كتبت: تريزة سمير
في الوقت الذي تواجد فيه معتقلو "العمرانية" بمحكمة "الجيزة"، نظَّمت المنظمات الحقوقية كمركز "هشام مبارك" و"المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" و"مركز النديم"، ومجموعة مصريون ضد التمييز، وحركة "حشد"، وشباب من أجل العدالة والحرية، وجبهة الشباب القبطي، وغيرها من الحركات السياسية . وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن باقي المعتقلين في أحداث العمرانية، وسط كثافة أمنية دهشت جميع المارة في الشارع.
وعلى الرغم من عددهم الذي لم يتجاوز الخمسين، إلا أن هتافاتهم كانت قوية، وحملت شعارات عالية المصداقية، مثل: "مصر لكل المصريين من كل ملة وكل دين"، و"اوعى يا مصري تخون أفكارك، قتل القبطي عاري وعارك"، و"عايزين نخلق دنيا جديدة، دنيا الفقرا فيها سعيدة"، و"فيها الراجل زي الست.. فيها الولد ذي البنت"، و"كل الناس متساويين ..لا تمييز بسبب الدين"، و"ادي وظيفة الداخلية.. ضرب أقباط العمرانية"، و"آدي وظيفة الداخلية منع المباني الكنسية"، و"هدّوا كنايس هدوا بيوت.. صوت الفقرا مش هيموت"، و"هدّوا كنايس هدوا بيوت، وهنفضحكوا بعلو الصوت"، و"قبطي مسلم مش مهم.. حريتنا تمنها الدم"، و"قبطي ومسلم مش مهم.. نفس القهر ونفس الهم"، و"اصحي يا قبطي وقولها قوية.. مصر عاوزة ديموقراطية"، و"اسمي جرجس أخويا حسين.. احنا واحد مش اتنين"، و"آدي حقيقة الحريات.. في الشارع قتلوا الأقباط"، و"الحل مش في الصفقات.. الحل في الحريات".
وفي تضامن المسلم والمسيحي معًا ضد ما حدث من تجاوزات الأمن، التقت صحيفة "الأقباط متحدون" مع بعض المسلمين الذين جاءوا ليعربوا عن شعورهم.
قال "نجيب المصري"- من حركة شباب العدالة والحرية: إننا جئنا اليوم لنتضامن مع المسيحيين، ولنطالب بقانون دور العبادة الموحَّد، كما نطالب بمحاكمة المسئولين الذين تسببوا في مقتل "مكاريوس" و"ملاك"، وإصابة العشرات من الشباب المسيحي.
وأوضحت "إلهام عيد" أنها جاءت من خلال دعوة علي الـ"فيس بوك"، ولايمانها بمبدأ حرية ممارسة الشعائر الدينية، وأنه كما يتمتع المسلم بممارسة الشعائر الدينية في أي وقت، يجب أن يحصل المسيحيون على هذا الحق.
واستاءت "عيد" من رد فعل الأمن تجاه الأقباط. مشيرة إلى أن الأقباط إذا كانوا قد تجاوزوا بعض القوانين، فليس على الأمن المصري استخدام الرصاص الحي، وأن الحل لا يكون بالدماء. وتساءلت: أين القانون من التجاوزات الأمنية التي أدت إلى مصرع شابين وإصابة الكثيرين؟ وكيف يستخدم الأمن الرصاص والدماء للتصدي على للمطالبة بحق المسيحيين في العبادة؟ مؤكّدةً أن هؤلاء الشباب الذين تم الاعتداء عليهم وقتلهم، جاءوا للدفاع عن وجود كنيسة لهم، وهو أبسط حقوق الإنسان.
ورفض "محمود نوارة"- حركة حشد- ما يتعرض له الأقباط، موضحًا أنه جاء للتضامن مع إخوته المسيحيين في مطلبهم بأبسط حقوقهم، وهو أن يمارسوا حريتهم في الصلاة، وأن يكون لهم دار عبادة بدون أي تصاريح. وتساءل "نوارة": هل لابد أن يحصلوا على تصريح حتي يصلون؟ مشيرًا إلى أن الصلاة لا تحتاج تصريح، وأن ما يمارسه النظام من تقييد يؤدي إلى مزيد من العنف.
وأكّد "بيشوي فوزي"- جبهة الشباب القبطي- أنه بالرغم من قلة المحتجين، إلا أن الأصوات الخارجة من أعماق المصريين جميعًا المسلمين والمسيحيين، لابد أن تُسمع. |