بقلم: عماد توماس
الذين زاروا جامعة القاهرة أو المنطقة القريبة منها في الأيام الماضية لاحظوا حالة التأهب الواضحة لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعدما تم الإعلان عن إلقاء كلمته المرتقبة إلى العالم العربي والإسلامي من قاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة العريقة يوم الخميس 4 يونيو المقبل.
فبحسب جريدة "المصري اليوم" فقد "بدأ خبراء الترميم وضع اللمسات الدقيقة لمبنى القبة وسلالمها الرخامية، كما انشغل عمال الزراعة في دعم الحديقة الأمامية للقبة بالشجيرات والأزهار المختلفة"، ناهيك عن الميزانية المفتوحة لتنظيف الشوارع المحيطة وإعادة طلاء الأسوار والمباني التي سيمر أمامها ركب الرئيس الأمريكي والتأكد من عمل أعمدة الإنارة بالشوارع، بالإضافة إلى تأجيل الإمتحانات في كافة الكليات الملحقة بالجامعة في يوم الزيارة إلى يوم 22يونيو.
وأتذكر منذ عدة شهور أثناء ذهابي لمقر عملي وجدت حملة "نظافة" غير عادية في الشوارع المحيطة بعملي، وشاهدت باقات من الزهور والأعلام على جانبي الطريق، وأشجار صنعت خصيصًا لهذه المناسبة الكريمة لزيارة السيد المسئول، وعند عودتي من عملي لم أجد شيئًا مما رأيته في الصباح "ورجعت ريما لعادتها القديمة"!!
وفى بيوتنا المصرية عندما يهل علينا زائر نقوم بالحركة العالمية للنظافة، وهو بالطبع شيء مستحب، لكنه يكون مستحبًا أكثر لم تمت هذه الحركة باستمرار بصرف النظر عن الزائر الكريم.
ولست أعلم هل هذه العادة وهذا السلوك الفجائي للنظافة في مصر فقط أم أن دول العالم المتحضر تقوم به أيضًا، هل هو سلوك إنساني نابع من الفطرة الإنسانية أم أنه سلوك شرقي ريائي نُظهر فيه عكس ما نبطن إرضاء للغير والتجمل أمامه، هل نحن نكذب أم نتجمل أم ننافق!!
ويبقى تساؤل أحتاج فيه من القراء الأعزاء أن يشاركوني الرأي: هل يدرك المسئولين الكبار أثناء زيارتهم هذه الحالة "الريائية" وأن ما يشاهدونه مجرد "ديكورات" أو مشاهد تمثيلية سرعان ما تنتهي بنهاية الزيارة، هل يعرفون ويصمتون أم أنهم يعيشون في برج "عاجى" لا يشعرون بمعاناة الناس ويعتقدون أن ما شاهدوه حقائق مطلقة!!
ولا أخفي سعادتي بزيارة أي مسئول لمكان ما فكما يقولون سيعم الخير على الجميع، فأعمدة الإنارة ستعمل بحالة جيدة في هذا اليوم والشوارع سيتم "سفلتتها" وسيعمل عمال النظافة بكثير من "الذمة" لرفع أكوام "الزبالة" وستدهن المباني والأسوار، وربما يتم إصلاح الصرف الصحي وتوصيل الغاز الطبيعي، وسترفع السيارات من جانبي الطريق... من هذا المنطلق فإنني أدعو وأتمنى من كل قلبي أن يزور الرئيس الأمريكى حي شبرا حتى نحصل على بعض من هذه الخدمات الجماهيرية!! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|