بقلم: عماد توماس
كنت قد كتبت الأسبوع الماضي عن "ماذا أكتب" نتيجة وتيرة الأحداث المتصاعدة وحيرتي في اختيار عن ماذا أكتب، وتساءلت في النهاية ليست المشكلة في ماذا نكتب لكن: لماذا نكتب؟ أو ما هي جدوى الكتابة؟
لماذا نكتب؟ ما الذي يجعل كاتبًا كبيرًا يتعرض للسجن بسبب رواية كتبها أو مقالة نشرها في صحيفة؟ وما الذي يجعل مثقفًا مرموقًا أو عالمًا جليلاً له العديد من المؤلفات من الكتب والمقالات، إذا سار في الشارع لا يعرفه أحد مقابل لاعب كرة أو نجم سينمائي تتهافت عليهما الجماهير أينما ذهبا!!
لماذا نكتب؟ سؤال طُرح على كبار الكتاب، فأجاب النمساوي بيتر هاتكه: ربما أجد الجواب غدًا، وقال الإيطالي ألبرتو مورافيا: أكتب حتى أفهم سر اندفاعي إلى الكتابة، أما الألمانى هتريش بول فقال: أحب أن أكتب، وأجاب البرازيلي جورج إمادو: أكتب لكي يقرأني الآخرون ولكي أؤثر فيهم، وقال الأديب المصري توفيق الحكيم: أكتب لهدف واحد هو إثارة القارئ لكي يفكر، أما أديبنا المصري الحاصل على نوبل فقد قال أكتب لكي يقرأني الآخرون.
أما أنا فأكتب لكي أتغير وأغير في الآخرين.
أكتب لكي أتصالح مع نفسي.
أكتب ليعرفني الآخر حق المعرفة.
أكتب لكي أستفز القارئ وأحثه على التفكير العقلاني الخلاق.
أكتب لكي أترك أثرًا ربما يؤثر في فردًا واحدًا.
أكتب لأن الصمت أصبح جريمة.
أكتب حتى يُزال الحمل الذي أشعر به على كاهلي.
وتساءلت أحيانًا عن جدوى الكتابة؟ وهل هناك بارقة أمل في التغيير نحو الأفضل، وسط حالة التراجع الفكري والثقافي التي تمر بها بلادنا المصرية والعربية؟ هل ما نكتبه يؤثر في الآخرين؟ هل ما زال الناس يحرصون على القراءة وسط زخم كبير من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية؟ أم أننا نُضَيع الوقت والجهد فيما لا يفيد؟ هل التاريخ سيشهد لما نكتبه؟ أم أن الحاضر سيخذلنا والمستقبل سيشهد علينا؟!!
وسط هذه الحيرة، تأتي بارقة أمل من بريد إلكتروني يشد على ما نكتبه أو اتصال هاتفي يحفز عزيمتنا أو مقابلة مع شخص ما لا نعرفه يحكي عن تأثره بما نكتبه أو حتى يختلف معنا بفكر مغاير يعبر عنه بأدب واحترام ويثير حالة من الجدل الفكري إثراء للحوار.
قال الحكيم سليمان "الق خبزك على وجه المياه تجده بعد أيام كثيرة".. وهو قول حق وصادق. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|