CET 00:00:00 - 01/06/2009

مساحة رأي

بقلم: د. فوزي هرمينا
ينتاب العالم العربي والإسلامي ظاهرة مرضية غريبة تسمي (أوباميزم) أي الانبهار وضع آمال عريضة وحب جارف للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما لتحقيق آمالهم وطموحاتهم وهذا له مدلول في العقلية الجمعية العربية الإسلامية وكذلك في الثقافة الشرق أوسطية التي تكرس وتقدس الأنظمة الشخصانية الشمولية تحت ستار ديني زائف!

فمطلوب من أوباما تنفيذ الأجندة العربية الإسلامية بدون أي التزامات من جانيهم فهم دائمًا على صواب في الفكر والاعتقاد والسياسة وباقي العالم كله فهو من وجهة نظرهم على خطأ ودار كفر وطالما هو كافر فهو دار حرب!
فمفكري العالم الإسلامي يقرون أن العالم أصبح فسطاطين فسطاط الإسلام وهي دار السلام وفسطاط الحرب وهي دار الكُفر ومن هذا المنطلق الإعلام العربي الإسلامي يخاطب أوباما قائلاً: افعل هذا يا أوباما....! اترك هذا يا أوباما..! أمطرنا بردًا وسلامًا يا أوباما...!  وفّرّ للسلطان حزامًا يا أوباما...! خصص للطاسة حمّامًا يا أوباما، فصّلْ للنملة (بيجاما) يا أوباما!

والسؤال هو هل نجح البترو دولار السعودي في صناعة الرئيس الأمريكي أوباما وكذلك صناعة مجموعة من (المؤلفة قلوبهم) في مركز صنع القرار الأمريكي؟
انحناءة أوباما أمام ملك السعودية في زيارته الأخيرة للندن ومدلولها مع أنه لم يفعلها مع رئيس أو ملك غيره أو حتى رجل دين في مثل مكانة بابا الفاتيكان الذي يتزعم مليار ونصف كاثوليكي على مستوى العالم بل أكثر، فهل السعودية أو بمعنى أصح هل آل سعود كانت لهم اليد الطولي في وصول أوباما إلى البيت الأبيض الأمريكي؟ وإنها تبرعت لحملته الانتخابية وساندته بطريقة أو بأخرى حتى تتويجه رئيسًا لأمريكا.

فمعروف عن أوباما أنه ليس مليونير أو ملياردير وينتمي للحزب الديمقراطي والفقير نسبيًا عن الحزب الجمهوري كان يصرف ببذخ في حملته الانتخابية وكانت فلوس البترو دولار السعودي تذهب إلى السود الأمريكان المسلمون بغزارة ثم تصب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في حملة أوباما الانتخابية!
فهل كانت الانحناءة الأوبامية لملك السعودية كنوع من رد الجميل بطريقة غير مباشرة من أوباما إلى مليك السعودية أم ماذا؟
وهل زيارته للسعودية قبل مصر وبياته ليلة في ضيافة الأسرة السعودية سيكون من برنامجها لبس ملابس الإحرام أم لا؟ والطواف في الحرمين وجبل عرفات أم سيكتفي بالعمرة فقط؟ أم ماذا؟
دعونا ننتظر لأن الأيام القادمة حُبلى بالأحداث.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٢٣ تعليق