CET 00:00:00 - 31/05/2009

المصري افندي

بقلم: جورج رياض
أيام قليلة ويأتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر ليُلقي خطابًا تاريخيًا من جامعة القاهرة التي تواصل استعداداتها لاستقبال أوباما، حيث واصل العمال تنظيف قبة الجامعة النحاسية والأضواء الكاشفة لها من الأتربة، واستمرت أعمال النظافة ورسم مسارات السيارات داخل الحرم الجامعي، وترميم الرخام في القاعة المنتظر أن تشهد إلقاء خطاب أوباما كما تحولت الجامعة إلى ثكنة عسكرية، وفرضت إدارة الجامعة رقابة شديدة على دخول وخروج القاعة، ومنعت بعض المصورين من دخول الجامعة، وتسببت الاستعدادات في إلغاء جولة تفقدية لرئيس الجامعة ونائبه لشئون الطلاب لمتابعة سير عملية الامتحانات.

وبالرغم من فرحة النظام المصري بهذه الزيارة والتي وصفها بعض أقطابه بالزيارة التاريخية، ورغم لغة الخطاب الرسمي التي هلّلت كثيرًا لاختيار الرئيس الأمريكي للقاهرة صرحًا يلقي منه خطابه المرتقب إلا أن إعلان أوباما عن زيارته للسعودية قبل حضوره إلى العاصمة المصرية، أثار مجددًا التساؤلات عن قضية الزعامة العربية والدور السعودي الذي بات يهدد بشدة الدور المصري الرائد في المنطقة.
السعودية باتت تتدخل في قضايا عديدة كان لمصر بها الدور الرائد -على رأسها القضية الفلسطينية والوضع في لبنان وكذلك قضية السودان-، وكثير من المراقبين السياسيين أصبحوا ينظرون للدور السعودي المدعم بقوة المال والبترول والزعامة الدينية بوصفه الأهم حاليًا في الوقت الذي توارى فيه الأداء المصري في قضايا المنطقة وأصبح تابعًا أو طيفًا للدور السعودي.

أوباما اختار الذهاب أولا للمملكة العربية السعودية نظرًا للدور المهم الذي باتت تلعبه في العالمين العربي والإسلامي، ويعتقد بعض المعارضين للنظام في مصر أن تفضيل أوباما التوجه الرياض قبل انتقاله إلى القاهرة، يعني أن الدور الإقليمي المُعتاد لمصر في المنطقة بات محل شكوك.
ويرى المحللون أن السعودية هي الدولة التي اقترحت مبادرة السلام العربية في عام 2002 والتي تؤيدها حكومة أوباما من أجل تضمينها ضمن مشروعه للسلام في الشرق الأوسط المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي لذلك لم يكن سهلاً أن يتجنبها أوباما.

الأمر الغريب في هذه القضية أن زيارات الرئيس الأمريكي يفترض أن تكون محددة قبلها بفترة معقولة، لكننا هنا نجد أن زيارة المملكة العربية السعودية تحددت بشكل مفاجئ يحمل العديد من علامات الاستفهام!!
بصفة عامة سننتظر قدوم أوباما وسننتظر خطاب أوباما وسنرى ما إذا كان سيتضمن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر، والأهم من ذلك هل سينجح فيما فشل فيه الرئيس السابق جورج بوش ويستطيع إقناع النظام بأهمية القيام بإصلاحات سياسية واجتماعية جدية تمهد لقيام ديمقراطية حقيقية. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق