CET 00:00:00 - 15/05/2009

مساحة رأي

بقلم: محبة متري
يا له من يوم شاق.... هكذا حدثت نفسي وأنا في طريق عودتي من عملي للمنزل بعد معاناة بدأت منذ استيقاظي مبكراً وهرولتي للحاق بالعمل وأخذت أتذكر نقاشاً حاداً دار بيني وبين زميلة لي بسبب إهمالها وعدم تعاونها معي في عمل مشترك وإلقاء الحمل بالكامل على كاهلي مما أدى بي إلى الصراخ في وجهها بأني لن أحتملها مرة أخرى وسأرفع شكوى لأعلى المستويات ضدها.
ومع اهتزاز عجلات الأتوبيس وتزاحم البشر من حولي شعرت بالاختناق وقد أزداد أكثر مع ظهور وجه رئيسي في العمل في مخيلتي وهو يمتدح زميلتي متغاضياً عن أخطائها لمجرد أنها تجيد فن التملق والنفاق وتعرف من أين تؤكل الكتف, شعرت بالظلم والقهر وظللت على هذه الحالة إلى أن وصلت شارعي الذي أسكن فيه.
وفي طريقي للمنزل شاهدت كومة كبيرة من القمامة أسفل العمارة لم يهتم عامل النظافة بإزالتها فازداد حنقي وقلت في داخلي لا فائدة لن ينظف هذا الشارع أبداً مهما شكونا إلى مسئولي الحي, وحين دلفت إلى شقتي شعرت ببعض الراحة وأغمضت عيني في محاولة للنوم قليلاً.
لم تمر دقائق قليلة إلا ووجدتني أقفز فزعة من فراشي من الصوت المفاجئ الصادر من ورشة لإصلاح السيارات رابضة أمام مسكني كان قد تم افتتاحها وسط المنطقة السكنية بكل سهولة متحدية بكل قوانين البيئة عرض الحائط, وقد كان الصوت مزيجاً من صوت أبواق سيارات لعينة وأجهزة إنذار, وضعت الوسادة على رأسي في محاولة أخيرة للنوم فجاءني صوت نغمات مدوية راقصة تنطلق من كاسيت جاري العزيز  بأغنية (أعمل إيه وياك يا حمادة....... دة اللي عملته دة أسوأ عادة.....!!!!) مع صوت دبيب أرجله مع النغمات مما يوحي بأنه مستمتعاً بحياته وليس هناك ما يؤرقه مثلي.
شعرت بجهازي العصبي ينهار, ماذا افعل يا ربي؟ وفجأة وجدت نفسي أركع وأوجّه قلبي إليه وأصلي (أشكرك يا رب من أجل زميلتي فأنا أحبها، باركها وأعطيها روح المحبة لي والتعاون معي, أشكرك يا رب من أجل رئيسي في العمل أرجوك أن تباركه وأطلب منك أن ينتبه إلى موهبتي واجتهادي, أشكرك يا رب من أجل المسئولين عن الحي والعاملين بنظافة الشارع ساعدهم فأن عملهم مُضني وشاق وأنا التمس لهم العذر, أشكرك يا رب من أجل ورشة السيارات أرزق صاحبها فأنه يجري وراء لقمة عيشه وعيش أولاده, أشكرك يا رب من أجل جاري المزعج وأعطه هدوءاً واجعله يراعي مشاعري ويمارس هوايته أثناء غيابي عن المنزل.... أشكرك.... أشكرك... أشكرك).
وأخيراً استطعت أن أغمض عيني بارتياح وأنام في سلام مع كلمات مريحة مهدهدة ترن في أذني.. (لا تغرب الشمس عن غيظكم)، (محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً).

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٢٧ تعليق