CET 00:00:00 - 26/05/2009

مساحة رأي

بقلم: عبد صموئيل فارس
كان خبر وفاة حفيد الرئيس مبارك صدمة كبري فاجأت كل الأوساط، زاد من هول الصدمة عدم وجود أي مؤشرات سابقة تفيد برحيل هذا الملاك البريء الذي استطاع برحيله -الذي تم في هدوء الملائكة- أن يجمع قلوب المصريين في شتى أرجاء العالم للتعاطف ليس مع الأب أو الأم بقدر تعاطفها مع الجد الذي بدى متأثرًا بطريقه غير عادية لهذا المصاب الأليم.
لم نعرف شيء عن علاقة هذا الحفيد بجده سوى عن طريق بعض الصور الفوتوغرافية التي سمحت بتداولها رئاسة الجمهورية في فترة من الفترات، ورغم قلة هذه الصور إلا أنها كانت كفيلة ومعبرة عن مدى الإرتباط العاطفي الذي بدى واضحًا على مبارك الإنسان وهذا الحفيد الملاك الطاهر الذي كان طالبًا في المدرسة الأمريكية بالمعادي وناشئ في مدرسة نادي برشلونة بالقاهرة وكان له العديد من المواهب كالتمثيل في الفرق المدرسية، وتشجيعًا من الأسرة كانت جدته السيدة سوزان مبارك دائمة الحضور لحفلاته المدرسية بحسب ما ذكره الكاتب إبراهيم عيسى في مقاله الأسبوعي بجريدة الدستور.
ومع هذا العمر الصغير لتلك النبتة كان الموت متربصًا له في عامه الثالث عشر وبدون أي مقدمات، وبموت هذا الحفيد تجمع المصريون في كل أرجاء المسكونة لينعوا رئيسهم في هذه التجربة الصعبة، وكعادة المصريين وقت المحن والتجارب والذي تظهر فيها أصالتهم المعهودة قامت المنظمات الحقوقيه ونشطاء أقباط المهجر بمواساة الرئيس وإلغاء كافة الإحتجاجات التي كان من المزمع القيام بها عقب زيارته -التي تم إلغاؤها- إلى واشنطن في يونيو القادم تعبيرًا منهم عن حزنهم العميق لرحيل الحفيد في هذا السن.
فمهما كان اختلافنا مع النظام الحاكم في سياسته المتبعة تجاه الأقباط والأقليات بصفة عامة داخل مصر لا يجعلنا نتخطى الأصول والأعراف التي تربينا عليها داخل وطننا الأم مصر، فعند الموت يقف الجميع صامتًا ولا يجرؤ أحد على أن يهمس، لأنه قطار لو لم تركبه اليوم لا بد أن تركبه غدًا، المهم بأي حال ستركب هذا القطار.

بموت حفيد الرئيس لم أرَ مصر بجواره –مبارك- إلا في هذه التجربة، فقد تألم الجميع يسار ويمين وأحزاب وطوائف الكل مهما كانت انتماءاتهم ومعارضتهم لسياسة الرئيس إلا أنهم تألموا لتجربته في حفيده.
فهذه هي مصر وهؤلاء هم أبناءها المخلصين وقت المحن والتجارب.
وخالص عزائنا لفخامة الرئيس ولكل أفراد أسرته.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق