بقلم: القس رفعت فكري
استعرضت في مقالي الأسبوع الماضي ملخصًا للورقة البحثية "أساليب ضمان التمثيل الاجتماعي في الانتخابات" التي قدمها الأستاذ "كوري فولان" الاستشاري المتخصص في مجال النظم والقوانين الانتخابية أثناء ورشة العمل التي نظمها مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام, ووعدتك قارئي العزيز بأنني سأقوم في مقالي هذا بتقديم ملخص لما دار من نقاشات في الجلسة الثانية من ورشة العمل.
كانت الجلسة الثانية تحت عنوان "السيناريوهات المحتملة لتعزيز التمثيل الاجتماعي في البرلمان المصري" وأدار هذه الجلسة باقتدار الدكتور "طه عبد العليم" نائب مدير مركز الدراسات السياسية بالأهرام, الذي أكد في بداية كلمته إن المصريين شعب واحد في الأصل والتكوين وإن الدماء التي دخلت عليهم لا تزيد عن 10% وإننا في مصر لسنا أغلبية وأقلية ولكننا جميعًا مصريون تجمعنا في الأساس دولة المواطنة التي يكون فيها الحكم للدستور.
وشارك في هذه الجلسة جميع الحاضرين وهم يمثلون معظم تيارات المجتمع المصري من أحزاب ومفكرين ومثقفين, واستعرض الحاضرون إحدى الورقات التي أعدها المركز ضمن ملف الورشة وكانت الورقة بعنوان "عضوية المسيحيين في بعض برلمانات مجلس النواب والبرلمانات من 64 – 2005" ففي برلمان 1924 كان إجمالي عدد المسيحيين في المجلس 65 عضوًا وجميعهم بالانتخاب من إجمالي 214 عضوًا, وفي برلمان 1930 كان إجمالي عدد المسيحيين في المجلس 23 عضوًا وجميعهم بالانتخاب من إجمالي 235 عضوًا, وفي عام 1942 كان إجمالي عدد المسيحيين في المجلس 29 عضوًا
وجميعهم بالانتخاب من إجمالي 264 عضوًا, وفي عام 1950 كان إجمالي عدد المسيحيين في المجلس 10 أعضاء وجميعهم بالانتخاب من إجمالي 319
عضوًا, أما في برلمانات منذ بداية ثورة يوليو 1952 – 1963 فلم يفز سوى نائب مسيحي واحد, أما في برلمان 64 – 1968 فكان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 9 أعضاء منهم واحد فقط بالانتخاب وثمانية أعضاء بالتعيين, وفي برلمان 69 – 1971 فكان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 9 أعضاء منهم 2 بالانتخاب و 7 بالتعيين, وفي برلمان 71 – 1976 كان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 12 عضواً منهم 3 بالانتخاب و 9 بالتعيين , وفي برلمان 76 – 1979 فكان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 8 أعضاء وجميعهم بالتعيين, وفي برلمان 79 – 1984 فكان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 14 عضوًا منهم 4 بالانتخاب و10 بالتعيين, وفي برلمان 84 – 1987 فكان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 11 عضوًا منهم 6 بالانتخاب و5 بالتعيين من إجمالي عدد أعضاء مجلس الشعب الذي كان في ذلك الوقت 458 عضوًا, وفي برلمان 87 – 1990 كان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 10 أعضاء منهم 6 بالانتخاب و4 بالتعيين من إجمالي عدد أعضاء مجلس الشعب الذي كان في ذلك الوقت 458 عضوًا, وفي برلمان 90 – 1995 كان يوجد 6 أعضاء بالتعيين, وفي برلمان 95 – 2000 كان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 8 أعضاء منهم 2 بالانتخاب و6 بالتعيين وفي هذه الدورة البرلمانية لم يرشح الحزب الوطني أي مسيحي, وفي برلمان 2000 – 2005 كان إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 7 أعضاء منهم 3 بالانتخاب و4 بالتعيين وكان عدد المرشحين المسيحيين في ذلك الوقت 74 منهم 3 على قوائم الحزب الوطني, وفي برلمان 2005 – حتى الآن إجمالي عدد الأعضاء المسيحيين 6 منهم واحد فقط بالانتخاب و5 بالتعيين, وكان عدد المرشحين المسيحيين 81 منهم 2 على قوائم الحزب الوطني.
ومما هو جدير بالذكر أن عدد أعضاء المجلس منذ 1990 إلى الآن هو 454 عضوًا وبعد مناقشات مستفيضة من جميع الحاضرين كان هناك شبه إجماع على أن نظام الانتخابات البرلمانية في مصر الآن لا يحقق تمثيل كافة المصريين إما بسبب عدم النزاهة الكافية في العملية الانتخابية وإما بسبب الرشاوى والمحسوبية وإما بسبب وجود تمييز لدى البعض بسبب الجنس والدين, حيث أن عضوية المسيحيين في البرلمان عام 1924 كانت 65 شخصًا دون تعيين أي فرد بينما مجمل عدد المسيحيين في البرلمان الحالي هو 6 أشخاص منهم خمسة أشخاص بالتعيين وواحد فقط فاز بالانتخاب!!
وما ينطبق على المسيحيين ينطبق أيضًا على المرأة حيث أنه من الصعوبة بمكان أن تنجح المرأة في الانتخابات البرلمانية ومن ثم فهي تحتاج دائمًا للتعيين لضمان تمثيلها!!
ونتيجة لاستعراض كل هذا من خلال بعض الأرقام والإحصائيات التي أعدها مع آخرين الدكتور "عمرو هاشم ربيع" مدير برنامج التحول الديمقراطي بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام, نادىَ معظم الحاضرين بضرورة تغيير نظام الانتخابات الحالي ليحل محله نظام القوائم النسبية الذي يضمن تمثيل المسيحيين والمرأة وإنه من المناسب أن يسري هذا الأمر على كافة الأحزاب لضمان تمثيل كافة المصريين, بينما رفض جميع الحاضرين فكرة التمثيل الطائفي على أساس الدين على اعتبار أن المسيحيين مواطنون مصريون يقفون على قدم المساواة مع المسلمين شركاء الوطن.
راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف – شبرا
refaatfikry@hotmail.com |