CET 00:00:00 - 21/05/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
أري كثيرًا من الشباب ليست لديهم القدرة على المثابرة... ربما يبدأون بأمور حسنة لكنهم لا يواظبون على ذلك لوجود عراقيل تقابلهم أو اضطهادات مقصودة تجعلهم ييأسون, وعليه نرى حياتهم مغطاة بحطام البدايات الصالحة وتنتهي بالطالحات.

أفتكر عندما كنت صبي في مدرسة الأمريكان بأسيوط، كان مدير المدرسة -وهو أمريكي الجنسية- يقول في صلاته دائمًا: (أحفظ أبناءك من التنازلات والأعمال الناقصة, وفي نفس الوقت أحفظهم أيضًا من الكبرياء المصحوب بالعناد) وفي تثنية 5 : 32 – 33 يقول الوحيّ ( لا تزيغوا يمينًا ولا يسارًا, في جميع الطريق التي أوصاكم بها الرب إلهكم تسلكون لكي تحيوا).
على الشباب أن يطلب الإرشاد من الله وأن يتمسك بالهدف الذي أعطاه الرب له ويلازمه حتى يتحقق.. اتخذوا من هذه السيدة المتسابقة في سباق الماريثون وكيف أنها ثابرت بالرغم من الإعياء الذي كاد يقضي على حياتها... فقد واصلت إلي النهاية بعناد وأصّرت على أن لا تنسحب من السباق حتى أن الجمهور ضحك عليها في أول الأمر ثم صفقوا لها بحماس وبهتاف عند نهاية الوصول بعد وصول المتسابق الذي يسبقها بحوالي ساعة!

ما معنى إيمانك بدون محبة؟؟ ما معنى ذهابك إلى دور السينما لمشاهدة فيلم بدون النجم الذي تفضله؟ ما معنى خروجك في رحلة صحراوية بدون بوصلة أو خريطة؟ كذلك ما معنى التمني بأخذ حقوقك وحريتك بدون بطــاقة انتخابية؟

عليكم أن تفصلوا الحياة الروحية من الحياة العلمانية... صحيح بالحياة الروحية سوف تكون حياتكم الأرضية صحيحة وسليمة لكن عليكم أن تندمجوا وتذوبوا في المجتمع الذي تنتمون إليه بمحبة صادقة وبقلوب صافية وبعقول متفتحة وبإيمان راسخ.

على كل شاب أو شابة يجب أن تقتني بطاقة انتخابية مثلها مثل البطاقة الشخصية، يجب أن تفتخروا بها لأن اقتناء البطاقة الانتخابية هي علامة على أنك تحمل صفات الحرية في أرض بلدك لكن سوف تكون هذه البطاقة غير مجدية وحمل عليكم إن لم تستغلوها في حماية أهلكم، فهي بمثابة الدرع الواقي لكم ولمستقبل أجيالكم.

الرب أعطانا هذا الدرع السلمي (المحبة) لكي نبني به إيماننا به وبالوطن وبالمجتمع، عليكم يا شباب أن تتعلموا الممارسات الحزبية... فنحن هنا في أرض الكنانة يوجد الكثير من الأحزاب الوطنية والتي تبتعد تمامًا عن الطائفية... نريد أن نرى منكم رجال ساسة... نحن لا نريد أن نرى عائلات سياسية أو رجال أعمال بل نريد أن نرى أفرادًا لهم دور كبير في تحسين الأمور... نريد منكم ساسة في جميع أنواع الحياة السياسية مثل المجالس المحلية ومجلسي الشعب والشورى والنقابات جميعها... أنتم عليكم مسئولية تصحيح الأوضاع المائلة لدى المسيحيين.

وهنا يأتي دور الكنائس بجميع طوائفها بشرح وتعليم وزرع حب الممارسة الحزبية والسياسية في قلوب الأبناء والشباب حتى الكبار من الجنسين، على الكنائس إقامة مجموعات من الشباب كل في دائرتها وتعطيهم التعضيد بأعمال التعزيات وتقديم التهاني لأفراح المنطقة التي تضم الكنيسة بمرافقة أحد الكهنة، عليها أن تهيئ شبابها بأن يفتقدوا المستشفيات الموجودة في منطقتها، عليها عمل دورات تدريبية بمساعدة أساتذة لهم خبرة الحياة النيابية والسياسية، عليها تنظيم مجموعات عمل من الشباب لمتابعة استخراج البطاقات الانتخابية لكل عضو في كنيستها عندما يأتي ميعاد السماح باستخراجها وتدريب نفس المجموعات في نقل شعب الكنيسة إلى مراكز الانتخابات والاهتمام بنقل غير الأصحاء والكبار في السن إليها.

ويأتي دور الإعلام مثل الصحف والمجلات والوسائل المرئية مثل قناتيّ أغابي والـ CTV, وقناة Sat 7  وأنا أود أن يتوجّه القائمون بأعمال هذه القنوات إلى القناة اللبنانية "نور" ويتعلمون منها فن مزج الحياة الروحية بالحياة العامة... فقد كنت منذ أسبوعين في زيارة سياحية بلبنان وكم أدهشني شباب لبنان المملوء حماسًا لبلدهم بالرغم من وجود هذا الكم الهائل من الاتجاهات المضادة... كم كانت دهشتي إنني حضرت مسرحية كانت تتكلم عن الانتخابات والترشيحات بطريقة علمية ونظيفة وفي نفس الوقت بخفة دم، وكم كان ذهولي أن أجد الصالة مملوءة بالشباب والشابات.

أنني أتمتع ببرامج قناة (نور سات) حيث أنها تأتي لنا برجال سياسيين من جميع توجهاتهم المختلفة ويكون مقدم البرنامج أحد الكهنة من ذوي العلم الروحي والسياسي، أين نحن يا رجال القنوات الروحية من هذه القناة المثمرة؟؟ ليس معنى هذا أن ننكر هذا المجهود الكبير من أناس عظيمة أخرجت لنا هذه القنوات ابتداءً من قناة سات 7 وقناتي أغابي و C TV.

العمل الثاني لمثل تلك القنوات بعد أعمالها الروحية هو نشر الوعي السياسي بين الشباب عن طريق برامج يقودها قساوسة ورهبان وعلمانيين، على الصحف المسيحية والمواقع الإلكترونية القبطية بث روح الانتخاب في الشباب.

فات الكثير من عمرنا ونحن في غياب كامل عن مسرح السياسة وإذا كنّا نحن هذا الجيل لم ندرك أو نجاري موكب السياسة إذًا علينا إعداد الشباب الإعداد الجيد لكي يقوموا بما نحن لم نستطيع القيام به.

نداء خاص إلى الشباب... عليكم ببطاقة الانتخاب فبعد الندم والعتاب مفيش أكل كباب وسيبقى لكم إلاّ الجلوس على الأبواب.. وبدل ما مسيحنا يبقى رب واحد هيبقى أرباب!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ٢٠ تعليق