بقلم: جرجس وهيب
طالبت في مقال سابق بضرورة دعم الشرطة، وأشرت إلى أن دعم رجال الشرطة واجب وطني لاسترداد الأمن المفقود داخل شوراع ومدن وقرى مصر.
ولابد أن نتعاون معهم لكى تعود الثقة لهم، ويجب أنفتح جميعًا صفحة جديدة معهم من أجل أمن مصر ومستقبل أولادنا، وما زالت أكرر مطالبة الجميع تقديم أقصى انواع الدعم المتاح لديهم لرجال الشرطة .
ولكن في المقابل يجب أن تساعد الشرطة نفسها، فعدد كبير من ضباط وأفراد الشرطة اصبح موقفهم غامض جدًا، فيرفضون ممارسة أعمالهم بنفس القوة والحماسة التى كانوا يأدون بها عملهم من قبل، وإذا قاموا بأداء عملهم يقومون به بمنتهى السلبية واللامبالاة، فبعض من ضباط الشرطة وخاصة ضباط المرور يعكفون أغلب وقت العمل على قراءة الصحف بسيارتهم، وكما يمارس عساكر المرور عملهم بشيء من الامبالاة، وفي احيان كثيرة يتجاهلون تنظيم المرور مما يؤدى إلى العديد من الحوداث اليومية، فعلى الرغم من الدعم الكبير التي تقدمة القوات المسلحة للشرطة، فلا يخلوا كمين مروري أو كمين لرجال المباحث، للتأكد من هوية المواطنين، إلا يتواجد فيه عدد كبير من رجال القوات المسلحة، إلا أن أداء عدد من ضباط الشرطة على الرغم من هذا الدعم الكبير من القوات المسلحة، ما زال باهت جدًا، وقد شبههم زميل لي بـ"خيال المآتة"، وهو لمن لا يعرفة هو تمثال بسيط يستخدمه المزراعون مكون من البوص ـو العصى وجلباب بسيط لإيهام اللصوص بوجود شخص في الزراعات، التي يمكن سرقتها، أو لتطفيش الطيور التي تتغذى على بعض المحاصيل وخاصة الذرة والقمح.
فأحداث مباراة الزمالك والأفريقي التونسي خير شاهد على ذلك التقاعس والرعونة والبطء في التعامل، فكيف نزلت الجماهير إلى أرض الملعب في وجود الشرطة، ولماذا لم تنجح الشرطة في احتواء الموقف بسرعة قبل هذه الفضيحة الدولية التي ستلقي بظلالها على مستقبل السياحة في مصر، التي بدأت تتعافى بنسبة بسيطة، فسوف يكون لهذا الحادث تأثير سلبي فكيف يجرؤ سائح على زيارة بلد فشل أمنه في حماية مباراة كرة قدم. شيء غريب جدًا! لماذا لا يعود الأمن كسابق عهده، فأعداد رجال الأمن لم تقل عن سابقتها، فهل لا يعمل رجال الأمن فى مصر إلا إذا تجاوزوا مع المواطنين وحصلوا على رشاوى؟ فالأمن يعمل بالدول الأوربية وبعض الدول العربية باحترام مع المواطنين، ويؤدي عمله ويحفظ الأمن، ويمنع التجاوزات دون أن يتقاضى رشاوى.
فإذا استمر الأمر على هذا الحال، وانفلات الأمن بهذا الشكل الفج، والفوضى المرورية التي تعاني منها أغلب مدن وقرى الجمهورية، وفشل رجال الأمن في العودة لحفظ الأمن، فلابد من إيجاد المجلس العسكري لحل لهذه المشكلة الجديرة بالقضاء على الاقتصاد المصري، فلن يجازف مستثمر على الحضور لمصر والاستثمار به إلا اذا لمس عودة الأمن لمصر، ونفس الحال بالنسبة للسياحة، فلن يفكر أي سائح بزيارة مصر ويرى على الفضائيات مقاطع من الانفلات الأمني وقصص الاختطاف التي شهدتها للبلاد.
وأطالب رجال الشرطة مجددًا بالعودة إلى عملهم بنفس القوة، ونسيان المرحلة السابقة، ونحن جميعًا بجانبكم ونصلي جميعًا مسلمين وأقباط من أجل عودة الأمن لمصرنا الحبيبة مصر، فلن تتقدم مصر خطوة واحدة إلا إذا لمس المستثمرون والسائحون عودة الأمن، ولن تجازف أي دولة أوربية برفع الحظر إلا بعد التاكد من عودة الأمن لشوارع مصر.
وأقترح حلًا قد يساهم بعض الشيء فى عودة رجال الأمن لأداء مهامهم بصورة طبيعية، أن يتم نقل جميع أفراد الأمن خارج المحافظات التي عملوا بها خلال أحداث ثورة 25 يناير، وتعويضهم عن ذلك بتقديم بعض الحوافز المادية لهم، لعل ذلك يساعد في عودتهم لممارسة عملهم بقوة وبحماسة. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|