بقلم: مريم حليم
تذكرت أنني عندما كنت أشاهد منذ فترة ليست ببعيدة، فيلم "أرض النفاق" بطولة الفنان الراحل "فؤاد المهندس" عندما وضع حبوب الصراحة في الماء والطعام، ليصبح الجميع يتكلمون بصراحة، تمنيت أن هذا الأمر يحدث في حياتنا الطبيعية، وليس في فليم أشاهده، والكل يشرب ثم يتكلم بصراحة، بدون خوف ولا نفاق، وقد كان والله حقق أمنيتي، وفجأة بدأ كل انسان يقوم من الأحلام وبدا كل شيء واضحًا أمامه بدون غيوم، من ظلم وفساد ورشاوى من الوزراء ورؤساء الوزرات، حتى الرؤساء، جمع مليارات ليل نهار، وسرقة أموال البلد، ولم يكن أحد يجرؤ على التكلم، لكن فجاة أعطى الله القوة للجميع، لتحرير البلد من الفساد والفاسدين، وبداية عالم جديد بعد 30 سنة من الفساد، واستغلال النفوذ، والظلم في كل مكان، لا حول لهم ولا قوة إلا النفاق! مؤتمرات، وحفلات تكريم، ومديح لكل وزير يمشي (بالهيلمان) والحراسات المشددة.
وفجاة بدون خوف وبدون تردد، يخرج الكل يقدم حياته ليحاسب الظالمين، يهرب المسئولون ويحرقون كل شيء ورائهم، يبددون الحقائق ويخفون الوثائق، الكل يهرب من الأسئلة، مفاجآت من العيار الثقيل.. لم نعد نقوى سماع الحقائق من شدتها وقوتها، أصابنا الصمم من دوي الكلمات.
ولكن حذاري من المشتاقين للسلطة، محبي الكلام، فالأمس كانوا من الخدم وسدة النظام، واليوم من فرسان الميدان، نعرفهم من كلامهم، من نظرات عيونهم..
ترى؛ لو أمد الله عمر "فؤاد المهندس" ورأى عمله الفني أصبح حقيقة؟؟ |