فيما يشبه التعرية كشفت دراسة علمية عن الأطر الحاكمة لسلوك المصريين واختياراتهم أن ٧٦٪ من المواطنين يعتقدون أن الكذب قد زاد فى السنوات الخمس الأخيرة بسبب غلبة المصالح الشخصية وفقدان الوازع الدينى وانعدام الأخلاق وانعدام الثقة بالآخرين.
أوضحت نتائج الدراسة، التى أجراها الدكتور أحمد عبدالله زايد عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة مع فريق بحثى على ٢٠٠١ مواطن كعينة ممثلة للمصريين اختيرت من محافظات القاهرة وسوهاج والدقهلية، أن ٨٨.٤٪ من المصريين يعانون من التناقض بين القول والعمل، وأن رجال السياسة أعلى الفئات التى لا تلتزم بما تقول، يليها رجال الشرطة، ثم رجال الدين، فرجال الجهاز القضائى.
وتساءلت الدراسة: إذا كان التدين والإيمان من أكثر الفضائل التى حث الأفراد من عينة البحث على ضرورة توافرها فى المصريين فكيف يتأتى أن تؤكد نسبة ٤٣٪ من المبحوثين أن رجال الدين يقولون ما لا يفعلون، واستنتجت من ذلك أن المصريين مازالوا فى مرحلة البحث عن تدين نقى ومثالى لم يجدوه بعد.
وأوضحت نتائج الدراسة التى أجريت بإشراف وزارة التنمية الإدارية أن عدم اتساق رجال الدين بالذات هو أكثر أنواع التناقض التى يرفضها المصريون وبنسبة ٩٨.٤٪، وأشارت إلى أن ٤٩.٧٪ من المواطنين يعتقدون أنهم مظلومون ومهضوم حقهم فى مصر، وترتفع النسبة إذا أضيف إليها من يعتقدون أنهم مظلومون أحياناً إلى ٦٣.٨٪. وأوضح ٤٦.٤٪ من العينة أنهم تعرضوا للظلم فعلاً فى مقابل ٥٣.٦٪ لم يتعرضوا للظلم ولو لمرة واحدة. وبشكل عام أكد ٧٥.١٪ أن المجتمع المصرى يسوده الظلم، بينما أقر ٢٤.٩٪ بسيادة العدل.
أكدت عينة الدراسة أن هناك فئات «واخدة حقها على الآخر اليومين دول»، وهم على الترتيب: رجال الأعمال، ثم المسؤولون، يليهم رجال الشرطة، فالقضاة، ثم الإعلاميون، وأخيراً أساتذة الجامعة. واعتبر المبحوثون أن أعلى أنواع التمييز هو ذلك الذى يوجد بين الأغنياء والفقراء، وقال ٥٠٪ إنهم يفوضون الله فى الأمر إذا تعرضوا للظلم، وأيد ٤٠٪ تقديم طلب لرفع الظلم، وقال ١٢.٣٪ إنهم يفضلون البحث عن واسطة لرد المظالم.
وقال الدكتور ماجد عثمان، مدير مركز معلومات مجلس الوزراء، وهو المركز الذى ساعد على إجراء المسح الكمى والواقعى، إن الدراسة ستعين على مقارنة الوضع فى مصر بوضع دول أخرى فى مسح القيم العالمى،
بينما دعا أحمد زايد إلى تبنى مجموعة من القيم المركزية لتدور حولها حياة المصريين على أن تكون العدالة هى درة القيم التى يلتف حولها باقى المنظومة، وقال إنه يجب أن نعتبر أن من ليس مع تلك القيم ليس معنا، وطالب رئيس الجمهورية وكل المسؤولين بتبنى تلك القيم فى كل خطاباتهم وأعمالهم حتى تترسخ فى المجتمع وتصبح دستوراً ولو غير مكتوب لكن لا يمكن الخروج عنه. |