CET 00:00:00 - 22/05/2009

المصري افندي

بقلم: مايكل فارس
كشف تقرير سيادي أن 82 ألف مستشار في الوزارات والمصالح التابعة لها يتقاضون سنويًا مليارًا و200 مليون جنيه، وأن مصروفات الحكومة في العام الماضي بلغت مليارين و 571 مليون دولار وذلك على رحلات سفر المسئولين للخارج وتكاليف علاجهم وتدريبهم، أما عن ميزانية وقود السيارات الحكومية فقد بلغت في إحدى ميزانيات الحكومة 221 مليون جنيه وتكاليف الأدوات المكتبية بلغت 431 مليون جنيه، وتم صرف 53 مليون جنيه على المهرجانات و72 مليون جنيه تهاني وتعزية في الصحف.
وفي تصريح لمصطفى بكري أثناء مناقشة الموازنة العامة في مجلس الشعب أكد أن مساعد وزير المالية يحصل على مرتب قدره ربع مليون جنيه شهريًا ومستشاره يتقاضى 100 ألف جنيه ومكتب الوزير يضم 12 سكرتيرًا، ومستشاره لشئون الضرائب 150 ألف وتصل مكافآت أعضاء هيئة مكتب الوزير إلى 100 ألف جنيه شهريًا، فيما أشار النائب الوفدي صلاح الصايغ أن رئيس هيئة قناة السويس يحصل على مليون جنيه شهريًا.

والسؤال هنا: كل هذه الملايين التي تقع في أيدي حفنة قليلة من الرجال وتلك المرتبات التي توازي مرتبات ملايين المصريين (دون مبالغة) لأن هناك بالفعل دراسات أكدت أن 55% من الشعب المصري تحت خط الفقر.. ما بالكم الذين يجلسون بجوار الخط والآخرين فوق الخط وهناك من يجلس على ناصية الخط؟!!
لقد أصبح القليل من المصريون من فئة محدودي الدخل وهم (رجال الأعمال والمسئولين) والفئة الأخرى هم (منزوعي الدخل) فهناك اللبن منزوع الدسم وكذلك المصري منزوع الدخل، فما شعور الموظف الذي يتقاضى 150 جنيه وغيره يأخذ 150 ألف جنيه؟؟ ليس لأنه ذو كفاءة بل لأنه وُلد ليجد والده وأقاربه مسئولين فبالتبعية استطاع أن يرث المناصب الهامة دون جهد.

وبمقارنة (ابن الزوات) مع  (ابن منزوع الدخل) سنلاحظ أن الأخير يقول في سر نفسه (هو العيب في ربنا ولا في أبويا منزوع الدخل ولا العيب في البلد؟) الإجابة واضحة لا تحتاج تفسير، فالعيب ظاهر كالشمس  فحينما تعيش مقدارت ملايين البشر في أيدي أقلهم كفاءة وأدناهم ذكاء وأعلاهم مرتبات.. فماذا نستطيع أن نقول؟؟ هل لنا أن نقول أن هناك عقد اجتماعي في مصر؟ بالتأكيد لا  فكيف يكون وما هي ملامحه؟؟
لقد أصبحت مصر بعد هذه الإحصائيات القليلة التي تم الكشف غير التي لم يكشف عنها مثل مرتبات باقي الوزراء والمستشارين..؟ فأصبحت مصر بعدما كانت هناك طبقة فقيرة وأخرى متوسطة والأخيرة غنية طبقتان فقط لا غير هما:

1) محدودي الدخل وهم المسئولين ورجال الأعمال (أولاد الزوات) نسبتهم 5% من السكان… ولهم صفات فريدة لن نقولها ولكن يكفي أن نقول أنهم سبب (العز اللي إحنا فيه).
2) منزوعي الدخل وهم (اللي تحت وفوق وجنب وفي خط الفقر) وربما تأتي الأيام التي يرى فيها أحفاد أحفاد أولادي ذلك اليوم الذي تترك هذه الطبقة خط الفقر لتصبح مسئولة عن تلك البلد التي عانت كثيرًا "مصر".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق