بقلم: جرجس بشرى
لقد صُدمت عندما عَلمت بمُطالبة لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري مؤخراً بسرعة إصدار تشريع عاجل يُجرم الديانة البهائية في مصر، بحجة أن الفئة البهائية فئة ضالة وتُشكّل خطورة على الإسلام، كما أنها تسعى لنشر الرزيلة في المجتمع، لها علاقات بالعدو الإسرائيلي!!
أنها حقاً مهزلة بكل المقاييس أن ينزلق مجلس الشعب المصري في هذه الهوة السحيقة ويسمح بمثل هذه الاقتراحات والمُهاترات التي تقودنا إلى عصور التخلف والظلام والرجعية، فكان أجدر بمجلس الشعب المصري ورئيسه أن يوقف هذه المهزلة فوراً لأننا لسنا في دولة خلافة إسلامية –وإن كانت المظاهر تدل على ذلك عملياً- ولأن المجلس يُعبر عن طموحات وآمال الشعب ولا يعكس طموحات وآمال المُسلمين وحدهم،
كما أن المواطنة التي وافق نفس المجلس على إقرارها بالدستور المصري هي للجميع وليست للمسلمين وحدهم دون باقي فئات وأطياف المجتمع المصري المتنوع الديانات والثقافات والأعراق و..و..! وإن لم تكن المواطنة للجميع دون استثناء فهي مواطنة بمرجعية إسلامية.. مواطنة لا تسمح بحقوق كاملة ومتساوية للجميع باستثناء المسلمين السـُنّة، والغريب بل والمُفجع أن وجه أعضاء من البرلمان (أغلبية ومعارضة) اتهامات غير مقبولة للبهائيين المصريين، كعلاقتهم بالعدو الصهيوني ومحاولة نشرهم للرزيلة، وكذلك أنهم يسعون إلى هدم الإسلام!
ما هذه الافتراءات والاتهامات والسخافات التي يطلقها المجلس على فئة أصيلة من الشعب المصري لم يثبت إدانتها بعد؟ وما هذه الإساءات التي يوجهها البرلمان للإسلام نفسه كدين، فليس من المعقول أبداً أن الإسلام تهدمه الديانة البهائية، فالعالم عندما يسمع بهذه الأمور تحت القبة تصيبه الدهشة والعجب ويتساءل: هل الإسلام ضعيفاً إلى هذه الدرجة تحت تهدمه الديانة البهائية أو أي دين آخر!
فالكارثة هنا أن هذه الأشياء المُخجلة صادرة من أشخاص يفترض أنهم يعبرون عن كل أطياف المجتمع المصري ويفترض فيهم أنهم قدوة للشعب، فإذا كان بهذه الصورة وصل إلى مستوى غير مسبوق في مسار نفي الآخر الديني فما بالك بالشعب؟!
إنها ثقافة كريهة تفشت واستشرت في مجتمعنا ووصلت إلى مستويات غير معهودة تُنذر بحلول البلاء والوباء بهذا البلد العظيم (مصر) التي اغتصبوا فيها مواطنة وحقوق غير المسلمين السُنّة بلا حياء على مسمع ومرأى من العالم الذي يتفرج عليهم وينتظر سقوطهم في شرك التفتيت والتقسيم والحرب الأهلية.
أنني أطالب مجلس الشعب المصري أن يقدم اعتذاراً بسبب ما لحق بفئة مصرية أصيلة من الشعب المصري (البهائيين) من اتهامات وتشهير وتلويث للسُمعة وتحريض القتل بالمُلاحقة لأنه ليس من المقبول أن نقتل ونذبح ونتهم الناس بالباطل بحجة أنهم لا يدينون بالإسلام أو أي دين سماوي آخر، فهل يستجيب المجلس أو يكف عن هذه المهاترات؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|