تقرير: نادر شكري – خاص الأقباط متحدون
تعرضت السيدة نبيله أبو النجا مرسي المحاسبة بشركة كهرباء دمنهور لانتهاكات خطيرة من جانب أجهزة الأمن عندما حاولت الدفاع عن حقوقها بأن اعتزمت الإعتصام في مكتب رئيس مجلس إدارة الشركة إحتجاجاً على الظلم الذي وقع عليها، حين أمر رئيس القطاع القانوني بخصم خمسة أيام من مرتبها بدون وجه حق على سبيل الإنتقام منها بعد أن قامت بالشهادة ضد زميله رئيس قطاع المشتريات والمخازن الذي قام -وفقاً لشهادتها- بسب موظفة وحاول ضربها على رأسها بالأكلاسير!
وانتقد مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف ما تعرضت له السيدة نبيله عندما تصورت كمواطنة "بريئة" أن من حقها الإعتصام السلمي بالشركة، حيث قامت يوم 25/4/2009 بإبلاغ جميع الجهات التي تصورت أنها معنية بالإعتصام، مثل اللجنة النقابية، ورئيس مجلس إدارة الشركة، ومباحث أمن الدولة.
في صباح اليوم التالي وعلى أبواب الشركة فوجئت السيدة نبيلة بوجود كردون أمني من رجال أمن الشركة وآخرين يطوقون جميع بوابات الشركة ويمنعونها من الدخول، أخبروها بأنه في حالة إصرارها على عدم الإمتثال للأوامر فإنهم سيضطرون لاستخدام أسلوب غير مستحب معها!!! أصرت السيدة على الدخول فتحرك على الفور ثلاثة رجال أمسك أحدهم بذراعها الأيمن والآخر بالذراع الأيسر وقام الثالث بتحزيمها من الخلف بفظاظة متعمدة ومهينة، غضبت السيدة لما اعتبرته هتكاً للعرض وقاومت، فما كان من أشباه البشر إلا أن قاموا بجرها وسحلها إلى داخل الشركة وذلك على مرأى ومسمع من العاملين الذين وقفوا مذهولين لا يصدقون ما يحدث.
في الدقائق التالية قام رجل الأمن ناصر شعبان بسب موظفي الشركة الذين تجمعوا وحاولو التدخل، طالباً منهم البقاء بعيداً لأنه ينفذ أوامر "مدير عام أمن الشركة – السيد يسري السكري"، نجح عضو اللجنة النقابية في تخليص السيدة نبيلة من رجال الأمن، فجلست تستريح على إحدى درجات السلم وطلبت شرطة النجدة للتحقيق فيما يجري، بينما تجمعت أعداد كبيرة من الموظفين الغاضبين مما يحدث، وراح بعضهم يجمع التوقيعات على شكاوى أرسلت تلغرافياً لوزير الكهرباء ورئيس الشركة القابضة لهيئة الكهرباء.
كانت الساعة تقارب العاشرة وكان قد تم استدراج السيدة نبيلة إلى غرفة سكرتيرة مكتب النائب الفني -لأن جلوسها على السلم أمرغيرلائق!!- حين وصل المقدم طارق فودة رئيس مباحث الكهرباء وعاطف الجمال رئيس مباحث أمن الدولة بدمنهور ومعهم نائب مأمور قسم دمنهور وعدد من المخبرين والعساكر، وبدأ طارق فودة في الصراخ في العاملين طالباً منهم الإنصراف إلى مكاتبهم، فرد عليه العاملون بأنهم لن ينصرفوا لأن إهانة زميلتهم إهانة لهم جميعاً، وبعد ساعتين من الشد والجذب ظهر رئيس مجلس الإدارة لا ليرد الإعتبار لزميلة ولموظفة تعمل تحت رئاسته، بل ليهدد العاملين بتعرضهم للعقاب إن لم يذهبوا لمكاتبهم فوراً.
ظل أغلبية الموظفين يساندون زميلتهم ويتباحثون فيما يجب عمله، وأخيراً هددهم المقدم طارق التهديد الأخير، وأرفق تهديده بالفعل حين أمر المخبرين بالإمساك بأحد أبرزالموظفين المدافعين عن نبيلة ووضعه في البوكس!
بعدها تحول سير الأحداث إلى مقايضة المحتجين على الإنصراف مقابل الإفراج عن زميلهم، وكان له ما أراد، لكن نبيلة ظلت على إصرارها بالإعتصام حتى تأتي النيابة و ظل الموظفون والموظفات يتوافدون فرادى لشد أزر زميلتهم.
وفي الساعة الثانية ظهراً، أمر السيد يسري السكري بإنهاء يوم العمل في الشركة وإخلائها تماماً من الموظفين، وحينئذ بدأت الحلقة الأشد وقاحة في كل ما جرى:
بينما كان مجلس الإدارة في حالة إنعقاد دائم في الغرفة المجاورة، دخل إلى الحجرة التي اعتصمت بها نبيلة، المقدم طارق فودة ومعه ثلاثة مخبرين وإثنان من العساكر، وطلبوا منها الإنصراف فكررت الرفض وطلبت حضور النيابة لإثبات الإعتصام.
استشاط الظابط غضباً وقال لها: النيابة تيجي لك أنت يا كلبة؟ وقام أحدهم بدفعها بقوة في صدرها ليعيدها إلى المقعد حين وقفت فجأه في محاولة لفهم ما يحدث، وإنتزع منها التليفون فطار في الهواء وكسر الزجاج المجاور كما انتزع حقيبتها الخاصة، وطلب من يسري السكري أن يقوم أحد "العيال إللى عنده" بـ "عض" الآخر، وأن يعمل لها محضر ضرب وتعدي! لم يكن ذلك تهديداً ولا مزحة بل أنه تم بالفعل، ولما لم يأت التهديد بأي نتيجة قام طارق فودة بغلق باب الحجرة من الداخل بالمفتاح وراح يكيل لها السباب ووصفها ألفاظ خادشة للحياء، وبأنها "مش متربية" وطلب من المخبرين أن يربوها وأن يكبلوها بالحديد وأن يسبحوها على الكرسي حتى....... (لفظ خارج عن الأدب) ثم اقترح عليهم أن يعتدوا عليها ولكنه عبرعن فكرته بطريقته الخاصة (بألفاظ أيضاً خارجة عن الأدب).
قاومت نبيلة ومدت ذراعيها لأقصى مدى وتحدته أن يفعل، خرج المقدم من الحجرة وأغلقها من الخارج بالمفتاح! أكمل المخبرون مهمتهم الأمنية على ضوء الدروس التربوية الثمينة التي شرحها لهم السيد المقدم وكانوا يدركون بالطبع أنهم لن يستطيعوا في هذا المكان تنفيذ ما طلبه منهم المقدم، وإنما كان المقصود هو ترويعها وإلحاق أكبر إهانه بها، استمر هذا الإجرام أكثر من أربع سٍاعات تخلله ظهور لاعب جديد يقوم بدور الحمل الوديع راح يزور نبيلة بين وصلات الإهانة والترويع ليقنعها بإنهاء إعتصامها، والذهاب إلى المنزل، ومن جديد أصرت على حضور النيابة.
في السابعة مساء قررت نبيلة التوجه إلى النيابة بنفسها، وتطوع الحمل الوديع (رئيس مباحث دمنهور عبد العزيزالطنيخى) بمرافقتها.. ولكن إلى قسم الشرطة، لتبدأ جولة جديدة من المفاوضات، السيد عبد العزيز قال لها أنها ستذهب للنيابة كمتهمة، حيث يوجد ثلاث محاضر ضدها: تقرير طبى بضرب مخبر، ومحضر كسر زجاج، وقيامها بالإعتصام!، وأنه من الأفضل لها أن تقوم بتمزيق جميع المحاضر، وأن تعود إلى المنزل وينتهى الموضوع، ومن جديد اختارت نبيلة أن تذهب إلى النيابة.
هناك واجهها وكيل النيابة بقصة جديدة هي أنه لا يجوز التحقيق في محضر النجدة الذي حررته ضد أمن الشركة لأن الظابط أرفقه بمحضر الإعتصام وأن عليها العودة للقسم لعمل محضر مستقل، في القسم وبعد أن كتبت بالمحضر صفحة واحدة جاء للمأمور أمر بأن تذهب نبيلة لمقابلة رئيس مباحث أمن الدولة بدمنهور السيد عاطف الجمال، كانت الساعة قد أصبحت الحادية عشر والنصف مساء، هناك.. كالمعتاد عملوا على تهدئتها وتهديدها!! واضطرت للإنصراف لأن النيابة لا تعمل بعد منتصف الليل. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|