CET 00:00:00 - 16/05/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف
جائني أحد الأصدقاء يسألني عن بعض المعلومات الطبية ليتأكد من صحتها، وكانت أغلب المعلومات قد استقاها من الجرائد العامة والمعلومات الدارجة بين العامة فكان منها هذه الأسئلة:

1-هل الفياجرا مفيدة لمرضى القلب؟؟
2-هل الفياجرا تزيد من خصوبة الرجل؟؟
3-هل لا بد من نزول كميه دماء كبيرة من العروس في ليلة زفافها دليلاً على البكورية؟؟
4-هل السبب في الإتيان بالذكور أو الإناث يرتبط بوضع جنسي معين أو فحولة خاصة؟؟
5-هل الممارسة الجنسية الكثيرة هي السبب في ازدياد معدلات الإنجاب؟؟
6-هل هناك نوع من السيدات لا ينجبن إلا إناث وآخرين يتميزن بقدرات خاصة؟؟
والحقيقة شدتني هذه الأسئلة لأنها دارجة وتهم الكثيرين كما لم يقدم الكثيرين على تقديم إجابة شافية لكل هذا بالرغم من أهميتها، كما أن الجهل بهذه المعلومات من الممكن أن يهدد استقرار أسر كثيرة، والحقيقة هنا أؤكد أن بعض الجرائد وبعض الشركات تساهم في نشر المعلومات الدوائية من جانب واحد وهو جانب التسويق ولكنها تغفل نشر بعض الجوانب السيئة للدواء وذلك يدعم تسويقه بغض النظر عن قدر الضرر الذي من الممكن أن يقع على آخرين لا يناسبهم هذا الدواء.

وكمثال رداً على السؤال الأول والثاني الخاصين بالفياجرا فقد قرأت مقالاً لأحد الأساتذة في أحد الجرائد اليومية يشيد بفوائد الفياجرا في زياده قدرة الرجل وزيادة فحولته بينما اختزل عدم استخدامها فقط لمرضى القلب اللذين يعالجون بعقار النتروجلسرين أما فيما عدا ذلك فهي مفيدة لمرضى القلب!! وهنا أقول بناء على الإطلاع على المراجع والأبحاث من دول العالم الكبرى أن تلك المعلومة منقوصة ونصفها فقط صحيح, إزاي بقى؟ الأبحاث بتقول: عقار الفياجرا مفيد للرجل صحيح البنية الذي لا يعاني من أمراض ويجب لمن يتعاطى هذا العقار القيام بالفحص الطبي الدوري وذلك للآتي:
1-يؤثر هذا العقار على ميدان النظر فيجب على من يتعاطاه الكشف الدوري على النظر حيث يؤدي استخدامه لدى البعض إلى قصر ميدان النظر.
2-لا يجب أن يُستخدم هذا العقار لمن يعانون من ضمور بالعصب البصري لأنه يؤدي إلى زياده ضمور العصب فيؤدي إلى كارثة.
3-لا يجب استخدام هذا العقار لمن يعانون من زيادة في ضربات القلب أو عدم انتظام لهذه الضربات.
4-لا يجب استخدام هذا العقار لمن يعانون من هبوط في الدورة الدموية أو بمعنى آخر انخفاض الضغط.
5- لا يجب استخدام هذا الدواء لمرضى القلب اللذين يعالجون بعقار النتروجلسرين وما شابهه من منتجات.
6- ثبت لبعض المعامل البحثيه في الغرب أن هذا العقار من الممكن أن يؤثر على الخصوبة إذا استخدم بكثرة وعلى الدوام (وعلى فكرة كلمة خصوبة تختلف عن كلمة القدرة الجنسية، فالخصوبة تعني القدرة على الإنجاب أما القدرة الجنسية فتعني القدرة على الممارسة).
أعتقد أن هذه هي الإجابة عن السؤال الأول والثاني، أما بخصوص السؤال الثالث وهو هل لا بد من نزول دماء كثيرة من العروس ليلة زفافها دلالة على البكورية فأقول:

إن الدماء التي تقطر من العروس ليلة زفافها هي بضع نقاط قليلة فقط وقد لا تنزل دماء على الإطلاق ولا يتنافى ذلك مع بكوريتها, كيف؟؟: هناك عدة أنواع من الأغشية المختلفة منها الهلالي والغربالي والكثير ومنها المطاطي وهذا النوع الأخير يمكن له أن يتمدد داخل الجهاز الأنثوي للمرأة ولا يتمزق، ومن الممكن أن تحمل السيدة ولا يتمزق هذا الغشاء إلا بعد الولادة، وقد رأينا مثل تلك الحالات، أما عن نقاط الدم الطبيعية لبعض الأغشيه فهي نقاط قليلة كما قلت وهذه النقاط لا تُلحظ وقد يتمزق هذا الغشاء وينزل على هيئة غشاء هلامي لزج فيعتقد الكثيرون أنه إفرازات أو ما شابه، أما عن نزول كمية دماء كثيرة فهذا يدل ليس على بكورية المرأة بقدر ما يدل على خشونة الممارسة الجنسية التي أدت إلى تجريح الجهاز الأنثوي أثناء الممارسة.

والحقيقة أن المرأه دفعت ثمناً باهظاً لبعض التقاليد الموروثة والثقافات السائدة، وكم من فتيات أبرياء تم قتلهم شكاً في عدم شرفهم نتيجة عدم نزول دماء في ليلة العرس وبعد الكشف الطبي من الطب الشرعي ثبتت عذريتهم وبكوريتهم، وراحوا ضحايا للثقافة المنقوصة.
أما عن السؤال الرابع وهو هل هناك أوضاع جنسية معينة تأتي بالإناث أو هناك دخل للخصوبة بنوع الجنين؟ والحقيقه أن هذه الأسئلة مضحكة، فلا توجد أوضاع معينة للإتيان بنوع معين من النسل كما أن الخصوبة ليس لها دخل في نوع النسل، ولكن الخصوبة لها دخل في الحمل من عدمه.
والسؤال الخامس: هل الممارسة الجنسية الكثيرة هي السبب في كثرة الإنجاب؟؟ فنقول لهم:
إن كثرة الممارسة أو قلة الممارسة هما السبب في قلة الإنجاب, كيف؟؟
لكى يتم الحمل للمرأة لا بد من وجود حيوانات منوية كاملة النضج لدى الرجل، والحيوانات المنوية كاملة النضج هي الوحيدة القادرة على الإخصاب، ولكى نحصل على حيوانات منوية كاملة النضج وجب أن تأخذ هذه الحيوانات فتره إثنين وسبعين ساعة كاملة داخل الخصية، وهذا معناه أنه لكى يتم الإخصاب يجب أن يفصل الرجل بين كل ممارسة وأخرى بثلاثة أيام لكي يكون حاملاً لحيوانات منوية قادرة على الإخصاب، أما عن أن قلة الممارسة تؤدي إلى عدم الإنجاب فهي تأتي كهذا المثال:

رجل يعمل فى مناطق مختلفه تتطلب منه السفر والغياب عن المنزل فترات طويلة، وحينما يأتي في الأجازات المقررة له إلى المنزل تكون زوجته في فترة الأمان (وهذه الفترة لا تحمل فيها السيدة بالمرة وهذه الفترة هي سبعة أيام قبل مجيء الدورة الشهرية وثلاثه أيام بعد انتهاء الدورة، بالإضافة إلى فترة الدورة التي لا يمارس فيها الإلتقاء) فيكون الفترة التي لا تحمل فيها السيدة هي عشرة أيام الأمان بالإضافة إلى فترة الدورة وهي من خمس إلى سبع أيام، فيكون هناك مجموع من خمسة عشر يوماً إلى سبعة عشر يوماً شهرياً لا يتم فيهما الحمل.

أما عن السؤال السادس وهو هل هناك سيدات يتميزن بإنجاب صبيان وأخريات يتميزن بإنجاب بنين؟ فهذا هراء.. لأن من يحدد نوع الجنين هو الرجل وليس الأنثى، ومعروف من دراسة الجينات الوراثية أن الرجل يحمل اثنين كروموسوم هما إكس وواي أما الأنثى فتحمل كروموسومي إكس وإكس، فإذا التقى كروموسوم إكس من الرجل مع كروموسوم إكس من الأنثى كان الجنين أنثى، وإذا التقى الكروموسوم واي من الرجل مع الكروموسوم إكس من الأنثى كان الجنين ذكراً، وحيث أن الكروموسوم واي الذكري والذي يحدد الجنس للجنين بالذكر لا يحمله إلا الرجل يصبح الرجل هو المسئول الأول عن تحديد جنس الجنين، أما عن الصدف التي تجعل رجلاً ينجب ذكوراً ورجلاً ينجب إناثاً فهذا مرجعه إلى إرادة الله حسب القول الكريم القائل (يهب لمن يشاء ذكوراً ولمن يشاء أناثاً)، وطبعاً موضوع الذكور والإناث تسبب في تشريد أسر كثيرة لأن الزوج يريد ذكوراً.
وللأسف كانت دائماً ولا تزال الأنثى هي من يدفع الثمن.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق