CET 00:00:00 - 20/05/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف
حينما استرجع ذكريات الماضي الجميل والفن العظيم وأتذكر أغنية سندريلا الشاشة المصرية سعاد حسني وهى تنطلق بأغنيه الربيع وتقول: الدنيا ربيع والجو بديع قفلّي على كل المواضيع، وهي دعوة لأن يتحرر الإنسان من مشاكله التي تنغص عليه حياته لينساها ويتجه إلى الطبيعة التي خلقها الله ليشارك فرحة النباتات وفرحة الطيور وفرحة جميع الكائنات بهذا الجو الجميل, ولا أنسى أغنيه سلطان الطرب الفنان فريد الأطرش في رائعته (الربيع) التي يقول مطلعها: آدي الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره, وكان يأتى شم النسيم ونخرج جميعًا إلى الحدائق والجناين لنتنسم هذا العبير الجميل، ومما كان يسعدنا فى هذه المناسبة هو مشاركة إخوتنا المسلمين معنا في هذا الإحتفال، وكنا نسعد أن يجمعنا هذا الإحتفال تحت راية المحبة للطبيعة وخالقها.

ومن المعلوم أن الفراعنة كانوا يحتفلون بهذا العيد وكانوا يخرجون إلى الحدائق أيضًا محتفلين، أي أن هذا العيد كان منذ القدم وكان الجميع يقدر الطبيعة ويتنسمها، وأحسب أننا بحاجة إلى مثل هذه النزهة الجميلة خصوصًا في هذه الأيام وقد زادت مسئوليتنا وزادت أعباءنا حتى أننا حينما نسير في الطرقات نحمل معنا همومنا على أكتافنا فننسى حتى أن نتأمل الطريق من كثرة مشاغلنا, حقيقه إننا ننتظر جميعنا هذا اليوم حتى نلقي أعباءنا خلفنا ونجدد حياتنا بتنسم هذا العبير الجميل, ونحن إذ نسعى بكل جهودنا أن نطور حياتنا وعلاقاتنا مع إخوتنا في الوطن فما أحوجنا أن نجتمع فى مناسبات مثل هذه لننسى الفروق الشكليه ولتزول أشكال الفرز الطائفي بيننا.

وأذكر أننا في رمضان حريصين كأقباط أن نشتري الكنافة والقطايف مثل إخوتنا المسلمين، ولا أنسى أبدًا في طفولتي حينما كان يحضر لي والدي فانوس رمضان لكي أمرح به مع أولاد حارتي وجيراني، كما لا أنسى الحصان الحلاوة والعروسة الحلاوة في المولد النبوي بالأضافه إلى حلوى المولد من الحمصية والفولية وجوز الهند التي أحرص على شرائها للآن في هذه المناسبات، كما لا أنسى ذهابي إلى مولد سيدى أحمد في منطقه الدير حين كان زملائي في العمل يدعونني إليه ولم أجد غضاضه يومًا فى مشاركة إخوتي في الوطن في هذه المناسبات الجميلة.
ولم أذكر يومًا أن جاء أحد رجال الدين المسيحي لينهرني عن هذه المناسبات بل على العكس فالكل يشجع عليها حتى نزيد من أواصر الترابط بين نسيج الأمة, ولكن؟؟!!

شاهدت أحد الفيديوهات المصورة على الفيس بوك وكان عنوان هذا الفيديو يقول (الشيخ اسحق الحويني يحرم الإحتفال بيوم شم النسيم) وكانت دهشتى حينما شاهدت هذا الفيديو وأجد دعوة من هذا الشيخ الجليل إلى كل المسلمين بعدم المشاركة في الإحتفال بيوم شم النسيم، حيث أن هذا العيد هو عيد للمشركين، وقد أجمع معظم العلماء بأن مشاركة المشركين في هذا العيد محرمة، وأن كل من يحتفل بهذا العيد قد آثم قلبه، كما أضاف أنه محرم على كل مسلم أن يتاجر بأي بضاعة تُستخدم في هذا العيد، فمحرم على كل مسلم أن يبيع الفسيخ أو الرنجة أو البيض وأن كل من باع هذه الأشياء في هذا اليوم كان ماله حرام, كما ذكر أن هؤلاء المشركين كتب عليهم بإرادتهم أن يعانوا الذل والهوان طالما لم يهتدوا.
إلى هنا وأتوقف!! هل هناك دعاوى إلى الفتنة أقوى من هذا؟ وهل هناك دعوة إلى الفرز الطائفي أكثر من هذا؟ وهل هناك دعوة إلى كراهية الآخر وعدم تقبله أكثر من هذا؟؟!!

عمومًا قضيه المشركين أنا لن أخوض فيها فأنا لست برجل دين وهناك من رجال الدين المسيحي الكثيرين اللذين يستطيعوا أن يردوا على هذه الإدعاءات ولن أناقشها, ولكن أذهلتنى كلمة أن هؤلاء المشركين كُتب عليهم الذل والهوان من الله.
فإذا كنت أيها العالم الجليل ترى أن مشركي مصر قد كُتب عليهم الذل والهوان هذا من الجائز أن يكون صحيحًا لأنهم قبلوا أن يعاشروا أشخاص يحملو فكرًا متطرفًا مثل تلك الأفكار التي تدعو إليها، ولكن لنقف لحظة:
هل مشركي أمريكا كُتب عليهم الذل أيضًا؟؟
هل مشركي أوروبا كُتب عليهم الذل أيضًا؟؟
هل مشركي الهند والصين واليابان كُتب عليهم الذل أيضًا؟؟
أعتقد لا يا شيخنا الفاضل، ولكن أحسب أن كل هؤلاء سيعانون الذل في المستقبل إذا تركوا مثل تلك الأفكار الهدامه تنتشر وتستشري.

وصفتنا بالمشركين نعم
وصفتنا بالكفار نعم
وصفتنا بأنه كُتب علينا الذل نعم
ولكنى أقول لك إذا كان عندك اليقين أن مصيرنا هوالنار وأن مثوانا جهنم، أليس هذا أدعى أن يكون في قلبك رحمة تجاهنا وأن ترثوا لحالنا حيث أن مصيرنا جهنم أم أنها نار دنيا وآخرة؟
أقول لك يا شيخنا نحن ضد أزدراء الأديان ونحن وقفنا ضد الرسوم المسيئه التي توجه إلى الإسلام ونحن نرفض الهجوم على الدين الإسلامى كما نرفض هجومك علينا.
وأقول لك كلمه لا أملك غيرها:
سامحك الله..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق