CET 00:00:00 - 23/04/2011

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
يفتح صديقي نافذته الصغيرة ليخرج لي منها نادرة من نوادره الكثيرة، يتذكر اليوم الذي قرَّر فيه أن يكون طيبًا مع الطيبين وحنونًا مع الحونينين وذلك حين كان غضًا نقي القلب في الثالثة عشرة من عُمره، قرَّر يومها أن يأخذ بيد أحد الشيوخ فاقدي البصر ليعديه الشارع ويكسب فيه ثواب، وهنيالك يا فاعل الخير، عدى الشارع والشيخ في يده يدعو له وأبى الشيخ أن يترك يده ليذهب بها صديقي بعيدًا، فظن صديقي بأن الشيخ مازال في حاجة إليه فأكمل المشوار معه. حتى وصل شيخنا الضرير إلي رجل آخر ثم قال له: ساعد ضرير العين ومعاه ابنه المسكين.. هنا أخذ صديقي الصغير بعضه وجري بعيدًا عن هذا المُتسول الذي استغل رغبته في المساعدة ليتسول به.

أغلق صديقي نافذته على الماضي وفتحت أنا نافذتي على ماض قريب كان يحكمنا فيه عجوزنا اللدود "مبارك" الذي نجح في تحويل "مصر" من دولة ذات كرامة إلي دولة مُهدرة الكرامة.. فقد ارتضينا بثلاثين سنة حُكم لأن اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش! ففوجئنا به يلفحنا على كتفه العريض ويتسوَّل بنا بين الأمم.. لم يترك بابًا إلا طرقه "شحات بدرجة جيد جدًا".. لم يترك دولة في العالم إلا وعرض عليها خيبتنا فحصل ببركة دعا الوالدين على عبارات ببلاش وقمح ببلاش وإعانات مادية بالهبل كانت توفر عليه ما تدخله ضرائبنا لكي تستخدم بعد ذلك من أجل إعانة المسئولين الغلابة!! شوف أنت كيلو الكافيار بكام دلوقتي؟

كان عندنا بترول نصدره بالرخيص لنستورد الغالي، كانت عندنا أراضي نبيعها لرجال الأعمال العرب بتراب الفلوس ثم نطرد الشعب طريدًا فريسة في دول لم تحترمه فسمعته سابقاه، بعد أن أخذنا في عهد المخلوع لقب أفضل بلد مُتسوِّل على مستوي العالم. كنا شعبًا محجوبة عنه نعمة الكرامة، واليوم نرفض الألقاب القديمة والنياشين المؤسفة ونطالب أي رئيس جديد أن يعلوا بكرامتنا تحت ضغط حاجتنا، فـ"مصر" ليست دولة فقيرة لكي نقبل بمهانتها!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق