كتبت: ميرفت عياد
بدأت خطواتي تقترب من حارة "زويلة" المتفرِّعة من شارع "بورسعيد"، والمعروف أنها احدى محطات العائلة المقدَّسة أثناء هروبها إلى "مصر"، والتي تم بناء دير العذراء للراهبات بها في حوالي نهاية القرن الرابع عشر الميلادي.
ذخائر نفيسة لرفات العديد من القديسين
بدأت الزيارة منذ أن دخلت من المدخل الرئيسي للدير من حارة "زويلة" على الرغم من وجود مدخل آخر للدير من شارع "الخرنفشي" المتفرع أيضًا من شارع "بور سعيد" إلا أنه مغلق. وعندما تنظر إلى الدير، تجد نفسك أمام مساحة مستطيلة شُيِّدت مبانيها على شكل حرف U لتحيط بكنيسة السيدة العذراء الأثرية المعروفة "بالعذراء حالة الحديد"، ويرجع هذا الاسم إلى معجزة حل قيود القديس "متياس الرسول" وأخراجه من سجنه.
وينقسم الدير إلى مبنيين يقع بهما قلالي الراهبات، أحداهما قبلي يتكوَّن من ثلاث طوابق، والآخر بحري يتكوَّن من أربعة طوابق، وهو الذي يحتوى على مطبخ الدير، ومائدة الطعام للراهبات، وحجرات الضيافة. وبين هذين المبنيين تجد سلم الدير الرئيسي الذي يعلوه قبة مثبَّت عليها الجرس الأثري. كما أن الدير به العديد من ذخائر نفيسة لرفات العديد من القديسين منهم الشهيد "أبي سيفين"، والشهيد "صليب الحديد"، والشهيد القمص "ميخائيل الطوخي".
أعمدة رخامية.. وأيقونات أثرية
وعند دخولي لكنيسة العذراء الأثرية الموجودة بالدير، وجدت أن مساحتها ليست كبيرة، حيث أن طولها لا يتعدى (28) مترًا، وعرضها (19) مترًا فقط، إلا أنني شعرت بالانبهار عندما شاهدت الأحجبة المطعَّمة بالعاج والأبنوس، والأعمدة المرمرية، والنقوش والصور التي أبدعها الفنانون والمصورون الأقباط الذين قاموا بتزيين هذه الكنيسة. وينفصل صحن الكنيسة عن الهياكل التي تقع في الجهة الشرقية بثلاث صفوف من الأعمدة الرخامية، ويعلوه سقف خشبي. كما أن الكنيسة تزخر بالعديد من الأيقونات الأثرية منها ايقونة للملاك "ميخائيل"، وأيقونة للشهيد "مار مينا العجايبي"، وأيقونة للأنبا "بولا والأنبا أنطونيوس"، إلى جانب المقصورة التي يقع بها أيقونة للسيدة العذراء وحولها (16) نبيًا تنبأوا عن تجسد المسيح وفوقهم ملاكان، وأيقونة للسيدة العذراء ما بين "داود" الملك وابنه "سليمان".
خشب أبنوس.. ونقوش مطعَّمة بالعاج
ودعونا نأخذ جولة في هياكل الكنيسة الأثرية، ولنبدأها بالهيكل القبلي المكرَّس على اسم الملاك "جبرائيل" وحامل الأيقونات من الخشب المطعَّم والمُحلى بنقوش بارزة. وتعلو الهيكل سبع أيقونات انطمست معالمها لتقادم عهدها، ويقع أمامه بئر يعتقد العديد من المسيحيين أن مائه له القدرة على شفاء الأمراض، أما الهيكل الأوسط فحجابه من خشب الأبنوس المطعَّم بالعاج تعلوه ثلاثة عشر أيقونة عبارة عن السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وعلى جانبيها الاثني عشر رسولاً، أما باب الهيكل فمطعم بالعاج وبه نقوش بارزة تمثل طيورًا وحيوانات ومكتوب عليه "الرب يرعانى فلا يعوزني شئ ..". وداخل الهيكل يوجد المذبح الذي تعلوه قبة مرتكزة على أربعة أعمدة رخامية. وعند انتقالي لرؤية الهيكل البحري، وجدت أن حجابه الخشبي مطعَّم بالعاج تطعيمًا بسيطًا ومكتوب عليه "هذا بيت الله.. وفيه الدعاء يستجاب".
تجديد وتعمير الدير
وتقول احدى الراهبات: إن الدير مرَّ بالعديد من التجديدات كان أولها في عهد البابا "متاؤس الأول" الـ87، حيث استقر البابا "متاؤس" بالدار البابوية بـ"زويلة"، ووضع في منارة القلاية البطريريكية بكنيسة السيدة العذراء جرسًا من النحاس لينبه المؤمنين. أما البابا "كيرلس الخامس" فقد قام بعمل تجديدات بالدير، وقام بعمل الجزء البحري من الدير قلالي للراهبات. وفي عهد البابا "شنودة الثالث" تم تجديد الدير على أثر زلزال 1992 حيث تم تجديد المبنى البحري وإحلاله محل المبنى القديم.
المراجع:
- كتاب كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة.
- كتاب دير راهبات السيدة العذراء. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|