بقلم: مجدي ملاك
اشتعلت الحرب وازداد الجدل مع بداية عرض الفيلم الجديد "دكان شحاتة" حيث طالب البعض من رجال الدين والقانون بوقف عرض الفيلم باعتباره يسيء إلى الصوفيين، ووجهة نظر هؤلاء أن حرية الإبداع تتوقف عند المساس بحرية الآخر ولا يصح أن تسيء للأماكن المقدسة وتمس العقيدة والدين وتنشر الرذيلة وتقول هذه حرية بل هذا تجاوز غير مقبول في رأي بعض المعارضين.
على هذا الأساس يقول "محمد الشهاوي" رئيس اللجنة الخماسية لإدارة المجلس الأعلى للطرق الصوفية أن فيلم دكان شحاتة يسيء للطرق الصوفية ولا يحترم الأديان وهذا الواقع لا يمكن السكوت، وأوضح أن اللجنة الخماسية للطرق الصوفية قامت بتقديم بلاغ للنائب العام لوقف عرض الفيلم وإجراء التحقيق مع كل من المخرج خالد يوسف وهيفاء وهبي وأيضًا بلاغ ضد الرقابة التي سمحت بعرض الفيلم لِما يتضمنه من تطاول واستهزاء بحلقات الذكر للصوفيين ومنها مشهد لهيفاء وهبي في الفيلم تظهر وهي تتأرجح على أرجوحة في المولد ويشاركها المشهد الممثل عمرو سعد ويلتفت إليها مشايخ الطرق الصوفية في الفيلم الذين يجلسون في حلقة ذكر.
وطبعًا المحامي الشهير "نبيه الوحش" لم يترك الفرصة وقرر هو الآخر تقديم بلاغ للنائب العام يتهم فيه الفيلم بالإساءة للأماكن المقدسة وتشويه سمعة مصر، وطلب من النائب العام إجراء التحقيق لأن هذا الوضع يشكل جريمة يعاقب عليها القانون في المادة 98 من قانون العقوبات لأنها تزدري الدين الإسلامي وتحتقر الطوائف المنتمية إليها وهم المسلمون، ومنع عرض الفيلم ومنع توزيعه.
لا شك أن الدستور هو الذي كفل حرية الإبداع للفنان وأن المختصين فقط هم الذين لديهم الحق في تقرير ما الذي يستحق العرض وما الذي لا يستحق، فهذا في النهاية عمل فني يعبر فقط عن رؤية القائمين عليه وكما يقول مخرج الفيلم خالد يوسف بأن حرية الإبداع مكفولة للجميع وإنه كما للصحفي الحق في النشر فأيضًا للمخرج الحق في عرض ما يراه ويؤمن به.
نتمنى ألا ننجرف وراء المشاعر والعواطف مع كل عمل درامي يخرج إلى النور لأن الدراما لا تنتقص من الأديان أو العقائد في شيء حتى وإن تعرضت لبعض عادات الناس ومعتقداتهم لأن هذه الطريقة تُضر بصورة مجتمعنا بشدة أمام الغرب الذين ينظرون بنوع من التوجس تجاه هذه الأصولية في الفكر والرغبة في قتل الإبداع. |