CET 00:00:00 - 24/05/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبد الحميد
كنّا نجمع سنابل الحقل ونردد أهزوجة الحصاد وكانت أمي تصدح وتقول: بـبـيت لحم سطع نور عجيب.. وبالناصرة أنشد فتى الجليل أنشودة الحب الدافئة... على أبواب أورشليم دخل رجل الرب الهيكل ليعيد الملك لنا جميعًا...
كانت أمي تنشد وكانت النسوة تردد وتقول: هو ذا فتى الناصرة.... هو ذا فتى الناصرة....
بين النسوة كانت فتاة ستزف قريبًا لعريسها وكانت تنصت لأمي وباقي النسوة بدهشة غريبة في أهزوجة الحصاد الجميلة وهي تمسك بسنابل الصيف وتنظر بعيدًا كمن يبحث عن طيف بين ثنايا الشفق الأزرق، ثم بدأت تنشد هي الأخرى وتقول... هو ذا العجيب الذي يملأ الجرار بالخمر الجيدة في أعيادنا وأعراسنا..

هو ذا  فتى أحلامي الذي رصّع سماء قلبي بنجومه اللامعة وطرز تلال روحي بأزاهر وورود يانعة، هو ذا مَن شيّد لنا جميعًا هيكلاً لندخله كلما هزّنا الشوق للصلاة المجنحة... بالناصرة عزف يسوع على أوتار قلبي نغمة تسيل رقة وعذوبة فترنمت لها جداول الجليل وأرز لبنان وسجدت لعزفه له كل آلهة آشور وسومر وأثينا ومصر.......

لي درب الجلجلة بكته بنات أورشليم...
وعلى الصليب سالت دمائه الزكية....
بيد أنه بالموت غلب الموت وجعل حتى أعدائه يرددون أهزوجته السماوية...
كلماته دافئة وذكراه معزية....
فرددت جميع النسوة من وراء أليصابات: هو ذا فتى الناصرة...

Assassi_64@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق