الكنائس لا تحتاج للحماية بل للمحبة، والمسلمون حموا الكنائس وقت الأزمة
كتب: هانى سمير
رغم الانسحاب المفاجئ لرجال الداخلية عقب إعلان الرئيس "مبارك" حظر التجوال في "القاهرة" الكبرى و"السويس" و"الإسكندرية"، وأعمال النهب والسلب والبلطجة والسرقة في تلك المناطق وانتشارها في مناطق كثيرة، وهروب المحتجزين من أقسام الشرطة التي تحطمت والمساجين من السجون التي تم فتحها لهم للهرب، إلا أنه لم يتم الاعتداء على كنيسة واحدة أو جمعية، رغم عدم وجود عسكري واحد أمام أي كنيسة. الجميع نسوا هوياتهم الدينية، وعادوا للتعامل بمشاعرهم الإنسانية.. الجميع شاركوا في اللجان الشعبية للدفاع عن منازلهم ومحالهم وجيرانهم دون النظر لديانة أو لون أو جنس أو عقيدة.. تخطوا كل تلك الأسوار التي تعوق تواصلهم نحو هدف واحد هو الشعور بالأمان.
من جانبه، قال مصدر كنسي مقرَّب من البابا "شنودة الثالث"- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: إن "مصر" تمر بحالة من وحدة وطنية عميقة، وأن المصريين قد وضعوا خلافاتهم جانبًا نحو هدف واحد هو أمن وسلامة "مصر".
وأوضح المصدر أن الأمن لم يقم بحماية الكنائس عندما كان مكلفًا بذلك، مدللًا على ذلك بأن الشخص الذي قام بالتعدي على المسيحيين في ثلاث كنائس بـ"الإسكندرية" وأودى بحياة مسيحي تم إخلاء سبيله ولم تتم محاسبته زعمًا أنه مختل عقليًا. داعيًا وزارة الداخلية إلى توفير جنودها للقبض على الهاربين من الأقسام والسجون، والذين استولوا على الأسلحة، حتى يشعر جميع المصريين بالأمان. مؤكِّدًا أن الجنود أمام الكنائس هم عبء على الداخلية بلا داع، حيث أنهم لا يحملون أسلحة. مشيرًا إلى أن الكنائس يكفيها حماية الله، وأنها لا تحتاج إلى حماية الأمن، بل إلى محبة بين الجميع وجو بعيد عن الشحن الطائفي.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن وجود مشروع مشترك للمصريين وخروجهم للتظاهر طلبًا للتغيير، أنسى المصريين النزعات الدينية. مؤكّدًا أن المظاهرات حققت ما لم يكن يحلم به، كما حققت تكاتفًا بين المصريين بصورة مثيلة لثورة 1919 إن لم تكن أروع. |