CET 00:00:00 - 20/01/2011

أخبار وتقارير من مراسلينا

عبد الصمد: الفولكلور القبطي هو الهوية المصرية فى مكوناتها الإنسانية والمعرفية

الدسوقي: المصريون على اختلاف أصولهم العرقية والدينية والمذهبية صنعوا أمة واحدة

كتبت: ميرفت عياد

صدر عدد يناير من "مجلة الهلال" متضمنًا لملف خاص تحت عنوان " قراءة في ثقافة الوطن.. الفن القبطي وتأثيره في الفلكلور المصري" حيث يقدم هذا الملف مقالات عن طائر الحب والسلام بين الأديان الأب الدكتور "جورج قنواتى"، والفكر القبطي في مدرسة الاسكندرية، المسيحية والرهبنة في مصر، الوحدة الوطنية لمواجهة الطائفية، الرمز وسيلة لتفسير الكتاب المقدس، المواطنة في الغناء المصري، تراتيل وأجراس الشعر بين الهلال والصليب، الألحان اليونانية في الكنيسة القبطية، حيث يؤكد هذا العدد المتنوع في مقالاته على وحدة النسيج المصري الذي يتعرض للتآمر من عديد من القوى الداخلية والخارجية، ومحاولة شق وحدة الصف، كما يقدم صورة مشرفة للتسامح المصري والنسيج المصري الواحد، الذي ظل صلبًا متماسكًا على طول الزمان، ويجب صيانته وحمايتها.  

مكونات الهوية المصرية
ويشير "عادل عبد الصمد" -رئيس تحرير المجلة- في مقدمتها إلى أن المسيحين يشكلون مع أخوانهم المسلمين حضارة مصر، فالفلكلور القبطي يعني ببساطة الجوهر الشعبي المصري، الذي يشمل المسيحيين والمسلمين معًا من أبناء مصر، فالقبط هم الشعب المصري، سواء كان مسيحيًا أو مسلمًا، ومن هنا يمكن أن نقول أن الفولكلور القبطي هو الهوية المصرية في مكوناتها الإنسانية والمعرفية، فالهوية المصرية لها العديد من الجوانب التاريخية والجغرافية، ويكشف عن خلفيات ما نراه ونفعله من طقوس واحتفالات شعبية، لها امتداد تاريخي في أعماق كل مصري، حيث يبحث هذا العدد عن النغمة الصحيحة التي يلتف حولها هذا الوطن صاحب الحضارة العريقة، الذي لا يعرف التفرقة بين أبنائه أو بين من يعيش على أرضه مهما كانت جنسيته، فالكل يشعر أنهم جزء منها، وأنهم ليسوا غرباء عنها، بل من العناصر الفعالة في تشييد الحضارة المصرية بفرعيها الإسلامي والمسيحي، ولهذا بدأ الملف بتقديم "جرجى زيدان" المفكر والقصاص، الذي يعد أحد رموز هذا النسيج الوطني الذي تمثل حكايته نموذجًا رائعًا لسماحة مصر ورحابة صدرها، واتساع قلبها لاحتضان كل المواهب والأفكار، وكل الثقافات بغض النظر عن الدين أو الجنس.

الفولكلور القبطى
ويناقش هذا الملف فكر وثقافة وحضارة نسيج مصري يعيش فينا ونعيش فيه، ثقافة وفكر المسيحيين في وطن لا يعرف الفتنة، بل ينبذ كل أنواع التطرف والعنف، وعندما نفتح ملف الفلوكلور القبطي فسيكون الحديث عن المصري الذي عاش ويعيش من خلال نسيج متماسك، له جذور من العادات والتقاليد والأعراف والموروثات ضاربة في التاريخ، فقد عرف عن الشعب المصري احتفاظه بعاداته وتقاليده، وهذا ما نلاحظه من خصائص هذا الشعب في كثير من جوانب الحياة اليومية والسلوكيات الاجتماعية، ويتبين هذا بوضوح في المجتمعات الريفية وبين العامة، مشيرًا إلى أن الحقبة القبطية مليئة بالمفردات العظيمة من تاريخ وفن وآثار وآداب، تشهد بذلك المكتشفات الأثرية والموروثات القبطية، فالتراث القبطي لا يخص فئة أو عقيدة معينة، لكنه تراث لكل المصريين، وهذا ما يؤكده الكاتب "عصام ستاتي" الذي يشير إلى أن المصريين المحدثين يمارسون هذه الموروثات تارة باسم المسيحية، وتارة باسم الإسلام، ويرى أن بسطاء المصريين هم روح المعتقد الشعبي، فمأثوراتهم الغنائية وألحانهم الشعبية مشتركة، فعلى سبيل المثال الاحتفال بالموالد تقليد راسخ يرجع إلى عصر الحضارة المصرية القديمة، ومع مرور الزمن ودخول المسيحية ثم الإسلام إلى مصر استعاض المصريون عن الآلهة القديمة بالقديسين والأولياء، وأصبحوا يتبركون بهم وبوجود مقاماتهم وأضرحتهم.

تاريخية وحدة المصريين
وفي نهاية العدد يقول الدكتور "عاصم الدسوقي" كلمة أخيرة يتحدث فيها عن تاريخية وحدة المصريين أن رغم مقولة اللورد "كرومر" في خطابه لخلفه اللورد "كتشنر" 1907: "إن المصريين ليسوا أمة.. إنما هم تراكم عشوائي من عدد من العناصر المتنوعة والمولدة...." هذا على أمل أن يستمر في سياسة فرق تسد، إلا أن المصريين على اختلاف أصولهم العرقية والدينية والمذهبية صنعوا أمة واحدة من ذلك التعدد الثقافي الذي ترامى عبر مختلف الهجرات، وتم تكييفه مع الثقافة السائدة المستمدة أصلاً من حضارة مصر منذ فجر التاريخ، ويمكن إجمال معالم هذا المشترك الثقافي لجميع المصريين في عدة مظاهر وهي التدين من قبل الأديان السماوية، وهذا مشترك ثقافي له دور كبير في التماسك الاجتماعي، بحيث يمكن القول أن ما يجمع المصريين من عادات وتقاليد أكثر مما يفرقهم على مستوى الأديان والمذاهب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق