* د. "سلامة": بدايات القرن الماضي كانت الثقافة المصرية في قمة ازدهارها، وفي نهايته انحسرت.
* الباحث "سليمان": جاءت ثورة يوليو لتُحدث تحوُّلات جذرية في الحقل الثقافي.
* د. "مغيث": الصراع بين القديم والجديد يظهر مدى أهمية الدور الذي يلعبه المثقَّف في مجتمعه.
* د. "زايد": أهمية الثقافة تكمن في الحفاظ على استقرار المجتمع وحفظ هويته.
* د. "الجيار": مفهوم المواطنة يعتمد على فكرة علاقة الإنسان بالأرض.
كتبت: ميرفت عياد
على هامش مؤتمر أدباء "مصر" في دورته الفضية، والذي أقامته الهيئة العامة لقصور الثقافة، اُقيمت العديد من الجلسات؛ لمناقشة الأبحاث التي قُدِّمت من قبل الأدباء والمفكّرين المصريين بشأن البحث حول العديد من المفاهيم التي تحيط بالثقافة، مثل المواطنة وحقوق الإنسان وتردِّي المستوى الثقافي العام، والدور المنوط بالمثقف في إصلاح المجتمع، وتداخل الثقافات في عصر العولمة.
واستعرض د. "محمد على سلامة" في البحث المقدَّم بعنوان "المثقَّف بين الموسوعية والتخصص"، تاريخ الثقافة المصرية عبر قرن من الزمان في الفترة الممتدة من 1910 إلى 2010. مشيرًا إلى أن الباحث فى تاريخ الثقافة المصرية، سيجد أن بدايات القرن الماضي كانت الثقافة المصرية فيها في قمة ازدهارها وتفاعلها، وفي نهايته حدث انحسار للثقافة، على الرغم من أن بداية القرن الماضي كانت مصادر وموارد الثقافة ضئيلة لا يمكن مقارنتها بمصادر المعرفة الموجودة الآن من إعلام وشبكة عنكبوتية واسعة الانتشار، إلا أننا نجد أن الإلمام بالمعرفة أصبح سطحيًا وغير مؤثِّر ولا تظهر آثاره في الانتاج الثقافي العام. وتساءلت: هل يعود السبب في ذلك إلى الجو العام سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا؟ أم أنه يعود إلى مكونات الشخصية القوية التي أصبح يفتقدها المثقفون المعاصرون؛ لإنشغالهم بأمورهم الحياتية الضاغطة عليهم.
روافد الثقافة المصرية
وناقش الباحث "حمدي سليمان" في بحثه بعنوان "الثقافة المصرية بين المركزية والتعدد"، فكرة تعدُّد روافد الثقافة المصرية في الحقبة الليبرالية قبل ثورة 1952، حيث كانت الاتجاهات السياسية واضحة، والمثقَّف صاحب صوت عال، ويعبِّر عن نفسه بحرية، ويعلن عن مواقفه المناهضة للسلطة في بعض الأحيان بقوة ووضوح، ودون أي خوف أو تردُّد. مشيرًا إلى ثورة يوليو قد جاءت لتحدث تحولات جذرية في الحقل الثقافي، حيث تعاطف المثقفون مع الثورة، وسخَّروا أدواتهم للإشادة بها، كما عملت المركزية التي اتسمت بها السلطة في ذلك الوقت على استقطاب العديد من المثقفين، وسلبت حريتهم في التعبير عن آرائهم التي تخالف النظام في بعض الأحيان، ومنعت حقهم في النضال ضد التيار الفكري السائد.
مفهوم المثقف الآن
وأوضح د. "كمال مغيث" في بحثه الذي يقع تحت عنوان "الثقافة ومفهوم المثفَّف الآن"، أن الإنسانية من أهم خصائص الثقافة، وأن الثقافة تُعد من أهم معالم العالم المتحضِّر الذي يبحث بكل الطرق عن سبل يستطيع من خلالها أن يحقق الإنسانية ويطبِّق مبادئ حقوق الإنسان التي تتجاوز جميع الاختلافات الدينية والجنسية والعرقية بين البشر. مشيرًا إلى أن هناك عدة تعريفات للمثقَّف منها أنه ذلك الشخص الذى يتميَّز بالقدرة على النقد الاجتماعي والعلمي، ويستطيع أن يعمل من خلال رؤية واضحة وهدف واحد وهو البحث عن الصالح العام لجميع فئات المجتمع، إلى جانب وضع نظرة شمولية لتغيير المجتمع. وهو إنسان يمتاز بالقدرة على التفكير العميق ومعرفة التحديات التي يواجهها مجتمعه، ولديه خزين معرفي متميِّز بغض النظر عن مستوى تعليمه، ويتمتع بالقدرة على النقد البناء لأي سلطة مهما كانت، ويستطيع نقد طريقة تفكير أو سلوك أفراد الشعب. موضحًا أن حدة الصراع بين القديم والجديد والتحديات التي يواجهها المجتمع، تُظهر مدى أهمية الدور الذى يلعبه المثقَّف في مجتمعه
الثقافة تراث حي
وعرَّف د. "أحمد زايد" الثقافة بأنها جميع المنتجات العقلية والفنية والعلمية التي تميِّز شعبًا من الشعوب من المنظور الضيق، أما من المنظور الواسع، فإن الثقافة تشمل كل أساليب الحياة، والعادات والتقاليد، والمعتقدات، والفنون، وكل ما يتعلَّمه الإنسان في طريق حياته. مشيرًا إلى أن أهمية الثقافة تكمن في الحفاظ على استمرار استقرار المجتمع وحفظ هويته وقدرته على الصمود عبر الزمن. وهي لذلك تراث حي لا يسكن عند حالة معينة، ويتفاعل مع المتغيرات الجديدة مثل ما يحدث الآن فيما يُسمَّى بعصر العولمة، حيث تتداخل الثقافات وتتفاعل، وتتحوَّل المجتمعات المتباعدة في أقطار متفرِّقة إلى مجتمعات متقاربة عبر وسائل الإتصال الحديثة.
رواية الحرب في بر "مصر"
وفي النهاية، ناقش د. "شريف الجيار" في بحثه "المواطنة وتجلياتها في رواية الحرب في بر مصر للكاتب يوسف القعيد"، مفهوم المواطنة الذي يعتمد على فكرة علاقة الإنسان بالأرض. موضحًا أن هذه العلاقة الجدلية التي تربط بين الوطن والمواطن، وبين الشعب والأرض، تظهر بصورة واضحة في هذه الرواية؛ حيث استطاع المؤلف أن يصوِّر الصراع الدائر بين العمدة الذي يمثل القوة والسطوة والنفوذ الغريب على "مصر"، وبين الفلاح الفقير الذي يستغل العمدة فقره وعجزه ليجبره على التنازل عن ابنه، وتقديمه للجيش بدلاً من ابن العمدة المدلَّل. وهكذا تحمَّل الفلاح الفقير وولده عبء المواطنة والوطنية، دون أن يحصل على مقابل من الوطن. مؤكّدًا أن هذا الخلل في العلاقات الاجتماعية والسياسية، يضرب مفهوم المواطنة في مقتل، ويصيبه بأزمة حقيقية من خلال مفهوم تبادل العلاقات بين الحقوق والواجبات. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|