CET 00:00:00 - 26/05/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف
كنا ونحن صغارًا نشاهد أفلام رعاة البقر وأفلام آكلى لحوم البشر وكانت هذه الأفلام تعطي انطباعًا عن التاريخ وقتها, كما سجلت عدة أفلام ما يعانيه السود من تمييز ومن استعباد وكيف كان يتم خطفهم واستعبادهم في القارات الجديدة المكتشفة وكيف كان كم التمييز ضدهم حتى أنه في أمريكا وأوروبا كانت هناك مطاعم يمنع ارتيادها من قبل الزنوج السود ومن المعلوم أن هذه المطاعم كانت تضع لوحه مكتوب عليها ممنوع دخول السود والكلاب, بالطبع كانت مظاهر التمييز والتعصب واضحة جدًا في هذه القارة حديثة الإكتشاف حتى أنه كان يمنع في المترو أو القطار أن يجلس أسود على الكرسي بينما يكون الأبيض واقفًا ومعروف القصه الشهيرة للسيدة كبيرة السن السوداء التى كانت تجلس في المترو وحاولوا إيقافها ليجلس مكانها سيد أبيض فرفضت وكانت بداية الثورة التي تزعمها مارتن لوثر كنج لتحرير السود.
وفعلاً شيئًا فشيئًا مع المعاناة تمكن السود تدريجيًا من خلال برنامج التمييز الإيجابي من الحصول على حقوقهم مثل البيض، ونرى الآن معظم مؤسسات الدولة تحتوي داخلها على السود في مختلف المجالات ويؤدون أعمالهم بكل كفاءة، ولكن هل استطاع السود الحصول على حقوقهم من خلال أنفسهم فقط أو هل حصلوا على حقوقهم من خلال التمرد والقتل واستخدام السلاح؟
كلا بل كان هناك من الليبراليين والمتفتحين من البيض من قام بمساعدتهم ودفعهم إلى الأمام, وهناك سؤال مهم:
ما لذى أدّى إلى تطور وضع السود في أوربا وأمريكا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه؟؟
إنها الثقافة يا حضرات!! نعم الثقافة..
الثقافه التى عُممت على الجميع والسلوكيات التي انتهجت فكر احترام الآخر مهما اختلف فى الشكل أو اللون أو المعتقد بالإضافة إلى المناهج الدراسية منذ الصغر التى تكرس هذا المفهوم, ولأبسط ما أريد قوله:

كنت جالسًا مع أولادي على قناة أم بي سي ثري للأطفال وحضرت مسلسلاً جميلاً عن مدرسة ثانوية تحتوي داخلها على جروبات وأشكال وأجناس مختلفة اللون, وبالطبع كانت هناك مجموعات تنتمي إلى بعضها وتوالي بعضها وهناك مجموعات مختلفة مع مجموعات أخرى وتكن لها العداء, المهم أن مديرة هذه المدرسه شكلت فرقًا للعب الكرة وانتقت في كل فريق بعضًا ممن لا يكنون المحبة للآخر مع فريق آخر يشتمل على نفس الفكرة فريق يحتوي على البعض ممن له مشاكل مع البعض, وصلت الفكره؟؟:
طبعًا تذمر أعضاء الفرق فكيف سيلعب في نفس الفريق مع من يبغضه ويكرهه وكيف سيمرر الكرة إلى زميل لا يحبه لكى يحرزوا هدفًا في النهاية, طبعًا دار هذا السجال وانتهوا إلى شيء هو ضرورة أن يتحد أعضاء كل فريق معًا ليحققوا أفضل نتيجة وأن ينحوا خلافاتهم جانبًا لمصلحه فريقهم, وتم هذا وتدريجيًا زالت الفوارق بينهم وذابت الخصومات وذهبت مع الريح.
لقد نجحت فكرة مديرة المدرسة في إذابة هذه الفوارق لتحوّل الإنتماء الشخصي إلى انتماء جماعي للفريق, وهكذا وبنفس الطريقه تذوب الإختلافات الشخصية والمصالح الشخصية لمصلحة الوطن، وهكذا أصبحت أمريكا من أقوى دول العالم، وهكذا كل دولة قوية حينما يذوب الجميع في بوتقة حب الوطن, هذه الخطه بدأت في أميركا منذ فترة طويلة أوصلتها إلى ما هي فيه الآن.
ونحن في مصر بدأنا خطة التمييز والفرز الطائفي منذ الخمسينات إلى الآن, وانظروا إلى ما وصلنا إليه وما وصل إليه الآخرون.
وقد سألني زميل يومًا: تعتقد لو حسين أوباما والد باراك أوباما بدلاً من أن يهاجر إلى أمريكا هاجر إلى القاهرة, ماذا كان سيكون وضع باراك أوباما الآن؟؟
فرددت عليه بسرعه وبدون تفكير: أكيد هيكون أشهر بواب في عمارات وسط البلد بالقاهرة.
لكم تحياتي

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٥ تعليق