CET 00:00:00 - 23/05/2009

مساحة رأي

بقلم: د. فوزي هرمينا
شعب صاحب قضية بدون وسيلة إعلام مسموعة أو مرئية أشبه بمريض أبكم لا يستطيع الشكوى من أعراض المرض الذي يعاني ويقاسي منه، سواء كان للطبيب أو للمرافقين له حتى يتقرر له العلاج المناسب.. هكذا هو حال أقباط مصر.
أقباط مصر هم أكبر أقلية دينية مسيحية في الشرق الأوسط، فهم أكبر من موارنة لبنان وأكبر من عدد جميع يهود العالم! ولهم مشاكلهم الحقوقية الخاصة بهم داخل وطنهم وبلدهم الأصلي الحبيب مصر، فكيف يعبر الأقباط عن مطالبهم الحقوقية ومشاكلهم المختلفة والمتنوعة بدون وجود قناة فضائية قبطية مدنية محترفة ومتمرسة في هذا المضمار!؟
كما قامت قناة "الحياة" بتعريف العامة ما هو الدين المسيحي والرد بالحجة والبرهان والدليل العلمي على مهاجمي المسيحية ظلمًا وبهتانًا ووضعت النقاط على الحروف ولاقت ارتياحًا شديدًا في الوسط المسيحي الشرقي والعربي لأنها أصبحت اللسان المعبر عنهم في شئونهم الدينية واللاهوتية ودحضت الدعاوى الظالمة والمتجنية على المسيحية.

وكذلك أصبحت قناة "أغابي" و "سي تي في" الصوت الرسمي والمعبر عن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في التعليم الأرثوذكسي القويم والسليم فقط ولكن بعيدين كل البعد عن المشاكل القبطية السياسية.
فمطلوب قناة فضائية قبطية سياسية مدنية تكون معبرة عن آمال وآلام الشعب القبطي سواء داخل مصر أو في بلاد المهجر وأن تكون هذه القناة بعيدة كل البُعد عن الخط الديني التقليدي وتأخذ خط المدافع والمتبني لقضايا جميع الأقليات العرقية والدينية والمهمشون والمضطهدون في الأرض وخاصة الأقباط بسبب أفكارهم ومعتقداتهم وتكون صوت مَن لا صوت لهم، وأن تتبنى هذه القناة الأفكار العقلانية الليبرالية الديمقراطية، وتنشر ثقافة المواطنة وقبول الآخر وخاصة "الآخر الديني".

وكذلك التثقيف السياسي بمفهومة الجامع والشامل، ونشر فكر وثقافة حقوق الإنسان، وفضح وكشف التيارات الظلامية الإرهابية المتأسلمة وتكون حائط صد منيع ضد الفكر البدوي الصحراوي الوهابي الجاف القادم من الجزيرة العربية حتى تحافظ على مدنية واستنارة مصر وكذلك ليبراليتها وعلمانيتها، لأن المشكلة القبطية الحقوقية لم ولن تُحل إلا بوجود تربة خصبة لهذه الأفكار التي تنشرها هذه القناة المرجوّة داخل مصر.
ولكي يتبنى العالم الحر قضايانا ويتعرف عليها ويتعاطف معنا لابد من وجود هذه القناة ويكون المسئولين عن هذه القناة محترفين ومدربين ومؤمنين بهذه القضايا (الحقوقية والحريات العامة) لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

ويكون تمويل هذه القناة من تبرعات رجال الأعمال وأثرياء الأقباط سواء داخل مصر أو بلاد المهجر ويكون بثها على مدار اليوم بكل اللغات الحية حتى يصل صوتنا لكل دول العالم وننال رضا واحترام وتعاطف العالم في قضايانا الإنسانية والحقوقية، حيث ستكون هذه القناة لسان حال الأقباط في المجال السياسي والحقوقي وستعرض الحقيقة بدون رتوش ومجاملات والرد على كل الأكاذيب والشبهات المثارة ودحضها ووأدها في نفس الوقت.
هذه القناة ستكون الأمل لكل قبطي ومصري محب ومخلص لمصر الاستنارة والحضارة وتكون شمعة منيرة وكاشفة لكل ظلام التعصب والجهل.
فهل نستطيع أن نحلم ويصبح الحلم حقيقة وليس خيالاً؟؟ دعونا نحلم ونحقق هذا الحلم.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٢٣ تعليق