تحقيق: مادلين نادر
حالة من القلق منتشرة بين المسيحيين في مصر، على خلفية مذبحة الإسكندرية، خاصة مع القلق إزاء مسألة تأمين الكنائس، واحتمالية حدوث أعمال عنف جديدة.
اقتربنا من بعض الأسر المسيحية، وخدام كنيسة القديسين بالإسكندرية لنعرف ترتيباتهم لقداس العيد، ويوم العيد نفسه.
قداس بدون مهنئين
بداية تحدثنا إلى "حلمى القمص" –أمين خدمة ابتدائي بكنيسة القديسين بالإسكندرية، فقال: "نحن منذ وقوع التفجيرات ليلة رأس السنة وحتى الآن، منهمكون ما بين الشهداء ومتابعة المصابين، ولكن على الرغم من ذلك فإن الكنيسة تقيم صلوات القداسات والعشيات كما اعتدنا، ولكن هناك اختلاف فقط في مسألة دخول المصلين إلى الكنيسة، حيث أصبح من خلال إبراز البطاقات الشخصية، قبل السماح لهم بالدخول. و سيكون الأمر كذلك فى قداس يوم 6 يناير، وسنقيم قداس العيد بالكنيسة كما تعودنا، لكننا لن نقوم باستقبال الضيوف الرسميين المهنئين في قداس العيد، وكذلك يوم 7 يناير لن نقوم بعمل أي احتفالات لمدارس الأحد بالكنيسة لأي مرحلة عمرية، وسنستقبل العزاء. لقد أصدرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، بيانًا بذلك يوم الثلاثاء الماضي، وأعلنت البطريركية بالإسكندرية حالة الحداد على أرواح شهدائها في هذا الحادث الإجرامي، والاعتذار عن عدم استقبال أي وفود ليلة ويوم العيد، وذلك مشاركة لمشاعر أسر الضحايا والمفقودين والمصابين وأبناء الكنيسة بالإسكندرية. كما سيتم تحديد ميعاد لاستقبال المعزين.
سنصلي ونتضرع ولا نخاف
أما "مدحت عزت" – أحد خدام كنيسة القديسين بالاسكندرية-فقال: قداس العيد سيقام بشكل عادي، ورغم حزننا الشديد، ومشاعر الألم التي بداخلنا على دم الشهداء والمصابين، وما حدث من أعمال إجرامية في حق الأبرياء ليلة رأس السنة، إلا أننا فرحين أيضا بميلاد السيد المسيح، لذلك يجب أن يتم عمل القداس الإلهي كما تعودنا.
ويضيف: في الوقت الحالي هناك تشديد أمني، وصعوبة في دخول الكنيسة، أو بالأحرى الشارع الموجود به الكنيسة.
وأكد مدحت على الإصرار على حضور القداس قائلاً: كلنا سنصلي قداس العيد، ونصلي ونتضرع لله، ولا يوجد أحد خائف أو يخشى أي شيء، ولو حدث شيء فنحن مستعدين، حتى لقطع رقابنا.
وفي رسالة واضحة يوجهها مدحت للمسيحيين، يقول: إن من يقول أنه لن يذهب لقداس عيد الميلاد في أي محافظة بمصر، لأنه يخشى الأعمال الإجرامية أو أن تكون كنيسته مستهدفة، أقول له أن هذا يدل على ضعف إيمان، فعلينا ألا يرهبنا شيء، ولو لم يذهبوا للصلاة بالكنيسة، يكونوا بذلك حققوا لمن قاموا بهذه الأعمال الإجرامية أهدافهم وما يريدونه.
لن نستسلم للخوف
"مريم كامل" –مدرسة– تقول: التفجيرات البشعة التي حدثت ليلة رأس السنة بالإسكندرية جعلتنا نفكر قبل أن نقرر الذهاب إلى الكنيسة في قداس العيد أم لا. ولكنني بعد أن كنت أخاف من الذهاب لحضور قداس الميلاد، قررت الذهاب، لأني إن لم أشارك في القداس، وأصلي، معنى ذلك أنني استسلمت للخوف، وحققت لمن قاموا بهذه التفجيرات أهدافهم في ترويعنا، وغلق كنائسنا فيما بعد، وهذا لم ولن يحدث أبدًا، والله وحده هو القادر أن يحمي شعبه من أي أخطار، وإن حدث أي شيء أو عمل عدواني جديد، بالتأكيد سيكون بسماح من الله، لذلك سأذهب لحضور القداس، ولن يمنعني شيء عن الصلاة في يوم ميلاد السيد المسيح.
قدوة لأبنائي
من جهته يقول "عادل زكريا" –صيدلي: رغم وجود مشاعر خوف لدى بعض الأسر لا يمكننا إنكارها، وأنا أحد هؤلاء الذين يخشون بالتأكيد على أبنائهم، و لكني مع ذلك سوف أذهب لقداس العيد، وأشارك الصلاة، وأصطحب أبنائي حتى أكون قدوة لهم، فمن الصعب أن أحاول طمأنتهم، وأقول لهم ألا يخشوا شيئًا، وأنا لا أذهب للكنيسة لخوفي من شيء. ولكني رغم ذلك سأكون مستاءً جدًا إذا تم استقبال المسئولين والوفود الرسمية التي تأتي إلينا في الأعياد بالكنائس، ونحتفل بهم، ونصفق، ثم بعد ذلك حينما تكون هناك مشكلات تحتاج لتدخلهم لا نجدهم، لذلك فمن الصعب جدًا حضورهم للكنائس، وسط المشاعر الملتهبة، والاحتقانات التي تملأ قلوب الأقباط، بعد تكرار الاعتداءات الأخيرة. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|