CET 00:00:00 - 03/02/2011

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: تريزة سمير
  سادت حالة من الهلع والمخوف لدى جميع المواطنين عقب فتح السجون أمام المساجين في لحظة من الهرج والمرج الأمني، وخرج آلاف من المجرمين وقطاع الطرق في نفس اللحظة التي ترك فيها الأمن المركزي وجهاز الشرطة الشارع المصري. تركوا المصريين وأمن "مصر" في أيدي البلطجية، وأُغلقت جميع أبواب وهواتف  جهاز الشرطة والمطافي والإسعاف، حيث قال أحدهم عندما اتصل به بعض الأهالي :"خلي القوات المسلحة تحميكم".

منذ تلك اللحظة صرخ الجميع، أطفالاً ونساءًا، شيوخًا وشبابًا في هلع؛ للمطالبة بحماية أموالهم وبيوتهم وأعراضهم، ولكن كان الحل الوحيد في التلاحم الشعبي، ومن خلال اللجان الشعبية التي أثبتت جدارتها، والتي كانت حصارًا للمجرمين ورد فعل أقوى للمصريين، حيث أثبتت قدرتها في التصدي لأعمال الإجرام في المحلات التجارية والمنازل والممتلكات. فلأول مرة ينزل الدكتور مع المهندس مع المدرس مع سائق الميكروباص.. تجمَّعت جميع الفئات والطبقات.. نزل الأطفال لحماية منازلهم. كان للجميع هدف واحد هو بث الأمان في نفوس الأسر، وتأمين المنازل والأشخاص من جميع أعمال البلطجة والإجرام.
 
وجوه مصرية من داخل اللجان الشعبية
وأكَّد "أحمد سلام" على أهمية هذه اللجان، مشيرًا إلى أنها الطريقة الأولى والوحيدة في حالة غياب رجال الشرطة من الشارع للدفاع عن حرمة المنزل. موضحًا أنه نزل إلى الشارع لحماية أسرته، حيث تعامل لأول مرة مع جيرانه، وأنه رغم هذه الظروق القاسية إلا أنه سعيد من نزوله إلى الشارع، وبالأكثر بالسيطرة الكاملة علي المنطقة. مضيفًا أنه تم رصد أعمال كثيرة من التخريب والسرقات وقاموا بمحاصرة المجرمين وتسليمهم للجيش المصري.

وأوضح الكابتن "عزت" أنه نزل إلى الشارع لحراسة المنزل وتأمين مداخل ومخارج الشارع حاملاً سلاحه منذ يوم السبت الماضي. وقال: "لقد تجمع لأول مرة أهالي المنطقة وتبادلنا أرقام الهواتف حتي نطمئن علي بعضنا البعض.. تجمع المسلم والمسيحي، الأطفال والكبار لهدف واحد وهو تأمين المكان بعد حالة من الفوضي".
 
أطفال من داخل اللجان الشعبية
وأكّد "محمد أحمد"- 13 عامًا- أنه نزل مع أخيه إلى الشارع لحماية المنزل. مضيفًا أنه كان يرى "مصر" جميلة قبل هذه الأحداث، إلى أن تحوَّل شارعهم بالهرم من مكان مضيء ليلاً ونهارًا ومليء بجميع المحلات، إلي مكان أشبه بـ"الخرابة"، حيث قام المجرمون بأعمال التخريب، ونزل الهاربون من السجون إليهم لسرقتهم وتخريب بلدهم، مشيرًا إلى أن أولئك المجرمين غير مصريين، ولا يهتمون بـ"مصر".
 
وفي النهاية، قال "عصام سيد"- 17 سنة: إنه يقف مع والده لحماية المنزل والشارع، ويقومون بحراسته ليلاً ونهارًا بشكل مستمر. متمنيًا أن ترجع الحياة بشكل طبيعي، وأن يسود الأمان مرة أخرى.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق