بقلم: عبد صموئيل فارس
عادت منطقة الزيتون مساء الأحد الماضي إلى دائرة الضوء من جديد بعد أن وقع انفجار داخل إحدى السيارات الملاكي التي يمتلكها مواطن قبطي ممن يقطنون هذا الحي ذات الأغلبية المسيحية، فلم يمر العام على ذكرى المذبحة الشهيرة التي وقعت في هذا الحي بعينه وتمت بطريقة بشعة راح ضحيتها جواهرجي وثلاثة آخرين يعملون معه، ولم تتوصل جهات الأمن إلي الآن لمرتكبي الحادث الذي أصبح في طي النسيان ولم يعد للأمر أهمية، ويبدو كالعادة أن الجريمة ستُقيد ضد مجهول ما دام الضحايا أقباط.
أما هذا الحادث فالخيوط فيه متشابكة ومعقدة كل الأطراف مستفيدين من وقوع الحادث بما فيهم الجهات الأمنية والخاسر الوحيد هم الأقباط، فهذا الإنفجار له عدة تفسيرات تحمل رسائل موجهة.
فإذا قلنا أنه من الممكن أن يكون متطرفين لهم صلات بجهات خارجية قد قامت بإرسال هذه الرسالة للنظام المصري بعد الإعلان عن زيارة الرئيس الأمريكي لمصر والخطاب الهام الذي سيوجهه للعالم الإسلامي وهذا لتوجيه رسالة مفادها أن مصر ليست أمان وأن هناك خلايا تعمل في أي وقت وبدون رقيب.
الطرف الثاني قد يكون بقايا خلايا الجهاد التي تعمل بلا ضوابط ومن تلقاء نفسها وتهدف من رسالتها زعزعة أمن واستقرار البلد نتيجة لتكفيرها للنظام وانتقاماً لمواقف مصر من أحداث غزة وحملتها على الحزب الموالي لإيران.
الطرف الثالث قد يكون أجهزة سرية تعمل لصالح النظام المصري، يسأل البعض لماذا تقوم هذه الاجهزه بهذه العملية؟ والإجابة هي التحركات التي يقوم بها نشطاء مصريين أقباط مقيمين في المهجر في الآونة الأخيرة عقب الإعلان عن زيارة مبارك للولايات المتحدة والتي يحشدون فيها مصريين للقيام بمظاهرة سلمية تنديداً بالأوضاع السيئة التي يعاني منها الأقباط في الداخل، والرسالة هي أن أقباط الداخل هم رهينة بين أيدينا، نفعل بهم ما نشاء ولسان حالهم للرأي العام العالمي هو العالم كله يعاني من الإرهابيين وهذه أحداث إرهابية ليس لنا أي دخل بها ونحن نحمي الأقباط قدر استطاعتنا.
الأسباب متعددة ومتشعبة ولكنها مجتمعة على هدف واحد هو أن الملعب الذي يمرح الجميع داخله ويتصالح ويتناحر ويختلف البعض عليه هم الأقباط، فإن اختلف النظام مع الإخوان يلجأ أحد الطرفين للتصالح عن طريق تقديم قرابين وذبائح بشرية من الأقباط، فقد يقوم الأمن مثلاً بافتعال أزمة في مكان ما يثور العوام على أثرها ويتم الهجوم، والأمثله علي ذلك ليس لها حصر، والعكس أيضاً يحدث مع المتطرفين في محاولة لتهديد الجهات الأمنية بزعزعة استقرار الوطن بهذه الطريقه التي أصبحت ظاهرة للعيان ولا تحتاج إلى أدلة فهي مفروضة بواقع واضح.
حادث الزيتون أياً كانت الجهة التي قامت به لن تسكتنا عن رفع أصواتنا والتنديد بما يحدث لأهلنا واخوتنا في مصر، ولن ترهبنا هذه الأساليب فقد اعتدنا على ذلك، وكما يقول المثل المصري "ياما دقت على الرأس طبول".
أما أنتم يا أقباط مصر فلكم الله كما عبر بكم عصور الشر هو القادر أن يعبر بكم الأيام القادمة. |