بقلم: أماني موسى
صدمتنا الصحف ووسائل الإعلام بالفترة الأخيرة عن كم هائل من حوادث القتل والتي يغلفها جميعها الوحشية بفظاعة صادمة وبشكل يصعب على العقل الإنساني تصوره وينذر بناقوس خطر يؤكد أن هناك خللاً ما في المجتمع المصري.
وكمثال مقتل هبة ونادين وقطع لسان إحداهما، والأب الذي قتل طفليه انتقاماً من زوجته وكنوع من العقاب لها، وكذا الزوج الذي قام بمذبحة عائلية فظة إذ قتل زوجته بعد أن قامت بخلعه ولم يكتفي بهذا بل قتل ولديه وحماه وحماته انتقاماً لرجولته المهدورة!!
وأيضاً حادثة مقتل قبطي إثر خلاف أخيه الأكبر مع مجموعة شباب من بائعي المخدرات والذي حاول أن يمنعهم من بيعها في شارعهم بشكل يشكل خطر على الأهالي بالمنطقة وخصوصاً الفتيات، فكان نصيبه أن قُتل أخيه بعدة طعنات، وكذا مقتل آخر لخلافه مع جيرانه فقام الجار المبجل برش الجاز على القبطي وحرقه بعد أن أعطاه وافر من الطعنات ليلقى حتفه في الحال صارخاً دمه المهدور من قسوة وتجبر قلوب البشر.
ما سبق سرده من حوادث في تلك السطور القليلة السالفة ما هو إلا جزء من كل ونقطة في بحر مما نقرأه ونسمعه يومياً عن حوادث قتل وعنف يندى لها الجبين، إذ أنها تكون في أحياناً كثيرة لأسباب تافهة أو خلافات عابرة لا تستدعي القتل، وأيضاً معظمها يكون قتل بممارسات تعذيبية كـ (سحل الجثة بعد القتل، أو الحرق، أو ذبح وتقطيع الأعضاء كالجزار الذي يقوم بتشفية ذبيحته)!!
هذا إلى جانب حوادث الاغتصاب والسرقة والتفجيرات، تلك جميعها التي تؤكد أن المصري أصبح شخص عدواني يميل إلى العنف بأنواعه سواء عنف لفظي يشمل التجريح والتشكيك في معتقدات الآخر –وهذا غير قاصر على البسطاء أو عامة الشعب بل مع الأسف متواجد فيمن يطلق عليهم الصفوة أو المفكرين وهنا تكمن الكارثة، إذ حينما يكون القائد مضلل وعدواني فماذا تنتظر من رعيته؟- أو بدني متمثل في ما نراه من حوادث يومية في الشارع المصري من قتل واغتصاب وسحل وحرق منازل و.....
ومن ثم نستخلص أن العنف الممارس في مجتمعنا ينقسم نوعين:
الأول: يعتمد صاحبه على أفكار أصولية خاطئة ولبث في المفاهيم الدينية مما يجعله يقدم على اعتناق فكر متشدد خاطئ مسلكه العنف ضد كل مَن يخالفه الفكر والمعتقد، ويقتله أو يحرق ويهدم ممتلكاته ويقوم بكل الأعمال اللا إنسانية ظناً منه أن هذا جهاد وتقرباً لله.
النوع الثاني: يمارسه صاحبه نتيجة ظروف اجتماعية وبيئية متواضعة وفقر الحال والفكر اللذان يؤديان به لاستخدام العنف كنوع من الدفاع عن النفس وحماية وجوده وكذا التعبير عن مطالبه واحتياجاته التي يتجاهلها المسئولين وهو المقصود به الجريمة الاجتماعية الخالية من أهداف دينية أو جهادية.
بالنهاية ستجد أن المصري أضحى عنيفاً في كل سلوكياته من أبسطها لأكبرها، وأصبحنا ندور في دائرة غير منتهية من العنف المتبادل.
وتظل أحداث العنف ومسلسلات القتل والدماء مستمرة ولكن يبقى السؤال: لماذا وصل بنا الحال إلى هذا الحد؟ مَن المسئول عن مثل هذه الجرائم؟ هل هي سلوكيات أناس ضحايا لمجتمع فاسد وقادة فاسدين؟ أم هو غياب قانون يردع كل مؤتي بمثل هذه الأفعال التي لا تمت للإنسانية بصلة؟ لماذا بتنا نعزز ثقافة الانتقام والقتل والموت وننبذ ثقافة الحياة؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|