بقلم: ماجد سمير
طلع "عبد الله المصري" ورقة وقلم وقعد يحسب ويكلم نفسه ويسرح ويبحلق في السقف وفجأة يروح مقطّع الورقة وراميها جنبه ويسكت شوية ويروح قاعد شوية مبحلق في السقف وراجع تاني مطلع ورقة تانية ويبتدي كتابة من أول وجديد ويرجع يتنرفز ويرمي الورق، وهكذا لحد ما عمل جنبه جبل ورق.
دخلت مراته وقعدت تدور بشكل هستيري على حاجة، فقال لها بتدوري على إيه؟ قالت له بدور على إسماعيل ياسين والخواجة بيجو مش أنتوا بتمثلوا سوا فيلم إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين؟، إيه الورق دة كله؟ سألته وفردت ورقة تقرأ إيه اللي مكتوب فيها، وفجأة سكتت وقالت له من فضلك ماتحسبش تاني لأن نظرية البركة اللي مصر ماشية بيها مينفعش معاها أي حسابات صدقني مفيش فايدة.
وقامت ودخلت جوة وراحت قايلة له لم الورق دة أنا تعبت مش كل شوية اقعد أنظف، متسوقش فيها وتعمل إن الفلوس وعجز الموازنة العامة للبيت والتضخم اللي أصاب كل حاجة حتى مرارتي وتروح سايب لي الأوضة بالمنظر دة.
عبد الله قام وهو بيبرطم وقعد يلم الورق وقال لنفسه وأخرتها؟؟ الأسعار عمالة تزيد والمرتب زي ما هو حتى العلاوة اللي الحكومة بتزلنا بيها السنة دي بيفاصلوا فيها، وضحك بمرارة وقال 5% زيادة بس، دة كل الدنيا مستنية علشان تدوس على زر تزود في الأسعار على أساس إن زيادة المرتبات جاية.
فجأة جرس الباب ضرب، مراته نادت عليه قالت له دة بتاع الميه وفي زيادة عن الشهر اللي فات كتيرة قوي.
عبد الله طلع للمحصل وقال له: زيادة ليه هو إحنا ركبنا حنفية زيادة ولا حاجة؟ أنتوا ماعندكوش رحمة ليه كدة نبطل نستخدم الميه علشان الحكومة ترتاح، رد عليه المحصل (احمد ربنا يا أستاذ دة في ناس في كفر طهرمس في الهرم بقى لها يمكن 20 سنة من غير ميه وبرضوه بيدفعوا وجات لهم كمان الشهر دة زيادة، والناس بتدفع وهي ساكتة)، وكمل المحصل كلامه وهو نازل وقال البَتر وحش يا أستاذ... يعني عندك ميه ومش عاجبك كمان أمال اللي ماعندهمش ميه وبيدفعوا فلوس يعملوا إيه؟؟
دخل عبد الله ورجع يكمل لم الورق من الأوضة علشان العملية مش ناقصة موشحات ومحاضرات عن النظام والنظافة وكمان اتهامات إنو مش حاسس باللي هي بتعمله علشانه وعلشان العيال، وهو بيلم مراته قالت له شغل التليفزيون في تقرير في قناة "الجزيرة" عن العلاوة.
قام شغل التليفزيون التقرير في آخره والمراسل بيقول: وحسب تعليمات الرئيس مبارك العلاوة ستزيد إلى 10% كان معكم ....،
عبد الله قفل التليفزيون وقعد تاني وابتدى يحسب مرة تانية مد إيده وطلع ورقة جديدة وكتب الأرقام وتنح مرة تانية وبص في السقف وراح مقطع الورق تاني، وطلع ورق تاني وحاول يحب مرة تانية جال له صوت مراته من برة الأوضة بتقول له خلصت لم الورق ولا لسة فنط من مكانة وقال أديني بلم أهو هو أنا ماكنة. |