بقلم: مايكل فارس
رفض شباب الأقباط دعوة رأس الكنيسة القبطية بعدم مشاركتهم في مظاهرات يوم الغضب 25 يناير، والمشاركة في مظاهرات جمعة الغضب 28 يناير، الأمر الذي جعل الأقباط يحققون أكبر مكسب في تاريخهم السياسي منذ عقودِ طويلة مضت. لقد شارك الأقباط إخوانهم المسلمين في خلق عصر جديد، وواقع فرض نفسه على سلطة غاشمة بعيدًا عن عباءة الكنيسة التي تري نفسها بين المطرقة والسندان؛ مطرقة النظام وسندان التشدد الإسلامي في الشارع المصري..
• مشاهد من واقع ثورة الشعب المصري 2011 تؤكد أن الأقباط حقَّقوا مكاسبٍ بمشاركتهم لم ولن تكن في حسبانهم..
المشهد الأول:
شارك الأقباط منذ بداية الثورة، وتم اعتقالهم وضربهم وسحلهم مع إخوتهم المسلمين، ورأيت "عازر" في المعتقل وجسده ملئ بالرصاص المطاطي، وأماكن متفرقة من جسده تم دهسها بهراوات الأمن المركزي، ولازال "عازر" حتى كتابة هذه السطور مرابضًا في ميدان "التحرير" يتظاهر بعد خروجه من المعتقل. وفي ميدان "التحرير" تواجد الشباب القبطي بكثافة وسط ملايين الشباب الغاضب على النظام في مختلف محافظات الجمهورية، الأمر الذي أذهل كل المتظاهرين المطالبين برحيل النظام، ورفعوا قبعاتهم وإعجابهم بالأقباط المشاركين، مؤكِّدين أنهم شركاء المصير والحياه والموت..!!!
المشهد الثاني:
خرجت المظاهرات المؤيدة للرئيس "مبارك" واعتدوا على المرابضين في "التحرير" في محاولة لإخراجهم عِنوة.. ذهبت في وسطهم أسمعهم.. أٌشاهدهم.. أري ملامح وجوههم.. سمعت فئات مختلفة منهم؛ مثقفون، وسائقو مكروباصات، وعاطلون وهم يروون سبب محاولة إخراج المرابضين بقوة في "التحرير". كان السبب حبهم للرئيس ووقف حالهم وأعمالهم، وبدأوا بدون استثناء إلقاء الإتهامات عليهم.. كان يوم الأربعاء الماضي، حيث قالوا إن الموجودين في "التحرير" الآن هم الإخوان المسلمين الذين يريدون القفز على السلطة، وآخرون قالوا: إنهم من حركة "حماس" و"إيرانيون" ويريدون جعل "مصر" دولة إسلامية، واستشهدوا بما قاله "شاه إيران" بأن ثورة المصريين بداية قيام دولة إسلامية كبرى في الشرق الأوسط، وأكَّدوا أن متظاهري 25 يناير كانوا يطالبون بمطالب مشروعة: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. حتى يوم الجمعة. وبعد إلقاء الرئيس "مبارك" خطابه الأخير بدأت حركات إسلامية في السيطرة على المشهد في "التحرير" لذا يجب علينا أن نُخرجهم من "التحرير" حتى لا تسقط "مصر" في أيدي الإخوان المسلمين وحماس.
وهنا أقول: المكسب الآخر الذي سحق به الأقباط الإخوان المسلمين، هو أن كل المؤيدين لـ"مبارك" بشكل تلقائي أو ضمني، صبوا جام غضبهم على الإخوان المسلمين في محاولتهم تصدر المشهد والقفز علي السلطة المصرية.
إذن الذي حقَّقه الأقباط في الثورة المصرية مكسبان سحقا بهما الإخوان المسلمين، هما:
الأول: كل المعارضين للنظام أدركوا تمامًا أن الأقباط مؤيدون للثورة المصرية الخالصة، والتي غيَّرت مجرى التاريخ المصري، وإنهم شاركوا بقوة أبهرتهم، وبعيدًا عن عباءة الكنيسة.
الثاني: كل المؤيدين للرئيس خرجوا بمظاهرات تأييدية رافضين للإخوان المسلمين وهاجموهم، هم يعلمون جيدًا أنه من رابع المستحيلات أن يكون هناك تحالف بين الأقباط والإخوان المسلمين، ويعلمون أن الأقباط من العناصر النظيفة الخالصة التي شاركت بقوة في بداية الثورة قبل دخول عناصر إسلامية فيها.
وبذلك استطاع الأقباط بمشاركتهم سحق أسطورة تنظيم الإخوان المسلمين في الثورة المصرية، وعليهم الاستمرار في المشاركة؛ تأهبًا لدورهم القادم لاختيار رئيس الجمهورية المصرية (بدون عربية). |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|