CET 17:15:17 - 12/05/2009

مساحة رأي

بقلم: هيام فاروق
أثارني خبر منشور بجريدة نداء الوطن في العدد رقم 43 بتاريخ 28 إبريل 2009, بخصوص تكوين مجموعة من شباب الجامعات وتخصيص جروب على موقع (الفيس بوك) وأطلقوا على أنفسهم مجموعة (CH) والتي تعني Christian أي تعني باللغة العربية مسيحي، وهذه هي مجموعة تتصف بالإنعزالية داخل الجامعات.
وما أعجبني, هذا التصريح الذي صرح به نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب على أن هذا الفكر مرفوض كنسياً لأن كل التعاليم المسيحية والتي تتحمل مسئوليتها المؤسسات الكنسية, تحث شعبها على الإنخراط في المجتمع، ويستمر الأنبا موسى في ذكر الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة تتفشى بين أبنائنا من الشباب أو الشابات المسيحيات, فنوه نيافته أن السبب الأول هو التخوف من إقامة علاقات غير سوية بين الفتيات المسيحيات والشباب المسلم.. لكن هذا التخوف مبالغ فيه, لأننا نحن ككنيسة نرفض هذا الأسلوب ودائماً نطالب أبنائنا التعامل والتفاعل مع المجتمع وفقاً لقواعد تربوية وأخلاقية وروحية ثابتة.

أما السبب الثاني والذي أشار إليه نيافته هو زيادة أنشطة الجماعات الإسلامية داخل الجامعات المصرية وتصرفهم المتطرف ضد زملائهم المسيحيين، حتى وصل بهم الحال إلى توصيف الطلبة المسيحيين بالكفر, وإلصاق الفُجر والعُهر بالطالبات المسيحيات, وأوضح نيافته بوجود تيار ديني متشدد في الجامعات من الطرفين، كما أوضح نيافته أننا ككنيسة نرفض تماماً أن يكون لدى شبابنا ميول دينية متشددة تشبها بما هو موجود لدى الأبناء المسلمين تحت لواء الإخوان المسلمين والذي نعيب عليهم تشددهم وتطرفهم الديني.

أنا أرى أن الأسباب التي أثارها الأنبا موسى هي نابعة من القانون الطبيعي الذي ينص على "لكل فعل رد فعل".. فمنذ عشرات السنين نرى أن جماعة الإخوان المسلمون يتسحبون خطوة خطوة حتى وصلوا إلى كثير من معاقل مؤسسات الدولة ومنها الجامعات، وكلما ازداد نفوذهم علي الأقلية لا بد أن هذا الفعل سوف يواجه برد فعل مضاد، لكن شتان بين فعل الأغلبية ورد فعل الأقلية.

تعترض الكنيسة دائماً على مجرد التفكير في تقسيم المجتمع إلى طوائف ومجموعات، وبرغم شعورنا كأقباط بالظلم والإضطهاد والذي أصبح واضحاً في مدارسنا وجامعاتنا وأشغالنا ووظائفنا ومراكزنا من الجماعة المحظورة إلاّ أننا لا نقبل أن ينبثق منا مثل هذه المجموعات.

أصبح السؤال عن حدود الدفاع عن النفس بين أبنائنا المسيحيين سؤالاً ملحاً!؟.. نحن نعرف أن أي جماعة أو طائفة أو ديانة لا ترفض فكرة الدفاع عن النفس بالطريقة المشروعة، إلا مجموعة واحدة تُلقب على نفسها بالأصدقاء (الكويكرز – Quakers)، وهي مجموعة ترفض الكراهية والعنف ومقابلة الشر بالشر مطبقين قول المسيح في (متي 5 : 38 – 41) [سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن.. ومن لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر..إلخ], نجد أن المسيح في قوله قد أفرط في التعبير, ككناية عن الحب وعن خلق نوع من الدفاع عن النفس يهدف إلى كسب المعتدي والوصول به إلى السلام, ورفعه إلى مستوى العدالة والحق الإلهي، كما أن السيد المسيح لم يقصد المعنى الحرفي والدليل علي ذلك ما جاء في إنجيل (يوحنا 18: 22 – 24) [فقد قال للخادم الذي لطمه أمام رئيس الكهنة.. إن كنت قد تكلمت ردياً فأشهد على الردي وإن حسناً فلماذا تضربني؟] أتصور أن المسيح هنا لا يرد على العبد الذي لطمه بل علي قيافا حامي الناموس الذي رأى الخادم وهو يلطم يسوع ووافق علي هذا، فقد سأله يسوع أن الناموس يقول (لا تقل سوءاً) فما هو هذا السوء الذي تفوهت به حتى تعطي الحق لخادمك أن يلطمني!!.
تحمست جداً أن أعرف سر هؤلاء المجموعة والتي تكلم عنهم الأنبا موسى وخصوصاً أن هذه المجموعات في مهدها وعلينا أن نوعيهم، لذلك أخذت أبحث عنهم لكي أقوم ببعض الإستطلاعات عن آرائهم، فأكد لي واحد منهم أن ما دفعه للإنضمام إلى هذه المجموعات هو ظهور مجموعة مثل مجموعة الشموس والتي تنتمي إلى الإخوان المسلمين يتجاهلون تماماً دخول زملائهم المسيحيين بينهم، كما أكد لي بعض الشباب من البنات والبنين إحساسهم بأن هناك تمييز واضح ومكشوف حتى بين الأساتذة المسيحيين والأساتذة المسلمين، وأشارت طالبة خريجة كلية السياسة والإقتصاد أنها كانت مشتركة مع هذه المجموعات ولكنها رفضت إنعزاليتهم وتقوقعهم وانطلقت إلى العالم الخارجي واندمجت معه بنجاح فائق، لكن كان هناك رأي آخر لطالب يدرس في كلية الإعلام فيقول أن الإنضمام إلى هذه المجموعات مفيد جداً لإستثمار أوقات الفراغ بين المحاضرات، ويستمر في قوله أنه لا يُوجد وسط هذه المجموعات أي ميول أو إتجاهات غير سوية أو عدوانية ولا أي فكر ضد المجتمع أو ضد إخوتي المسلمين.

أما أنا فأري أن هذه الظاهرة هي بسبب غياب الإدارة السياسية في التعامل مع الطلاب بالإضافة إلي زيادة القوة للإخوان المسلمين داخل الجامعات، فلكل فعل له رد فعل!! ولكم يا أحبائي أن تميزوا..!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٣١ تعليق

الكاتب

هيام فـــاروق

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

يبقى أنت أكيد في مصر

أشياء ضائعة

عفوًا سيدنا

لكل فعل رد فعـل..!!

عتـاب

جديد الموقع