CET 00:00:00 - 18/01/2011

أخبار وتقارير من مراسلينا

- لابد من إعمال العقل واحترام آدمية بعضنا البعض.
- نفتقد ثقافة الحوار التي ترسِّخ مفهوم احترام الاختلاف.
- إختفاء ثقافة الاعتذار يسبِّب نوعًا من القلق والاضطراب لدى الإنسان.
- الفوبيا هى نوع من الخوف والقلق غير المبرَّر من شئ ما، وتؤدِّي إلى حالة من الذعر والهلع.
- الظروف التي يمر بها الإنسان تغيِّر من شخصيته وهويته.

كتبت: ميرفت عياد

أقامت ساقية "عبد المنعم الصاوي"، ندوة بعنوان "الخوف وفقدان الهوية"، شارك فيها كل من د. "مدحت عبد الهادي"- أستاذ العلاقات الزوجية والطب النفسي- والذي بدأ الندوة بتعريف للخوف بأنه حالة من الذعر تنتاب الإنسان عندما يتعرَّض لشئ ما يهدد سلامه أو أمنه، أو يمثِّل خطرًا عليه. مشيرًا إلى أن هذا خوف إيجابي وموضوعي يعمل على إفراز مادة الأدرينالين التي تساعد الإنسان على الهروب في مواقف الخطر، وأنه عادةً ما يكون مؤقتًا ينتهي بزوال السبب. إلا أن هناك خوف سلبي وغير موضوعي، وعادةً ما يستمر مع الإنسان ويصاحبه لفترات طويلة؛ نتيجة تخيله لمواقف ما تهدِّد أمنه وسلامه. مؤكدًا على أهمية إعمال العقل واحترام آدمية بعضنا البعض، دون أن يكون للدين دخل في معاملاتنا، وأن الأحداث المؤسفة التي حدثت في "الإسكندرية" بداية العام تدل على غياب الإدراك؛ لأننا تدخَّلنا في علاقة العبد بربه، كما أنها توضح افتقادنا ثقافة الحوار التي ترسِّخ مفهوم احترام الاختلاف، واختفاء ثقافة الاعتذار التي تستطيع أن تمحي تمامًا أي إساءة أو خطأ. 

الخوف والقلق والاضطراب
وأكّد د. "مدحت" أن الخوف يسبِّب نوعًا من القلق والاضطراب العنيف لدى الإنسان، وعندما يتملك منه ويسيطر عليه، يؤدي إلى العديد من الأثار السلبية؛ مثل معاناة الشخص من العديد من الأمراض العضوية الناتجة عن الاضطراب والقلق كأمراض ضغط الدم والقلب والسكر، إلى جانب معاناة الإنسان من العديد من التأثيرات النفسية السلبية، مثل الانطواء وعدم الثقة بالنفس والتردد والأرق والاكتئاب والخمول. مشيرًا إلى أن الخوف له العديد من الأعرض مثل جفاف الحلق، وتلعثم الكلمات، واتساع حدقة العين، والعرق الغزير، وإحمرار الوجه، والارتجاف، وعدم القدرة على التركيز، وهي أعراض يتعرَّض لها الإنسان في بعض المواقف التي تثير خوفه، مثل مواجهة المسئولين في مجال العمل، وحضور الحفلات والأفراح، والتي يكون فيها الشخص محط أنظار عدد كبير من الناس، والخوف من الأكل خارج المنزل؛ منعًا لتعرُّض الشخص لمواقف محرجة. وهي أمور تدل على معاناة الشخص من "الرهاب الاجتماعي".

"الفوبيا".. خوف غير مبرَّر
وأشار "مدحت" إلى أن "الفوبيا" التي تصيب بعض الناس هي نوع من الخوف والقلق غير المبرَّر وغير الطبيعي من شئ ما، وتؤدي بالشخص إلى حالة من الذعر والهلع الشديد عند تعرُّضه لشئ مخيف. موضحًا أن هناك العديد من أنواع "الفوبيا"، إلا أن أكثرها انتشارًا هو الخوف من القطط  والكلاب، والخوف من الماء، والخوف من الأماكن والمناطق المرتفعة، والخوف من الأمراض، وهوس النظافة، والخوف من الزواحف. وأنه على الرغم مما تسبِّبه هذه "الفوبيا" من متاعب للشخص الذي يعاني منها، إلا أن العلم حتى الآن لم يوضِّح سببًا واضحًا ومباشرًا لها، وإن كانت بعض تفسيرات علماء النفس توضِّح أن مشاعر الخوف الداخلية من ممارسات محرَّمة، تجعل الإنسان يقوم بتحويلها إلى خوف من أشياء ملموسة عندما يراها تنتابه نوبة من الذعر. كما أن هناك دراسات أخرى تقول أن تعرُّض الإنسان لصدمة قاسية، تجعله يربط بين الصدمة ومكان حدوثها، بحيث يتعرّض لنفس حالة الاضطراب كل مرة يرى فيها هذا المكان. مؤكِّدًا أن علاج مثل هذه الحالات ليس صعبًا، ولكن يعتمد على المواجهة بين الشخص ومصدر خوفه وذعره، سواء كان هذا التعرُّض تدريجي أو مرة واحدة؛ بغرض إحداث صدمة مفاجئة للشخص، بشرط وجود الطبيب المعالج.

الجهل.. الفقر.. المرض
وأوضح "مدحت" أن مصطلح الهوية هو مصطلح فلسفي يعني البحث عن الذات أو الشخصنة. مشيرًا إلى ضرورة أن نطرح على أنفسنا سؤالًا هامًا وهو: "هل أنا زي ما أنا من عشرين سنة؟"، مجيبًا بقول الفيلسوف "سقراط" في قصة رواها توضِّح الأمر بمنتهي السهولة، وهي: "كان هناك مركب قديمة قامت برحلة من بلد إلى أخرى، فقرَّر البحارة أن يقوموا بتجديد أجزاء منها في كل ميناء يقفون عنده، وبعد أن وصلت المركب إلى البلد الأخرى، كان شكلها قد تغيَّر تمامًا". وأضاف: من هذه القصة البسيطة يتضح أن السنين والظروف التي يمر بها الإنسان، تغيِّر من شخصيته وهويته. مدللًا على ذلك بأن الزوج الذي سافر لمدة عشرين عامًا ليعمل بالخارج، لن يعود بعد هذه الفترة الطويلة بنفس خصاله وطباعه وشخصيته.

وقال "مدحت": لكل إنسان هويته الفردية التي يشعر أنها مفقودة إذا شعر بأنه عديم الفاعلية في مجتمعه، مما يؤدي إلى الإحباط وفقد الانتماء. مؤكدًا أن مثلث الرعب "الجهل والفقر والمرض" قادر على أن يقتل الهوية والانتماء لدى الأفراد والمجتمع ككل، وهو ما يؤدي بالطبع إلى شعور الإنسان بالاغتراب في داخل بلده، ويدفع الشباب إلى الهجرة غير الشرعية، معرِّضين حياتهم للموت.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق