قال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد بجماعة الاخوان المسلمين إنه لم يصله أي قرار بالمنع من السفر خارج مصر، وإنها "مجرد أخبار تنشرها الصحافة الأمنية لارباك جماعة الاخوان المسلمين والتأثير في الادارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما".
وكانت مصادر صحافية بالقاهرة نسبت لوزارة الداخلية المصرية أنها أصدرت قراراً بمنع أبوالفتوح، الذي يشغل مقعد الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، من السفر إلى الخارج، وذلك على خلفية ورود اسمه في تحقيقات قضية "التنظيم الدولي للإخوان" التي ألقت أجهزة الأمن القبض فيها على ١٣ من قيادات وكوادر الجماعة من نحو ٦ محافظات.
نفي منع السفر
وأكد أبوالفتوح لـ"العربية.نت" أنه "لا يوجد أي قرار صدر بمنعي من السفر ولم يصلني أي شيء عن ذلك، ولو منعت من السفر فسوف أكون أول من يعرف".
ورداً على اتهامه بإعادة احياء التنظيم الدولي للاخوان من خلال ادارته لجنة باسم "وحدة النشاط الخارجية لتنظيم جماعة الاخوان المسلمين" والتي من شأنها دعم الاتصال بين مكتب الارشاد والتنظيم الدولي في الخارج، قال ابوالفتوح "لا يوجد ما يسمى بالتنظيم الدولي في الجماعة حالياً وأنا أول المعترضين على وجوده".
وأضاف "الاخوان مدرسة فكرية عالمية لنشر الاسلام الوسطي المعتدل وعلى هذا الاساس تنتشر الجماعة فكريا على مستوى العالم، وهذا هو النجاح الحقيقي للاخوان، أما التنظيم بشكل هيكلي فهذا مبدأ أنا أرفضه بشدة".
وتابع "وجود أي تنظيم فكري عالمي -ان وجد- لا يمثل أي جريمة أو خطر في رأيي، لكن لا يوجد لدى الجماعة تنظيم دولي".
وقال ابوالفتوح إنه لا يستبعد أن تكون حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوف الإخوان على خلفية زيارة أوباما إلى مصر.
وكانت تحريات مباحث أمن الدولة المصرية قد نسبت إلى أبوالفتوح إدارة لجنة بذلك الاسم، من شأنها دعم الاتصال بين مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي في الخارج، كما ذكرت أسماء 3 نواب في مجلس الشعب، ينتمون للإخوان هم الدكتور سعد الكتاتني رئيس كتلة الإخوان، وسعد الحسيني، وهما عضوان في مكتب إرشاد الإخوان المسلمين، إضافة إلى حسين إبراهيم، نائب الإخوان عن الإسكندرية.
الإخوان في كل مكان
من جهته، قال الدكتور محمود عزت، عضو مكتب الارشاد في الاخوان المسلمين، لـ"العربية.نت" إن "الحملة الأخيرة جزء من السياسة العامة للدولة المصرية ضد الاخوان للتضييق عليهم يومياً لمنع انتشار الاخوان بعملهم الاجتماعي، حيث تعجز الدولة عن منافسة الاخوان وسط القواعد الجماهيرية، فتلجأ الى هذا الاسلوب القمعي وتضخيم القضايا وتلفيقها".
وأضاف "لا أستبعد أن تكون هذه الحملة استمرارا لسياسة الحكومة المصرية في تخويف الغرب من الجماعة، وإيهام أمريكا برئاسة أوباما أن الاخوان هم الخطر عليكم وهم البديل الوحيد اذا تخليتم عن النظام الاستبدادي المصري".
وعن اتهام الجماعة بإعادة احياء التنظيم الدولي للاخوان أكد محمود عزت أن "الإخوان موجودون في كل مكان، ولهم سياستهم المستقلة في الأقطار الموجودين، وإذا كان هناك تنسيق بين الجماعة في مصر وبين أعضاء الجماعة في الخارج فهذا تنسيق طفيف وعلى أضيق النطاق".
وبدوره، قال محمد السيد حبيب، النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين، لـ"العربية.نت" إن مسألة إحياء التنظيم الدولي للاخوان المسلمين "اتهامات لا أساس لها من الصحة بنيت على تحريات غير صحيحة، ونحن نؤكد أن الاخوان المسلمين في أي قطر من الأقطار الشقيقة يعملون وفق رؤاهم وعقيدتهم وأمتهم وأوطانهم ووفق دساتير بلادهم وقوانينها، ولا يتدخل إخوان مصر في شأن من شؤونهم على أي نحو".
وأضاف حبيب "إخوان الخارج هم أصحاب القرار في ما يتخذونه من مواقف تخصهم، فضلاً عن أن هذه الاتهامات تسيء إلى العلاقة بين مصر كدولة وبين شقيقاتها من الدول الأخرى".
تحقيق النيابة
من جهة أخرى واصلت نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة اليوم الأحد 17-5-2009 تحقيقاتها مع 13 من قيادات ورموز جماعة الإخوان المسلمين كانت قد ألقت القبض عليهم فجر الخميس 14-5-2009، وعلى رأسهم الدكتور أسامة نصر الدين عضو مكتب الإرشاد، والدكتور حسام أبوبكر مسؤول المكتب الإداري لإخوان شرق القاهرة، والدكتور إبراهيم مصطفى، والمهندس هشام صقر، وأشرف عبدالسميع، والدكتور محمد سعد عليوة، والقيادي علي عبدالفتاح، وعصام الحداد من اخوان "الاسكندرية".
وقررت نيابة أمن الدولة المصرية حبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات، ووجَّهت النيابة للمعتقلين تُهَم غسل أموال محصلة من إحدى جرائم الإرهاب؛ بقصد إخفائها وتمويه مصدرها وطبيعتها، والانضمام لجماعة محظورة وحيازة مطبوعات تروِّج لأفكارها، بالإضافة إلى إمداد تلك الجماعة بمعونات مادية مع علمهم بأغراضها. |