CET 00:00:00 - 29/05/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
عاد عم "سعيد مسعد أبو السعد" من عمله في وقت الظهيرة كالمعتاد ولكنه عند عودته وجد شيئًا مختلف عن كل يوم ألا وهو حالة الصمت التي تعم البيت على غير العادة فسأل أصغر أولاده "سعاد" عن السر وراء حالة الهدوء هذه؟، فأجابته وهي تضحك بسخرية مفيش (عيلتك اتهبلت يا سعيد أفندي.... استعوض ربنا فيهم، وللا أقولك خش في مسابقة زي ابنك يمكن تكسب أسرة جديدة وسعيدة!!
فازداد اندهاشه وسأل بنته الكبيرة عن السبب، فقالت له مفيش أصل "سرور" قاعد طول النهار قدام النت عشان الألعاب والمسابقات اللي طلعت لنا في البخت جديد، وقاعد طول النهار قدام الكمبيوتر بيستقبل الرسايل الوهمية على النت بتاعة كسبت عربية وكسبت شقة وكل الحاجات الوهمية دي.
أما ماما فاتنقلت ليها العدوى هي كمان بس مع الفرق بقى، أنها قاعدة قدام الدش ليل نهار مستنية عم كرومبو والست أم شلاطة الخاطبة اللي بتجوز لكوا عيالكوا.
فقال عم سعيد في سره: طيب لما اتنقلت ليها عدوى المسابقات متتنقلش ليها بالمرة عدوى من فرخة جربانة ولا خنزير حزين وأهي شوطة أنفلونزا وتشيل وتريح!

ثم نظر إليها عم سعيد شذرًا كدة وقال لها مين كرومبو ومين أم شلاطة دي؟؟ وإيه الاسماء الغريبة دي؟ وبعدين مكسب إيه وشقة إيه وعربية إيه؟؟ هي الناس لاقية تاكل أصلاً وهي الحداية من أمتى بتنقط كتاكيت؟؟
فردت بنته: فيه حد ميعرفش كرومبو وأم شلاطة؟؟ كرومبو دة اللي بيطلع علينا بفزورة أسبوعية سمجة وهايفة، وفي الأخر بيقول الأهبل اللي هيتصل من الجمهور هنكسبه ألف دولار (طبعًا في المشمش والغبي اللي هيتصل ويتكلف فلوس هو المسئول عن الخساير اللي هتحصله لأن طبعًا القانون لا يحمي المغفلين).
أما الست "أم شلاطة" دي فهي حبيبة كل أم مصرية، لأنها بتوعد في نهاية كل مسابقة أنها هتجوزلهم عيالهم، وتخيل بقى وفرت عليهم عناء شقة وتجهيزاتها وشبكة وكل معوقات الجواز.
فرد عم سعيد بسخرية على بنته: ومالك بتحكي عنهم ومستغربة أني معرفهمش وكأنك بتحكي عن زويل مثلاً وللا مجدي يعقوب؟! يا بنتي دة كله ضحك على الشعب الغلبان اللي فقد الأمل في تحقيق أحلامه في أرض الواقع وهما بيبيعوا له الوهم في الدش أو النت.  
فعلاً يا بابا كلامك صح، يعني بقينا عاملين زي الغريق اللي بيتعلق في قشاية تديله أمل وتنقذه من الغرق اللي هو فيه، أخويا بيضيع وقته قدام النت في الشات مع البنات والمسابقات اللي بتوهمه بتحقيق حلم الشقة والعربية في غمضة عين من غير تعب، وأمي مستنية أم شلاطة تجيبلي عريس أنا واخواتي ونتجوز!!
ولكنه قاطعها: يا ريتها حتى قشاية حقيقية لكنها هتغرقه برضه، ولكنه للأسف بقى دايمًا بيدور عليها عشان يتعلق بيها وكأنها هي اللي هتنجيه وهتحل له كل مشاكله.
وبعدها دخل لمراته وقال لها حتى الغدا هنتحرم منه عشان عيون كرومبو وأم شلاطة؟ فقالت له بغضب وزمجرة (فيه إيه يا سعيد ما أنا علطول بخدمكم فيها إيه يعني لما تحضر الغدا لنفسك مرة، أنا بفكر في حل للمسابقة عشان اتصل ويمكن أكسب، ولو حصل وكسبت هاخد الفلوس دي هحج بيها أنا وأنت ونبقى حققنا حلمنا قبل ما نموت.
فصرخ في وجهها بتتصلي بـ (0900) يا مفترية والفاتورة تيجي كل مرة وتقطم وسطي؟ وهنا ضحك ابنه وقال له الحمد لله أنا بقى مش بتكلف حاجة غير وصلة النت كل شهر وخلاص.
فقاطعته أخته: أنتت بتتكلف اللي أكتر من الفاتورة يا خيبان، عمرك بيضيع منك من غير فايدة قدام شاشة كمبيوتر.
وخلص بينهم الصراخ والخناق لكن مخلصتش المسابقات ولا خلصوا الأغبياء.

عادي في بلادي: يحبذ المصري الجري ورا الوهم لتحقيق حلمه لأن الوهم طريقه أسهل وأقصر من طريق تحقيق الحلم. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق