CET 13:13:37 - 27/05/2009

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور
التغيير و التحديث لابد منهم. التغيير شيء واقع في حياتنا جميعا وليس لنا خيار فيه. كل دقيقة تمر تختلف عن الدقيقة السابقة لها وتختلف عن الدقيقة اللاحقة لها.
هناك أمور التغيير فيها تغيير فسيولوجي لا تحكم لنا فيه (للان) وقد يطول انتظار الإنسان لزمن طويل حتى يستطيع أن يكتشف قشور التغيير الفسيولوجي.
التحديث هو نتاج تطور المحيط بنا من صناعة ومن منتجات جديدة تسهل أمورنا. فكلاهما يتزامن معا لتقديم حياة أفضل للإنسان (نظريا).

عندما يكون أسم شركة يقول أنها شركة منتجة للمياه الغازية المهضمه ومع التحديث تكف عن بيع المياة الغازية   وتبيع سم فئران ؟ سيكون الاسم شاذ و ما يسمي بلوائح الشركة شاذة لا تتناسب مع النشاط الجديد المستحدث. لا احد يعترض علي تغيير النشاط ولا يحق لأحد أن يعترض طالما أصحاب الشركة موافقين علي هذا التغيير. العاملين من حقهم أن يعرفوا أنهم سيعملون في السموم ويعطوا اختيار الاستمرارية من عدمها. ولكل منهم الحق في تقرير مصيره.
ألتشبيهه السابق هو مجرد مثال عن فهم البعض لمعني تحديث ومعني تغيير. خطوط الإنتاج لا تختلف كثيرا في ادراتها من الناحية الفنية فكل الماكينات تتشابه. ومن هنا مهندس الإنتاج يستطيع أن يتأقلم مع نوعية خط الإنتاج الجديد بل يخرج منه أفضل منتج يرغب في إنتاجه أصحاب المصنع.

ولكن فكرة أنتاج سموم في مصنع مياه غازية للاستخدام الآدمي شيء ممنوع قانونا وممنوع منطقيا . لا تستطيع ان تشتري كعكة وتأكلها وتحتفظ بها في آن واحد. لا تستطيع ان تهضم التفاحة وتظل ممسكا بها في يدك . أما تأكلها او تتركها.
ولان الإنجيل هو كتاب الحياة المستمر قال لنا لا تستطيعوا أن تخدموا سيدين في آن واحد. وأيضا المطاعم لا تستطيع ان تخدم زبائن مختلفين في الذوقيات في مكان واحد من قائمة طعام واحدة. لا أستطيع أن اذهب اجلس لأكل فسيخ ولحمة راس وفشه في مكسيم في فرنسا وأتمتع بهم ولا أستطيع أن استخدم العيش البلدي و البصل الأخضر و المش علي إطباق مكسيم ويقوم بخدمتي نادل يتكلم الفرنسية.  او اذهب الي محل زيزو النتن واطلب منه كوردون بلو وزجاجة بردو 1965. ما ينفعش وما تركبش.

مجتمعنا الافتراضي علي النت هو الأخر مجتمع يتشابه لحد كبير بالمنطق السابق او المثال السابق. لو أردت أن اذهب لموقع علماني، العلمانية هي الاخري بها ما يؤكل علي الرصيف وما يؤكل في منتديات محترمة. وعلي الموقع ان يختار أن يكون موقع علي الرصيف يقدم فشة وممبار ولحمة راس علية ان يغير اسمه الي مسمط العلمانية وان أراد أن يكون علماني علي مستوي محترم علية أولا ان يغير طاقم عمال المسمط من ذوي الوجه الحسن ويأتي بعمال ذوي وجه حسن مش من مسمط. لكل مقام مقال ومن كان مقامه عالي يجب أن يكون مقاله اعلي .

اسم الموقع مسؤولية ويجب تغييره عندما يغير من أسلوبه ويجب ان يعلن عن سياسته علانية وكتابته. حتى لا يقع في قافلة النصب. حدث تغيير وملحوظ ولا يستطيع ان ينكره احد في الشكل و المضمون ومازال من قاموا بالتغيير ينكرون أنهم غيروا من قائمتهم. السبب اما عن عدم اقتناع بما قاموا بتغييره او خجلون من أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا أن يتصدوا لهذا التغيير أمام أسباب هم و الله اعمل بها. كان من الأكرم لهم وللكتاب وللقراء أن يعلنوا صراحة اتجاهاتهم الجديد ومن يرغب في الاستمرارية علي هذا الأساس له الحق من الكتاب. أما القارئ فقل عليهم يا رحمن يا رحيم .

لا يقدر احد ان يخدم سيدين لأنه أما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال (مت  6 :  24)
لا يقدر خادم ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال (لو  16 :  13)

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق