بقلم: أمير ميخائيل
عاوز أكون إيجابي بس ظروفي مش مساعداني..
من أول ما اوعى للدنيا وأقدر أمشي يا دوب يشيلوني شنطة تهد الحيل والعافية..
من أول ساعة في يومي باقف في طابور ممل وأقابل مدرسين مملة..
وسنين وراها سنين طول الدراسة تكشير وشخط ووعيد..
وبعد فرحة التخرج و فرحة النجاح والخروج للحياة العملية شايل أحلام وردية عن الشغل والمرتب، باتفاجئ بإنه كأني بادور على إبرة فى كومة قش.
وحتى لو لقيت أو رضيت بأي شغلة يدوبك تكفيني مواصلاتي وأكلي وشربي، باروح شغلي في ساعات واروّح في ساعات عشان الدنيا زحمة والناس فوق بعض راكبة.
في وشوش الناس كآبة مالهاش حد وهمّ يهد جبال.
فيه تحفز للخناق فيه خلق ضيق فيه معاكسات فجة وغمز ولمز على دي ودي.
فيه شتيمة للحكومة وأمريكا وإسرائيل ونظرية مؤامرة ليس لها نهاية!!
فيه شكوى من الغلا ومن الدروس الخصوصية.
فيه ضوضاء متهيألي مفيش زيها وصراخ و صوت عالى في أي وقت وفي كل حتة وعلى أي حاجة حتى لو روبابيكيا!!
فيه تسهيلات وأدراج مفتوحة علشان تخلص ورقة أو مهمة وكله بتمنه وفتّح مخّك معانا!
فيه قبح أكتر بكتير من الجمال وفيه حملة ضد الجمال عموماً أو قل ما تبقى منه!!!
فيه عمدان كهربا قايدة بالنهار ومطفية بالليل "ويحلى قطع الكهربا وقت إمتحانات الطلبة" وبصفة عامة البلد مليانة تبذير وإسراف وقدوتنا في كدة حكومتنا المصونة.
فيه انتخابات مضروبة ومزورة وعلى عينك يا تاجر"مش من عندي من عند المصري اليوم".
فيه أنفلونزا الطيور والخنازير وبكل حماسة هاتك يا دبح "لا فحص ولا تعويض ولا تخطيط"!
فيه شركات نضافة مالية البلد ولكن البلد مليانة زبالة ووساخة!!
فيه محسوبية وكوسة وتمييز!
فيه تعصب وفيه تطرف وفيه تكفير للآخر!!
فيه حبس للصحفيين ولكل من أراد أن يقول رأيه.. مجرد رأيه!!
فيه ازدياد لمظاهر التدين وبرامج أرضية وفضائية وبين هذا وذاك يا قلبي ويا عقلي ربنا يكون في عونك!!! زادت الرشوة والتحرش والقتل والعنف لأتفه الأسباب!!
فيه تدين لكن مافيش ضمير ولا أمانة!!
فيه شكل ومنظر لكن بلا جوهر!
فيه تاريخ عظيم ولكن حاضر مخزي ومستقبل.. الله أعلم؟
في وسط كل ده و برغم كل ده عاوز أكون إيجابى.. هل ده ممكن؟؟
أولاً يعني إيه إيجابي؟
يعني بدل ما ألعن الظلام "وما أكثره" أضيء شمعة.
بدل ما أقول وأنا مالي.. لأ أقول ده مالي ونص، لو شفت واحدة بتتعاكس ولا حول لها ولا قوة.. أهزأ الغير محترم إللى بيعاكسها.
لو شفت حد بيرمي زبالة في الشارع ومكسّل يرمي في الصندوق عشان يمكن مش قدام بيت سعاته.. امشي شوية زيادة لحد الصندوق وارمي الزبالة جواه مش جنبه!!
لو شفت عمدان النور منورة بالنهار في منطقة.. لازم أبلغ وأبعت شكوى.
لو ماطلعتش بطاقة انتخاب لسة.. لازم أطلع ولازم أشارك.
لو فيه طابور في أي مصلحة.. اقف وآخد دوري من غير ما أغمز لحد بشلن "خمسة جنيه" عشان أخلص بسرعة.
في النهاية.. الإيجابية مش بس كلام "جزء منها على فكرة ومهم" لكن قرارات ومواقف مستمرة طويلة النفس.
في النهاية.. الإيجابية ممكنة لو كل واحد بدأ بنفسه.
آه لو نفهم إن سلبيتنا ستعود على رؤوسنا ولا يقول أحد أنه في منأى عن النتائج أو أنه في أمان أو بعيد!!
لا بد أن نقول لا صريحة وبقوة بداخلنا أولاً، لكل كسل وتهاون وخروج عن القانون والنظام وعدم المشاركة وبلاش نعلق أخطاءنا على من حولنا.
مش عارف إمتى تحصل الصحوة و نفوق؟ أرجو أن لا نكتفي بالدعوات ولكن نقوم ونبني لأن إله السماء مع الحق والعمل الصالح. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|