بقلم: أمير ميخائيل
في عدد 11 مايو من موقع "محيط" جاء هذا الخبر الغريب عن الخنازير وأضرار أكلها وما تسببه من أمراض وبلاوي تعد بالعشرات لكن أدهشني "خلاني أضحك من أعماقي" لما جاء الكاتب الخطير بالقنبلة المضحكة الآتية بعنوان (الآثار السلوكية لأكل لحم الخنزير) ثم ألصق بذلك العنوان بعض الأقوال أذكرها كما هي:
يقول ابن خلدون: "أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة". [الدياثة أي لا يغير على زوجته- للإيضاح].
وحديثًا اختلف العلماء في أثر الغذاء على الطباع والخلق، لكن ملاحظات كثير من العلماء قادتهم إلى اختلاف الآثار الخلقية باختلاف نوع اللحوم المكثر من تناولها وبأن لحم الخنزير وشحمه له تأثير سيء على العفة والغيرة على العرض إذا داوم الإنسان على تناوله، فالأشخاص الذين يأكلون لحوم الحيوانات الكاسرة عادة ما تكون طباعهم شريرة، غير متسامحين، ويميلون إلى ارتكاب الآثام والجرائم.
وإن أكل لحم الخنزير لابد وأن يؤثر على شخصية الإنسان وسلوكه العام والذي يتجلى واضحًا في كثير من المجتمعات الغربية حيث يكثر اللواط والسحاق والزنا وما نراه متفشيًا من نتاج تلك التصرفات من ارتفاع نسبة الحمل غير الشرعية والإجهاض وغيرها.
وها كم بعض التعليقات:
1- بغض النظر عمّا ذكره الكاتب أو الباحث مما يسبب الخنزير فلم يذكر أي مصدر لكلامه هذا "سواء علمًا أو حتى من كتب ألف ليلة وليلة أو كتب عالم الحيوان حتى"!
2- في تعليقه وذكره للعلماء لم يذكر لنا الكاتب من هم هؤلاء العلماء وهما علماء في إيه بالظبط "مش عارف هو يقصد علماء أم عوالم والفرق بينهم كبير".
3- ذكر أن المكثر من أكل هذه اللحوم [لم يذكر بالظبط عدد الأكلات] فهل يفهم ضمنيًا أنه لا مانع من أكلها ولكن ليس بكثرة؟
4- نأتي إلى تحفة التحف ونادرة النوادر وهي أن أكل لحم الخنزير وشحمه يؤثر على العفة والغيرة على العرض "أي تخلف هذا وأي مرجع علمي جهنمي أستند عليه العلماء" هل الأخلاق مرتبطة بالجوف والأكل
أكلت فول فأنا مؤدب أكلت لحم خنزير فأنا غير مؤدب.
5- ربط بعض مظاهر السلوك [الغير سوي] في الغرب بلحم الخنزير ونسى الكاتب أن يذكر التطور العلمي الهائل للغرب عنّا نحن المؤدبون في الشرق بنحو ما لا يقل عن 50 عامًا ولم يذكر لنا الكاتب سبب تخلفنا على الرغم من أننا لا نأكل الخنزير [الغالبية].
6- أخفى الكاتب أو لم يذكر [لعله نسى] نسب وإحصائيات اللواط والسحاق والزنا وزنى المحارم والتحرش والاغتصاب في بلادنا العربية المؤدبة المتدينة التي لا تأكل الخنزير!!!"صفحات الحوادث وبرامج الفضائيات ممتلئة عن آخرها
http://anhri.net/egypt/moltaka/2005/pr0711.shtml
هذا لينك لموقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لمن يريد البحث عن الأسباب الحقيقية للجريمة.
7- إلى متى يكون اعتمادنا على ما ذكره هؤلاء الأقدمون [مع كل الاحترام لهم ولشخوصهم ] ونأخذ الكتب التراثية وما قالوه فيها على أنها إنجيل أو قرآن مبين لا يقبل أي نقد أو حتى إعادة تفكير؟!
8- متى نأخذ بأسباب التقدم العلمي وتفسيراته ونسلك دروب الحضارات المتقدمة ونقول لا للهمجية والغوغائية والرجعية والتخلف؟ فهناك مقولة صغيرة تقول: حسنة هي الغيرة في الحسنى- يا ليتنا نغير من الغرب في محاسنهم وهي كثيرة جدًا جدًا.
9- أنا احترت فينا فنحن نريد أن نكون من الدول المتقدمة ولكن بنفس العقلية القديمة وهنا تذكرت قول المسيح الخالد "لا يصلح أن نرقع ثوب قديم بقطعة جديدة "مش هاينفع.
10- مسكين أنت أيها الخنزير ماذا فعلت حتى يفعل فيك كل هذا وأنت خليقة المولى سبحانه!
أنا لن أتكلم عن الفائدة التي تنالها البشرية من هذا الكائن [سواء طبية أم غذائية] واترك ذلك ليتعب القراء ويسألوا ويبحثوا بأنفسهم.
11- أختم أيضًا بكلمات خالدة من كلمات السيد من إنجيل البشير متى الإصحاح 15 وعدد 17-18: ألا تفهمون بعد أن كل ما يدخل الفم يمضى إلى الجوف ويندفع إلى المخرج وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر وذاك ينجس الإنسان لأن من القلب تخرج أفكار شريرة: قتل، زنى، فسق، سرقة، شهادة زور، تجديف. هذه هي التي تنجس الإنسان".
12- تعليق أخير بس المرة دي عن الموقع نفسه "محيط" هل ينشر أي شيء دون رقابة أو مراجعة أو شيء من العقلانية أو هذا القبيل؟!
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=254783&pg=1#down
[هذا لينك بالموضوع كما جاء بموقع محيط] |