CET 10:55:03 - 29/05/2009

مساحة رأي

بقلم: عادل عطية
لماذا وُضعت القوانين؟!.. ولماذا صُنعت الأصفاد؟!.. ولماذا شُيدت السجون؟!..
إجابة واحدة تشير إلى: أن هناك من أساء بالحرية إلى الحرية!، وأن هناك من وضع نفسه في دائرة الإتهام!، وأن هناك من اقترف جرمًا!.. وكلما تكاثر الإنسان شرًا، تكاثرت القوانين التي تحد من خصوبته الشيطانية.
المأساة هنا: أن اقسى ما في هذه القوانين -كما في كثير البلدان- أنها تتخطى مجابهة الشر وتأتي على الخير، وهذه إحدى انتكاسات الوباء البشري الذي اجتاح أرضنا، بنا، وصيّر مناطق كثيرة على كرتنا الأرضية إلى مناطق شرطوية - بوليسية!
ولم نكتف بهذا على مواطئ أقدامنا، فجلبناه معنا على أطراف أصابعنا -ضمن خريطتنا الوراثية- إلى كرتنا الفضائية التي تدور في فلك الشبكة العنكبوتية، لتكون ملاذًا لنفوسنا الهائمة في أحلام البحث عن المدينة الفاضلة!
فماذا فعلنا بالكوكب الذي صنعناه بخيال واقتدار وفخامة وعظمة العقل الإنساني عندما يتصل بالروح المتسامية؟!.. لقد اصبحت البذاءات التي لا يمكن وضعها على اللسان  -لأنها سيئة جدًا ولا يمكن وصفها- واحدة من أهم اللغات الحية على أثير الإنترنت!، وانتشرت أعمال السطو والنهب على الملكيات الخاصة بالمبدعين!، كما انتشر تزوير كلمات العبورالخاصة بسكانها، وسرقة بريدهم الإلكتروني كأسلوب للتلصص على حياتهم!، وقامت جماعات الهاكرز الإرهابية بنشر الفيروسات المدمرة لأجهزة الحاسوب كما قامت باقتحام العديد من المواقع الآمنة وعاثت فيها خرابًا يبابًا!
فإذا بالشرائع والقوانين والقيود الحديدية تُطال عالمنا الإفتراضي وتفرض سيطرتها عليه وتلاحقهم، فسمعنا عن الطرد المخزي من المنتديات!، وعن كثرة المواقع التي يتم حجبها عنوة عن الرواد!، وعن مضادات الفيروسات التي وهي تقضي عليها تقضي معها على ملفاتنا المهمة!، وسمعنا عن معاقبة المدونين بسجنهم وغلق مدوناتهم ومصادرة أقلامهم المضيئة!، تمامًا كما يحدث على كوكبنا الأرضي المتألم عندما تعدت مجابهة الخطأ والباطل حدودها إلى مجابهة الصواب والحق!
*****
أفلا يمتلكنا الرعب من آثارنا البشعة الزاحفة على آية خيالنا العلمي، ويمسكنا الأسى العميق لأننا تمردنا على أحلامنا اليوتوبية، وندرك -قبل فوات الأوان- ما نقترفه من فعل ومن صمت بحق كوكبنا الإلكتروني، ونجتهد -بكل ندم- إلى وقف الوباء البشري من اتساع نفسه على شبكات الإنترنت؟!.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق