CET 00:00:00 - 29/05/2009

مساحة رأي

بقلم: أبو النكد السريع
في هذا الشهر الكريم -مايو 2009- بالتمام والكمال تَمُر الذكرى السنوية الأولى لخبرين في منتهى الأهمية، الخبر الأول هو مؤتمر الغذاء العالمي الذي انعقد في إمارة "شارم" الشهيرة بـ "شرم الشيخ" والخبر الثاني هو توقع غرق مساحة كبيرة من دلتا مصر في غضون عقود قلائل -ربما 3-4 عقود- حسب ما ذكرت المجلات العلمية المتخصصة بسبب التغيرات المناخية المتوقعة وفيضان البحر المتوسط، ونترك الخبرين قليلاً ونعود إلى الشهر الكريم وبعد ذلك نكمل المقال.

فقد تم تسمية هذا الشهير بالكريم لأنه الشهر الذي تم فية ذبح الخنازير -ومن وراء الخنازير- حسب الشرع والشريعة والقانون الأعور، وبذلك تم تطهير المحروسة من آخر معقل للنجاسة وأصبحت مصر طاهرة نقية وأكثر ورعًا وتقوى، وقد سبق ذلك أن مصر تخلصت من كل مظاهر الفساد والرشوة والمحسوبية والسرقة والتحرش الجماعي والقطّاعي والفردي والقتل العائلي وقتل الأصدقاء والغرباء... والجميع أمام القتل سواء...إلخ إلخ إلخ، وأصبح كل سكان المحروسة -إلا قليلاً- من أولياء الله الصالحين وبصدد افتتاح فرع للجنة بعد استلام توكيل موثق في الشهر العقاري النموذجي -حلوة النموذجي دي؟- ونترك النموذجي الآن ونعود للخبرين.

نبدأ بالأول وهو مؤتمر إمارة شارم والذي ترأّسه سيادة الرئيس حسني مبارك وقد ألقى سيادته كلمة في هذا المؤتمر محذرًا وموجهًا كلامه إلى الدول الصناعية الشهيرة بـ "دول الكفار" من مغبة استخدام الحبوب في إنتاج الوقود مما يهدد بأزمة غذائية عالمية، وقد فهمت من تحذيرات سيادته أن على حكومات الدول الكافرة تحمل المسئولية تجاه شعوبها وأن تكف عن السفه والتبذير واستخدام الحبوب في المكان الصحيح وليس في إنتاج الطاقة، وقد فهمت أيضًا من التحذير أن مصر ربما لن ترسل معونات إلى أي دولة مستهترة لا تقدر قيمة الحبوب، ويبدو أن دول الكفار أخذت الأمور مأخذ الجد وبدأت الأبحاث الجادة في إيجاد بدائل للطاقة التقليدية وأعلنوا أنه في خلال عشر سنوات سوف يتم الإستغناء عن البترول وعن الحبوب في إنتاج الطاقة.

أما عن مصر فقد أفادت مصادرنا السرية والعلنية -وكلها مصادر موثوق بها- أن هذين الخبرين أصبحا في خبر كان، ويبدو أنه تم التخلص نهائيًا من أزمة الغذاء في المحروسة!! والدليل على ذلك أنه تم نسيان الموضوع تمامًا، بالإضافة إلى التخلص من كثير من المشاكل مثل الكساد والبطالة والشوارع وأطفالهم والصحة والتعليم والمواصلات والمقابر وسكانها من الأحياء والأموات...إلخ إلخ، ولكن الحكومة الآن لديها مشاكل في غاية الأهمية مثل استبدال أسماء الشوارع بأسماء بدوية -لم تحقق لمصر شيئًا واحدًا حسنًا- ومناقشة ملابس الفنانة سعدية كعبر هل هي شرعية أم لا؟ أم أن ملابس الفنانة كوكو كلبظ أكثر شرعنة؟ وتكفير البهائيين بالشرع والقانون ولا مانع من إعدامهم في ميادين عامة، وفرض الإيمان في بطاقات الرقم القومي بالعافية على المواطنين مع أن المعني بالأمر لا يرغب في الدين الأعلى ويصر على رغبته في الدين الأقل، ولكن دولة العلم والإيمان تعرف أكثر -هو أنا ها عرف أكثر من الحكومة-، وتقسيم الناس إلى مؤمنين وكفار ووضع علامة شرطة في بطاقة الرقم القومي لبعض المصريين هي اختراع إيماني فريد في العالم كله -ولا أعرف علامة الشرطة تعني مؤمن أم كافر أم نص نص، ما علينا-.
أعان الله دولتنا على اهتماماتها الجبارة ونطلب لها التساهيل وأعتقد أنكم تعرفون التساهيل.

أما عن خبر غرق مساحة من الدلتا فقد صرح مصدر رفيع المستوى -نحن كلنا نثق في المصادر رفيعة أو متوسطة المستوى- بأن أي اعتداء على أراضينا من البحر الأبيض أو الأحمر أو الأسود أو أي لون يعتبر تعدي على حدود مصر وسوف يقابل بحزم وشدة, وهذا يعتبر اعتداء على الأمن القومي المصري وسوف يتصدى له كل المواطنين. ...وتعيشوا وتفتكروا ..., إن كنت ناسي أفكّرك.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٩ تعليق