CET 00:00:00 - 12/05/2009

مساحة رأي

بقلم: دميانة أقلاديوس
إن الحب هو النسمة التي يتنسمها الإنسان بدون أن يعرف لماذا ينبض قلبه سريعاً؟ ولماذا يرحب عقله بهذا الشخص أو بهذا المكان بوجه خاص؟ ولماذا لا يشعر القلب بتلك المشاعر تجاه شخص أو مكاناً آخر؟ وما هي القوة الخفية والخارقة التي تجذبه في هذا الاتجاه؟ وما الذي يجعله منشغل به بلا انقطاع؟ هل معاناته في الحياة؟ هل أسلوبه أم شكله أم طريقة تفكيره في بعض الأمور؟

وإذا ظللت تفكر لكي تجد إجابة على كل هذه الأسئلة ستجد إجابة واحدة وهي (الحب) الذي يتخلله مشاعر قوية يهتز لها الكيان ولكن تحكمها وتقودها معادلة كيمائية صعبة الفهم وصعبة الحل، فهي مشاعر تخرج منك وكأنها شخص يترجى ويتمنى أن يظل بجوار هذا المصدر المحرك لها أكبر فترة من الزمن حتى يهدأ قلبك ويهدأ ذلك البركان المكوّن من المشاعر المتنافسة مع النفس السريع المتلاحق، ولكنك تحاول إخفائه على قدر استطاعتك كلما أتى إليك وكأن مغناطيساً في يديه يجذبك دون إرادة حرة منك!
وهذا في رأيي يشبه قانون الجاذبية الأرضية التي تحكم وجودنا على تلك الأرض فكلما حاولت أن تخترق هذا القانون سرعان ما تسقط سريعاً وتجذبك الأرض نحوها حتى عند صعودك درج السلم ينتهي بك الأمر إلى وضع يديك على قلبك من كثرة النبضات السريعة والتنفس الذي يخرج بصعوبة، ولم تهدأ إلا عند جلوسك واخذ نفس عميق جداً.
ومن هنا نجد أن هناك علاقة وثيقة بين هذه المشاعر وتلك الأرض فهذه العلاقة تتجسد في الحب، فهو القانون الذي يحكم علاقتك بأرضك التي تعيش عليها ولا تريد أن تتخلى عنك بل كلما ذهبت بعيد جداً كلما تحنن قلبك لتلك الأرض بكل ما فيها من شوارع وميادين وشعب تتذكر ذكريات تجول في خاطرك فتغدوا بها بعيداً وتتمنى أن تعيش فيها ولو للحظة أو تتذكرها ثم تأخذ نفساً عميقاً مع كلمة تقولها دائماً آه أنها أيام  فتجذبك بقوتها وقانونها (قانون الجذب للحب) الذي يكون بمثابة القوى الخفية وأيضاً المغناطيسية ويجعلك منشغل بها ليلا نهاراً وهذا في رائي الشخصي.
ولكي أؤكد لك وجهة نظري دعني أطرح لك مثلاً حياً نلمسه بأيدينا نعيش ونتعايش معه وهو المتمثل في  أقباط المهجر، فبالرغم من بُعد المسافات وبُعدهم عنّا إلا أن مصر تجذبهم إليها ويحرك حبها الدفين في قلوبهم أفعالهم المخلصة في الحفاظ على كيانها الشخصي بكل صمود وعزم وهذا لأنهم أثناء وجودهم هنا عانوا الكثير من الاضطهاد أو قمع الفكر وتقييد الحرية فاضطروا إلى السعي وراء بلد يمارسوا فيها الحرية بدون عناء.
فنحن لا ننكر أبداً نشاطهم الذي يترجم فعلياً في عمل المؤتمرات سواء كان خارج مصر أو بداخلها وسعيهم المستمر والدءوب على هناء وراحة شعبها وحصولهم على حقوقهم الشرعية ولفت النظر إلى الفساد الموجود في أرض مصر حتى يعي الجميع حقيقة الأمر وتفتح الأعين على كل رقعة فاسدة فتقاوم ويقضىَ عليها وبالتالي نحصل على مجتمع خالي من الفساد، على الرغم من ما تشنه الصحافة الصفراء ووسائل الإعلام عليهم وادعاءاتهم الكاذبة بأنهم خوّنة لمصر وإنهم يتمتعون بحياة مرفهة ولا يشعرون بأهلها لكي يفقد أقباط مصر وشعبها الثقة فيهم فتحدث عملية التشتيت المرادة وبهذا يفعل الذئب ما يحلو له.
ولكنهم في الحقيقة منشغلين بقضيتنا وربما أكثر من أقباط مصر شخصياً، فدائماً وأبداً ما يسعى الحر لكي يحصل السجين على حريته وهذا هو الحب دليل كافي على كلامي.
إذاً فمكانك هو مكان الحب تلك القانون الذي تجذبك به أرضك ووطنك أياً كانت المسافة التي تفصل بينكما   وكأنها مُصرة على الحفاظ عليك مستنجدة بك أبقى معي.... وأنت دون أن تشعر لأنك تحب تضحي بكل ما تملك من سهر ومعاناة ونفسية قلقلة رافضاً الظلم حتى ولو تمتع غيرك بالأمان، فهذا هو الحب ذلك القوى المغناطيسية والقوى الخفية التي كلما حاولت فهمه لم تستطع ذلك الحب الذي يربطك بوطنك برباط مغناطيسي يجذبك ولا يريد أن يتنازل وهذا في رائي الشخصي....

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق

الكاتب

دميانة إقلاديوس

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

التاريخ ورجل القانون

كفاية

مكانك مكان الحب

أصعب اختيار

مخترع ولكنه لا يعرف الله

جديد الموقع