بقلم: أماني موسى
قرأت اليوم حوار برأيي (يدعو للحزن والأسى والتخوف بما سيحمله الغد لمصرنا) لأحد الكُتّاب المستنيرين مع أحد طلاب كلية الطب بالسنة النهائية وإلى هنا قد يبدو الأمر عادي، ولكن كان الصادم والمحزن هو كون هذا الطالب الذي تم معه الحوار ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تسمى مجازًا المحظورة (وحقيقة لا أدري من أين لها بهذا اللقب وأعضائها يحتلون ما يزيد عن 80 مقعد بمجلس الشعب هذا إلى جانب أفكارها التي تفشت في الشارع المصري كالوباء من سلوكيات ومظاهر) ولذا باعتقادي أنه لابد من تغيير اسمها من المحظورة إلى المشهورة.
المهم أن الحوار قدمه لنا الكاتب دونما أي تعليق منه لأنه من الواضح أنه لم يجد من الكلمات ما يعبر بشكل أبلغ وأوقع من إجابات الطالب على تلك الأسئلة، وكان مفاد إجاباته كالآتي:
- توقف ذلك الشاب عن ممارسة عاداته القديمة من ذهاب للسينما أو سماع موسيقى أو مشاهدة التلفاز أو متابعة ماتشات الكرة، وأما قراءاته فركزها فقط في الكتب الدينية.
- يرى أن الحل الوحيد لإصلاح مصر هو أن تصبح دولة إسلامية، ومن ثم يرى أن المسلم الباكستاني أقرب إليه من زميله المصري القبطي، حيث أن القبطي برأيه مختلف تمامًا عنه –ولا أدري وجه الاختلاف ربما القبطي يمشي على يديه ورجليه عكس المسلم الباكستاني-!!
- يحب بلده إلى حد ما ولكنه يرى أن تحقيق حلم الدولة الدينية هو الأسمى والأبقىَ، فمصر بحضارتها الفرعونية العريقة هي برأيه دولة وثنية كريهة، ولذلك ستتلاشى حين يتحقق الحلم وتظهر الدولة الدينية!
- ويرى أيضًا حين تقوم دولة الخلافة سيتم مراعاة الأقباط ولكن بشرط أن يعرفوا حدودهم وأن يؤدون صلواتهم في هدوء دون أن نسمع عنهم شيئًا وسيتم تشجيعهم على الهجرة، وهو يؤكد على كونه لا يتعامل مع قبطي إطلاقًا إلا في الضرورة القصوى.
- يؤكد على ضرورة تطبيق الشريعة وإقامة الحد (كالردة وقطع اليد للسارق وما إلى ذلك).
- يرى بأنه لا ضرورة من تعليم المرأة وأن المرأة تكمن أهميتها ودورها في رعاية زوجها وأسرتها، ومن ثم عدم السماح لها بالعمل حتى لا تختلط بالرجال.
- وبرأيه أن ختان الإناث ضرورة، وهو ضد تنظيم النسل لأن كثرة النسل هي عزوة وإننا كأمة إسلامية يجب أن نتفوق على الجميع –على حد قوله-.
وبعد سماع تلك الآراء والأفكار أصبت بحالة من الصدمة ليس لكوني أسمع تلك الآراء للمرة الأولى ولكن لكون تلك الآراء خارجة من أحد الشباب أي مستقبل تلك الأمة، هذا إلى جانب أن هذه الأفكار هي لشاب يعد من الصفوة الاجتماعية إذ والده يعمل كمدير لبنك في المهندسين ووالدته طبيبة وهو خريج كلية الطب التي اعتادوا تصنيفها ضمن كليات القمة، فإن كان هذا تفكير الصفوة فما بالك بالعامة الذين يعانون الفقر والضنك والجهل فيرتمون في حضن الدين بشكل متطرف؟! بالنهاية مؤكد أن أؤلئك الشباب الذين يعانون خواء فكري هم ذلك الوقود الحي لتلك الجماعات لنشر هذه الأفكار.
أدهشني أيضًا كون العالم من حولنا يتقدم ويحاول جاهدًا إفادة البشرية في اختراع ما يفيد أو اكتشاف علاج لأمراض وأوبئة قد تفتك بالبشرية وأما نحن لازلنا نفكر في تعليم المرأة من عدمه واختلاطها بالرجل وطريقة ملبسها ومضاجعتها وما إلى ذلك من تفاهات، فالعالم من حولنا يجرب بسرعة الصاروخ نحو العلم والتقدم ونحن نجري بذات السرعة ولكن نحو الهاوية والانحدار.
ومن المؤسف أن العالم يفخر بحضارتنا الفرعونية ويأتون إليها من المشارق والمغارب للتمتع بجمالها ومعرفة أسرارها وأما نحن فنعتبرها وثن وأصنام وجب التخلص منها!! وأيضًا النظر للشريك لك في معتقدك الديني بقربه إليك أكثر من شريكك بالوطن!! رغم أن شريكك بالوطن هناك ما يجمعك معه للاشتراك لتحقيق ما فيه صالح الوطن ورفعته، أما شريكك في المعتقد فلا يجمعك به سوى طريقة العبادة والتي هي ملك لك وحدك وعلاقة تخصك مع الله وحده.
ولكن بالنهاية تؤكد إجابات ذلك الشاب وأفكاره حقيقة فكر الإخوان دون تَجمّل أو تقية إذ هو شاب صغير وليست لديه مصالح أو حسابات يخشى عليها أو تجعله يقول عكس ما يبطن، وهنا يتأكد لنا زيف ما يدعيه بعض قادتهم من مساواة ومواطنة وما إلى ذلك من وعود وردية تغلفها التقية.
بالنهاية عزيزي القارئ أطرح سؤال يلح عليَّ وهو: كيف ترى مستقبل مصر؟؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|