CET 00:00:00 - 23/05/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت المصري
لو تعمقنا في أسلوب محبة البشر بعضهم لبعض لوضعنا أيدينا على حقائق في منتهى الخطورة في تأثيرها على تقدم الأفراد وبالتالي تقدم المجتمعات الحاوية لهؤلاء الأفراد ومثالاً لذلك:

*المحبة المرائية:
هذا النوع من المحبة ليس في جوهره محبة ولكنه رياء ودهاء وخبث حيث أنه يجد العديد من أخطاء الآخرين فيخفيها ويتكتم عليها, وفي خبث ودهاء يحول الأخطاء إلى إنجازات حتى يصل في النهاية إلى محبة هؤلاء وتملقهم، وهذا مرجعه إلى مدى علاقته بهؤلاء ومدى منفعته منهم سواء معنوية أو اجتماعية أو مادية, فهذا النوع في عرف الكثيرين محبة ولكن في عرفي هو قمة العداء.

*المحبة العميانية:
وهذا النوع لا يقل خطورة عن سابقته, حيث أن البشر في هذا النوع يتحولوا إلى عشاق السُلطة والقائمين عليها, فينجرفون بدون وعي في الدفاع عن القائمين على السلطة وبإيمان كامل منهم أنهم معصومون من الخطأ فيهاجمون البشر في كل زمان وأوان وبكافة أنواع الهجوم بل يمكن إن يتعقبونهم في جميع ميادين تواجدهم لأنهم توهموا خطأ أنهم ينتقدون أو يطلبون من رجالات السلطان معشوقيهم, وهؤلاء كثيرون ويستعملونهم رجالات السلاطين والقيادات في الدفاع عنهم ومواجهة منتقديهم بل يستعملون كتعبئة للرأي حول القيادات وخاصة الدينية منها, فيكونوا بمثابة لوبي الدفاع الأول للقيادات لأنهم في الحقيقة وبدون وعي منهم وبدون دراية يعملون ككلاب مسعورة في مواجهة نقاد هذه السلطة, ويوحون بكم المحبين لهذه القيادة مزورين الحقائق.

*المحبة السلبية:
وهذا النوع من المحبين هم من يتخذون الطريق السلبي بحيث أنه إن وجد شيء يستحق الثناء فهو أول من يثني على هذا العمل ولكنه إن وجد شيء يستحق النقد يتجاهل الأمر وكأنه لا يعنيه "أو مش واخد باله" ويعيش على نهج "لا ننشر غسيلنا القذر" أو لا نضعف جبهة أصحاب السلطان, وهذا المنهج ينساق إليه كثير من المواقع في الانترنت وكثير من الجرائد الحكومية والخاصة -إما قناعة منهم أو خوف-.

*المحبة الإيجابية:
وهذه المحبة تعمل على الثناء للأعمال الجيدة والنقد للأعمال الخطأ ولكن النقد أيضًا أنواع:

*النقد الهدام:
وهذا خارج عن تصنيفنا لأنه نابع عن كراهية.

*النقد المرضي:
وهذا النوع مرض داخل الناقد بأنه يجعل نفسه وصي على السلطة فيقوم بتقييم أعمالهم في كافة المستويات وبدون دراسة كافية يوجه لها نقده اللاذع, وهذا أيضًا خارج عن تصنيفنا حيث أنه نابع من شخص متقوقع حول الأنا والذات.

*النقد الإيجابي: وهذا النقد هو قمة المحبة.
أيها السادة أنا لا أخفي عليكم أن المجتمعات الشرقية لا يوجد فيها هذا النوع من النقد لأن الدكتاتورية تحول دون ذلك وإلى الآن لا يوجد ديمقراطية حقيقية, أرجوكم لا تنقلوا هذا إلى الانترنت حيث هو المتنفس الوحيد للنقد الإيجابي أو المحبة الناقدة, فيمكنك على الإنترنت نقد القيادات السياسية والحكومات ونقد المختلف معك في الدين ولكن لا يمكنك نقد رجالات دينك بغرض تحسين الأداء للأحسن وخصوصًا المواقع القبطية منها, لأننا كلنا بشر والبشر لا يخلو من السهو أو الخطأ المتعمد والغير متعمد, كما أن النقد يوعي القيادة لما قد يفعله المرؤوسين لهذه القيادة, في أماكن رعايتهم.
ففي المنزل يتقبل الأب النقد من أبنه وزوجته في مجريات الأمور من أجل نهضة الأسرة ويقبل النقاش معهم حول نفس الموضوع دون أن يرهبهم أو يمارس سلطانه بقطعهم وحرمانهم من رعايته, وأيضًا في كافة المؤسسات المدنية ولكن تشذ القاعدة عندما يتحول الراعي لدموي يهابه الجميع.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق