CET 00:00:00 - 22/05/2009

قرأنا لك

عرض: عماد توماس
هذا الكتاب

هذا الكتاب لا غنى عنه لأي كاتب يرغب في أن يكون متميزًا في كتاباته ويسعى لكي ينال احترام القارئ عندما يكتب بشكل مهني احترافي، فيرصد هذا الكتاب عملية الكتابة بدءًا من مفهوم الرسالة وأنواع القراءة مرورًا بماذا نكتب ولمن؟ ومصادر معلومات الكاتب، وختامًا بمحطات الكتابة من الإعداد وجمع المادة الأساسية وتصنيف المعلومات وكتابة العنوان، وشروط العنوان الناجح وأساليب صياغة المقدمات وكتابة فحوى الموضوع وخاتمته.
غلاف الكتابوالمفارقة العجيبة عندما نقارن بين حجم ما كُتب بمختلف اللغات منذ أقدم الأزمنة وحتى الآن وحجم ما كتب خصيصًا بشأن عملية الكتابة ذاتها. إذ ليس هناك أي وجه للمقارنة مثلما لا يمكن مقارنة حبة رمل بصحراء واسعة، فإذا كان هناك الكثير من الكتب المهمة في قواعد اللغة والبلاغة ومعاني الكلمات وأساليب الإنشاء ولكنها للأسف تشبه مقادير وجبة طعام ليس لها وصفة لمزجها وصنعها بشكل مفيد، ومن وجود المفارقة هذه،  أيضا إن الكثير من الكُتاب والمؤلفين لا يكادون يتحدثون عن تلك الوصفة العجيبة التي من خلالها يصنعون نتاجاتهم الجميلة، وإن تحدثوا فإنهم غالبًا ما يتحدثون بما يجعل الأمر أشد غموضًا والتباسًا. ليس لأنهم يخفون عنّا "سر المهنة" كما يقال بل لأن لكل واحد منه طريقته في الكتابة وهذا ما يعني تحديدًا أنه ليس هناك طريق واحد أو محدد للكتابة.
محتويات الكتاب:
يحتوي الكتاب على مقدمة وخمسة فصول، الأول يتحدث عن الكتابة بوصفها فعلاً اتصاليًا ومفهوم الرسالة من وجوب أن تكون مفهومة أيّا كانت رموزها "كلام، كتابة، رسم، صورة، إشارة..." ويستطيع المتلقي أن يفك رموزها وأن تكون جذابة ومثيرة ومشوقة، ولها القدرة على الإقناع لكي تحقق الأهداف المبتغاة من وراء إرسالها، ويضيف الكاتب أن الرسالة إذا فقدت تأثيرها على فكر المتلقي فهي رسالة فاشلة. ويختم الكاتب هذا الفصل بعدة نصائح مفيدة لكل من يحب الكتابة منها: لكي تصبح كاتبًا، يجب أن يكون لديك ما تقوله ويجب أن يتصف قولك بالأهمية وأن يكون جديدًا وليس فيه إعادة أو تكرار ممل. وأن تعبر عمّا تريده بدقه ووضوح واختصار، وأن تكون الرسالة موجّهة لشخص أو لجمهور معين ويفضل أن يستند القول إلى تجربة ذاتية أو حقيقة اكتسبها الكاتب في حياته العملية. وأن يضع الكاتب قوله في إطار "قالب" أدبي وفني متعارف عليه "قصيدة، مقال، عمود صحفي، بحث أو دراسة..."
الفصل الثاني: بعنوان "القراءة أولاً" ويستهله الكاتب بعبارة بليغة "لكي تصبح كاتبًا ممتازًا عليك أن تكون قارئًا ممتازًا أولاً".
يصنف الكاتب أنواع القراءة إلى  خمسة أصناف النوع الأول: القراءة العشوائية، وهي القراءة التي تتضمن الإطلاع على مختلف المعارف والمعلومات، أي يقرأ الكاتب كل ما يقع بين يديه من دون إعادة نظر أو تمحيص فيما يضره أو ينفعه.
النوع الثاني من القراءة هو القراءة المنهجية: وهي عكس القراءة السابقة-العشوائية- ففيها يختص الكاتب بقراءة ما يخص تحقيق أهدافه فقط، ويحرص كل الحرص على عدم ضياع وقته فيما لا يعنيه من قريب أو بعيد.
النوع الثالث من القراءة هو القراءة العميقة: وهي أفضل أنواع القراءة برأي الكاتب، فيرى أنها أقدر على تعميق ثقافة وفكر الكاتب لاتصافها بالتأمل الدقيق في النص المقروء والبطء الشديد في هضم الأفكار الواردة فيه وتلخيص ما ورد من أراء ومعلومات.
النوع الرابع من القراءة هو القراءة السريعة: وهو أسلوب يتبعه أكثر الباحثين عند كتابتهم للبحوث والدراسات المتخصصة التي تتطلب الاطلاع على مصادر كثيرة قد لا يتسع الوقت للإطلاع على تفاصيلها بالكامل.
النوع الخامس من القراءة هو القراءة التحليلية: وهي قراءة يتم من خلالها تحليل النص المكتوب وفق ورقة تحليل أعدت سابقًا، وتتضمن أسئلة واستفسارات عديدة يجب الإجابة عليها بدقة للخروج بنتائج وبيانات وإحصائيات ذات دلالات معينة تخدم أغراض البحث.
ينتقل بنا الكاتب إلى الفصل الثالث من كتابه "الطريق إلى الكتابة" بعنوان "لمن وعن ماذا نكتب؟ ويشدّد على فكرة التخصص ويذكر عدة فوائد لذلك منها: أن التخصص يختصر الجهد والوقت والمال في طلب العلم والمعرفة ويشكل خلفية تاريخية حقيقة في مجال تخصصك وينشر اسم الكاتب سريعًا ويعطيه مكانة مرموقة تبعًا لمواهبه وقدراته، ويربطه بعلاقات فكرية واجتماعية مع أصحاب الاختصاص، ويؤكد الكاتب الأستاذ "علي دنيف" أن التخصص ينبع من الحب والشغف بموضوع معين، وينصح الكاتب كل مؤلف أن لا تخلو كتاباته من خمس فوائد، استنباط شيء كان معضلاً، أو جمعه عن كان مفرقًا، أو شرحه إن كان غامضًا، أو حُسن تنظيمه وتأليفه، وإسقاط الحشو والتطويل.
وشرط في التأليف: إتمام الغرض الذي وضع الكتاب لأجله من غير زيادة أو نقصان، وهجر اللفظ الغريب وأنواع المجاز.
ماذا ستكتب؟
ينصح مؤلف الكتاب كل كاتب قبل أن يكتب في موضوع أن يعرف إلى أي حقل إبداعي ينتسب موضوعه، وإلى أي مدى يلتزم بالأسس الموضوعية والفنية لذلك الحقل، ويقسم المؤلف الكتابة الإبداعية إلى ثلاثة حقول أساسية هي: أولاً: الفنون الأدبية كالشعر والرواية والقصة القصيرة، والمسرحية والنقد الأدبي، والفني وكتابة السيرة الذاتية وما شابه هذه الفنون.
ثانيًا: الفنون الصحفية كتحرير الأخبار وكتابة التقارير الصحفية والمقالات والعمود الصحفي والافتتاحي والتحقيقات والاستطلاعات وغير ذلك مما يتعلق بالفن الصحفي والإذاعي والتلفزيوني.
ثالثًا: كتابة البحوث والمقالات والدراسات المتخصصة في مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية كالفيزياء والكيمياء والطب والهندسة وغيرها.
وينتقل بنا المؤلف إلى الفصل الرابع "ما قبل الكتابة" ويسرد بعض الأولويات المهمة التي يجب وضعها في الحسبان قبل الشروع بالكتابة فقبل كتابة أي موضوع لابد أن نمر بالمراحل التالية وحسب تسلسلها: جمع المعلومات، تصنيفها، انتقاء المهم منها بما يتناسب مع الموضوع وأهدافه، معالجة المعلومات -أي إعادة كتابتها بأسلوبنا من جديد-، وضع خطة "خارطة بناء" لعرض الأفكار والمعلومات بطريق مشوّقة وجذابة.
ينبّه المؤلف إلى المقومات الفنية للكتابة منها الأخطاء الإملائية: ويقول "ليس ما يحط من قدر الكاتب كالأخطاء الإملائية" ويرى المؤلف أن اغلب الأخطاء الإملائية للكتاب تتركز في طريقة كتابة الهمزة، التمييز بين كتابة التاء الطويلة والقصيرة، وينصح الكاتب الاستعانة بكتاب يتضمن قواعد الإملاء الصحيحة مع المتابعة والممارسة المستمرة لتحقيق النجاح المطلوب.
وعن الأخطاء في قواعد اللغة العربية يقدم المؤلف بعض النصائح منها: عدم كتابة جملة مشكوك في سلامتها النحوية، القراءة والكتابة باستمرار حتى يتجاوز الكاتب الكثير من الأخطاء.
وينهي المؤلف هذا الفصل ببعض الجوانب المادية التي لا غنى عنها للكاتب منها: الكتب: وهي المصادر الرئيسية للكاتب في استقاء المعلومات والحقائق، الأشخاص: فعلى الكاتب معرفة الكتاب المتميزين في اختصاصه ومتابعة كتاباهم أول بأول ويتعلم منهم ويطلع على المصادر التي اعتمدوها في كتاباتهم. رسائل النشر: مثل نشر كتاباته في الصحف والمجلات والدوريات المختلفة ومواقع الانترنت والكتب.
في الفصل الخامس والأخير بعنوان "خمس محطات على طريق الكتابة": يبدأ المؤلف الفصل الأخير من كتابه بعبارة "تولستوي": (لا تبخل على كلماتك بالحذف، ولا على أسطرك بالشطب، ولا على أوراقك بالتمزيق).
وقسّم الكاتب عميلة الكتابة على خمس محطات أولها محطة الإعداد والثانية محطة الكتابة، والثالثة محطة المراجعة، والرابعة محطة النشر، والخامسة محطة رجع الصدى.
المحطة الأولى: محطة الإعداد: وتحتوي على مرحلة جمع المادة الأساسية للموضوع من المصادر المختلفة "كتب-مجلات-صحف-مواقع..."، ومرحلة تصنيف المعلومات "طبيعة الموضوع، حجمه، أهميته، تحرير المعلومات"ن مرحلة الانتقاء "مراجعة المعلومات بعد تصنيفها"
المحطة الثانية: محطة الكتابة: وفيها يتم تصنيف المواضيع استنادًا إلى غايتها إلى: مواضيع العرض والتوثيق، مواضيع التحليل والتفسير، مواضيع جدلية، مواضيع أدبية.
ويذكر المؤلف تكوين الموضوع من عنوان ومقدمة وفحوى وخاتمة، فالعنوان يعد أحد شروط نجاح الكاتب، فالكاتب الجيد يهتم بالعنوان كثيرًا فيشبه واجهة المنزل والكتاب يقرا من عنوانه كما يقولون، ووضع المؤلف عدة شروط للعنوان الناجح منها: أن يتضمن خلاصة الفكرة الجوهرية للموضوع، وأن يكون موجزًا ويكتب بأقل الكلمات، ويثير انتباه القارئ ويبتعد عن التضخيم والتهويل ويتسم بالوضوح والبساطة ويتماشى مع أساليب العناوين السائدة.
أما مقدمة الموضوع، فيشير كاتبنا إلى أهمية أن تكتب بشكل متميز ومشوق لتدفع القارئ إلى الاستمرار في عملية القراءة، فالقاعدة الجميلة في كتابة المقدمة هي أن تبدأ بضجة قوية مدوية وتترك ما يلي الفقرة الافتتاحية الأولى سلسلة من الفقرات أقل عنفًا.
وهناك أساليب متعددة لصياغة المقدمات أبرزها (الأسلوب الأدبي، المعجمي، القصصي، العلمي، التساؤلي) وغيرها.
أما فحوى الموضوع، فهي تعبر عن وجهة نظر الكاتب في مشكلة أو قضية ما وتحتوى على قسمين هما : المشكلة والرأي، ومعايير اختيار المشكلة أن تهم اكبر عدد من الجمهور، وان تطرح بشكل حيادي، ويكون لدى الكاتب معلومات كافية عنها، وان يطرح المشكلة بدقة ووضوح، وان يحيط القارئ بسمات المشكلة وتأثيرها في الماضي والحاضر والمستقبل.
أما القسم الثاني من فحوى الموضوع: إبداء الرأي ووضع الحلول، وفيه يبرر الكاتب بشكل مختصر أسباب تناوله للمشكلة وأن يستند في رأيه على حقائق وثوابت وأن يستلهم التجارب السابقة في علاج المشكلة، ويكون رأيه مدعمًا بالأدلة الموضوعية والبراهين الملموسة ويتضمن رأيه معلومات وأرقام وبيانات تدعم ما يذهب إليه.
وفى كتابة الخاتمة، فيجب أن تكون كما يقولون "ختامها مسك" ويشترط فيها أن تكون قصيرة وموجزة ومكثفة وجذابة كالمقدمة وأن يتناسب حجمها مع حجم الموضوع.
أما المحطة الثالثة من محطات الكتابة فهي محطة المراجعة: ويتم فيها مراجعة مسودة الموضوع بالتأكد من عدم وجود أخطاء إملائية أو معنوية أو مفاهيميه أو تاريخية أو أية أخطاء أخرى. ويفضل أن يعرض الكاتب موضوعه على المعنيين وذوي الاختصاص من أصدقائه لتقويمه وتصويب أخطائه عن وجدت قبل دفعه للنشر.
المحطة الرابعة: محطة النشر: يرى الكاتب أن محددات كثيرة توجه عملية النشر منها هدف الكاتب من النشر، طبيعة الموضوع وتوجهه، قوة الموضوع، الصبر والمثابرة في نشر الموضوع.
المحطة الخامسة والأخيرة من محطات الكتابة هي محطة: رجع الصدى أو التغذية العكسية، فعلى الكاتب الجيد مراجعة ردود الأفعال تجاه كتاباته أولاً بأول من خلال ما يكتب بشأنها لا سيما في مواقع الانترنت، ويشير المؤلف أن النشر المستمر لا يعني دليلاً ساطعًا على نجاح الكاتب وإبداعه، فالكثير من المبدعين والكتاب الجيدين لا ينشرون أعمالهم الإبداعية باستمرار، فالأفضل نشر عمل إبداعي أو موضوع مهم يضاف إلى رصيد الكاتب التاريخي بدلاً من نشر مواضيع عدة هنا وهناك ولا تضيف تأثيرًا.
ويختم المؤلف كتابه القيم ببعض النصائح الأخرى لكل من يسعى ليكون كاتبًا جيدًا منها: قبل أن يكتب الكاتب أي موضوع، عليه أن يسأل نفسه ما الجدوى من الكتابة؟ وهل سيلاقي صدى وإعجابا في حالة نشرة؟ الحرص على تطوير المهارة بشتى الطرق والوسائل، ومتابعة كتابات الآخرين والتمعن في محتواها وأساليب صياغتها، عدم التهافت على النشر، مراجعة النفس فيما كتبه الكاتب في توقيتات محددة، مراجعة ما أنجزه وماذا أفاد الآخرين، وطبيعة الأخطاء التي وقع فيها وكيفية علاجها.
اسم الكتاب: الطريق إلى الكتابة
اسم الكاتب: علي دنيف حسن
عدد الصفحات: 187
المقاس: قطع متوسط
الطبعة: الأولى 2008
الناشر: دار اكتب للنشر والتوزيع
السعر: 10 جنيه مصري

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق