الإنسان الذي عبث في كتب هذا الإله كما أراد....؟

إن كان الإنسان هو غاية النص المدعو مقدساً.... فلماذا لا يمكن للإنسان أن يضع نصوصاً مقدسةً يكون هو منطلقها وغايتها...؟

إن كنت تؤمن بوجود الإله وقبل أن تسأل أين أنت أيها الإله... أعتقد أنه من الأفضل أن تسأل أين أنا منك...؟

ليس عليك أن تصدّق بما أؤمن به... لكن عليّ أن أحترم ما تؤمن به أنت.....

لا يمكنني أن أرى إلهك إلاّ من خلالك... لذلك احذر فيما تقول وتفعل لأنك بذلك تعرّفني عليه كما هو دون الحاجة لتأويل أي نصوص تدعوها سماوية....

كيف يمكن أن نطلق على رسالةٍ ما بأنها رسالة حياةٍ في الوقت الذي لا نجد إلاّ الموت حولها...!

لماذا لا يأتي الإله ويموت لأجلنا بدلاً من أن يطالبنا بالموت لأجله...؟

عندما يتناقض أي كتابين فيما بينهما... فإن الحقيقة المؤكدة الوحيدة تكون بأنهما ليسا من نفس المصدر...

إن كان النبي هو قدوةً للجميع... فلماذا يحل له ما لا يحل لغيره...؟!

ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله.. وخسر نفسه....؟

إن كنت لا تحب أخيك الإنسان الذي تراه.. فكيف لي أن أصدق بأنك تحب الإله الذي لا تراه....؟!

عندما نختلف حول فكرةٍ ما... فهو الوقت المناسب كي أسمعك وتسمعني.... والوقت المناسب كي أفهمك وتفهمني... والوقت المناسب كي ننطلق معاً متجاوزين اختلافنا لكن محترمين أحدنا الآخر....

هل وجود تفسير علمي لكل ما هو حولنا يعني بالضرورة عدم وجود عقل مدبر وراء الوجود..؟!

الإنسان الحقيقي هو من يستمر في التعامل بإنسانية حتى مع الذين فقدوا انسانيتهم... وهنا يكمن إختبار الإنسان الحقيقي.....

نقلاً عن الحوار المتمدن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع