بقلم: د. ممدوح حليم
بمناسبة اليوبيل الذهبي لرحيله
على الرغم من اهتمام جامعات الغرب بالدراسات القبطية وبعلمائها اهتماماً بالغاً، نجد الذكرى الخمسين لرحيل العالم الجليل يسى عبد المسيح تمر مرور الكرام دون اهتمام من معهد الدراسات القبطية أو غيره، ويعد هذا العالم الأب الروحي المصري للدراسات القبطية في العصر الحديث.
وقد رحل عن عالمنا في 12 مايو 1959، ولد في قرية أشنين النصارى-مغاغة– المنيا في 28 يوليو 1898، حصل على دبلوم المدرسة الإكليركية، ثم التحق كمستمع بقسم الآثار بالجامعة المصرية حتى عام 1926.
عُيّن أميناً لمكتبة المتحف القبطي عقب تخرجه من الإكليريكية حتى تقاعد عام 1957، وخلال هذه الفترة اشترك مع مرقس باشا سميكة مؤسس المتحف في عمل دليل للمخطوطات القبطية والعربية الموجودة في مكتبة المتحف، واشترك مع المستشرق الهولندي الأب يعقوب مويزر في إعداد دليل لمخطوطات كنائس مصر القديمة والقاهرة، وقام مع د. عزيز سوريال بفحص وحصر مخطوطات دير سانت كاترين في سيناء عام 1951.
كان ضليعاً في اللغة القبطية خاصة لهجتها الصعيدية وقد استعانت به جامعة عين شمس لتدريسها في قسم الآثار، وقد استعان به العالم والتر كرم Walter Crum عند وضعه لقاموسه في اللغة القبطية، وقد أشار لهذا في مقدمة القاموس.
وقد اشترك في نشر العهد الجديد باللغة القبطية عام 1934.
كان متمكناً من اللغة اليونانية القديمة كأحد علمائها القلائل وقام بتدريسها بالإكليركية، مع قدرة ممتازة على دراسة نصوص العهد الجديد بهذه اللغة وتحليل تركيباتها اللغوية.
كان أستاذاً في تاريخ الكنيسة في معهد الدراسات القبطية منذ افتتاحه عام 1954 – 1955، ونشر مع آخرين كتاب تاريخ الكنيسة لابن المقفع (القرن العاشر)، كان ضليعاً في طقوس الكنيسة مع مقارنتها بطقوس الكنائس الأخرى.
نشر عشرات المقالات في المجلات القبطية.
إننا ننتهز ذكراه العطرة لنحث الأقباط أحفاد الفراعنة كي يعطوا مزيداً من الاهتمام للدراسات القبطية، لا سيما وقد تدهور مستوى التدريس في معهد الدراسات القبطية في العقود الأخيرة. |