بقلم: مايكل فارس
في تصريحها المثير للجدل لقناة الحرة قالت جيهان السادات أن فرصة جمال مبارك كبيرة جداً ليصبح رئيساً لمصر، وهو ما يعيد لذكرتنا سؤال مهم وهو.. هل سيورث جمال مبارك الحكم في مصر؟
المعارضة وكبار المثقفين يخشون من مخطط التوريث خاصة وأن المخطط بدأ تنفيذه بالفعل، فبمجرد النظر للأحداث سنكتشف أن السلطات الممنوحة لجمال مبارك سلطات مطلقة في ظل نسبية كل ما نحياه، حتى القوانين التي يتم تطبيقها تطبق بشك نسبي على مدى نفوذ وسلطة المجني عليه.
فتدخل جمال مبارك في كل كبيرة وصغيرة دون مبرر يطرح التساؤل.. بأي سلطة يفعل ذلك؟ هل لأنه أمين لجنة السياسات؟ ذلك المنصب وهذه الوظيفة التي تم استحداثها خصيصاً في مصر لتواكب الفتى الطموح، فمثلاً في تحديد العلاوة سمعناه عبر تصريحاته أنها ستكون 5%، ولكن بأي صفة يتحدث؟ ونجد الزيارات الميدانية التي يقوم بها لمختلف القرى والمدن المصرية هل لخلو مصر من مسؤل؟ أم أن هذه القرى والمدن غير خاضعة لمجلس المدينة أو المحافظ المسؤول عنها وأتى ابن الرئيس لكي يشملها برحمتة؟ وأين المحافظين المسؤلين؟ وأين؟ وأين؟
كيف سيكون الوضع في مصربعد سنوات قلائل أو قد يكون بعد شهور أو حتى أيام؟ من يعرف ما ستحمله الأيام وما تُخبأة الظروف؟ ولكن ما نعرفة جيداً أن مصر تزداد من السيء للأسوأ ومخطط التوريث يزداد يوماً بعد يوم والسلطات الممنوحة لابن الرئيس تزداد يوماً بعد يوم؟ فلماذا تبدو الأجواء مُلبدة بالغيوم؟ وكيف سيكون الحل لإبعاد هذه الغيوم التي أبت أن تذهب وكأنها استقرت في مصر لتحمل أوجاع قرون وتصبها على هذه السنين التي نعيشها الآن؟
وهل بالفعل لو ورّث الرئيس مبارك الحكم لجمال سيكون أول من طبق التوريث؟ بالتأكيد لأن الرئيس إذا فعل ذلك فلن يكون الأول بل سيكون آخر من طبق التوريث في مصر الذي بدأ منذ 1952 في كل المهن والوظائف، فيكفي ذهابك للجامعة لتعرف أن الدكاترة الموجودين هم أبناء الدكاترة السابقين، واذهب للمحكمة لتجد المستشارين هم أنفسهم أبناء القضاة والمستشارين السابقين، والظابط ابنه ظابط، وحتى التمثيل نفسه أصبح يورّث فأبناء الممثلين ممثلين، وفي كل المهن الحكومية أصبح ذلك القاعدة، وفي القطاع الخاص أصبح الدستور، فلماذا نلوم الرئيس لو ورّث ابنه؟ لأنه في واقع الأمر سيكون آخر من ورث الوظيفه (وهنا حكم مصر) إلى ابنه.
والسؤال الأخير هل هناك منافس لجمال مبارك للحكم؟ يجب على كل المصريين ترشيح أسماء ودراسة كل اسم على حدة لمعرفة إيجابيات وسلبيات الرئيس القادم، لأن في أقرب انتخاب سيكون الشعب المصري أمام أول اختبار حقيقي لهم في العصر الحديث، فهل سيستطيعوا اختبار الأصلح؟ في حين إني أتحدث عن الإختيار ولم أتحدث عن التزوير الذي سيضرب بعنصر الإختيار عرض الحائط. |