CET 00:00:00 - 02/05/2011

مساحة رأي

جرجس وهيب

قامت ثورة 25 يناير فى مصر لتحقيق هدفين رئيسين بالاضافة إلى اهداف فرعية الاول هو هدم النظام القديم والاطاحة به وبرموزة ومحاكمة الفسادين منهم والهدف الثانى والذى لا يقل اهمية عن الهدف الاول بل يزيد عليه وهو اعادة بناء مصر من جديد ولكن ما حدث ويحدث بمصر الان هو هدم للنظام القديم فقط ومحاكمة رموز الفساد وهو هدف كان لابد منه ولا يستطيع احد ان يقلل من اهميتة وكان من اهم اهداف الثورة بعد استفحل الفساد بشكل كبير فى كافة قطاعات مؤسسات وهيئات الدولة واعتقد المسئولين والقائمين على مقاليد الامور فى البلاد فى ذلك الوقت ان الشعب المصرى اصبح جثة هامدة لا حياة فيها وبعد اعتقدوا ان مصر ابعدية ملك لهم يفعلون بها كما يشأون فيهبون من ليس لهم حقوق حقوق ويمنعون الحق عن اصحابة الفعلين ويفسدون كيفما يشأون ويتحدثون فى وسائل الاعلام عن مصر غير التى نعيش فيها وكاننا نعيش فى مصر اخرى وان دل يدل ذلك عن هولاء لم يكن يعيشون معنا وانما يعيشون فى ابراج عاجية ومفصولين تماما عن قضايا ومشاكل المواطنين العاديين التى كانت فى غاية البساطة وترتكز فى توفير رغيف خبز جيد وكوب ماء نظيف ووسيلة مواصلات ادمية ومدرسة تعلمية ووظيفة وشقة للمقبلين على الزواج ومع بساطة هذه المطالب والتى اصبحت من البديهات ليس فى الدول الاوربية المتقدمة فقط وانما فى افقر الدول العربية والافريقية بل كان الحال يزداد من سىء إلى اسوأ فما ان نخرج من ازمة السكر حتى ندخل فى ازمة رغيف الخبز ومن ان نخرج من ازمة اسطوانات البوتاجاز حتى ندخل فى ازمة حديد التسليح حتى الطماطم طالتها تلك الازمات والارتفاعات .

ولكن الان انشغلت مصر كلها بمحاكمة رموز الفساد واصبح اكثر من 90% من المساحات الاعلامية سواء بالصحف او الفضائيات مخصصة للحديث عن المحاكمات وسير القضايا وما يدور بكواليس المحاكمات والاتهامات الموجة إليهم وتوقع الاحكام مما اثر على الشارع المصرى الذى انشغل هو الاخر بهذه القضايا التى لا يستطيع احد ان يقلل من اهميتها وترك المواطنين اعمالهم ومصانعهم التى كان لابد ان تشعل روح الثورة الاعمال بها ويتضاعف الانتاج واصبح الشغل الشاغل لهم متابعة المحاكمات فى وسائل الاعلام او التظاهر امام المحاكم التى يحاكم بها رموز النظام السابق مما يؤدى تعطل هولاء عن اعمالهم وتفرغهم للتظاهر وتعطيل حركة المرور بالشوارع مما يؤدى بالتالى إلى تعطيل اعمال الالاف وخاصة ان مناطق المحاكم حيوية مما يؤدى إلى خسائر يومية بالاضافة إلى اضطرار الاجهزة الامنية وقوات الجيش إلى مضاعفة اعداد رجال الامن لتامين محاكمة رموز الفساد ومنع الاعتداء عليهم من جانب المتظاهرين وتعطل عمل هذه الاجهزة الامنية والجيش عن مطاردة البطلجية واللصوص والذين انتشروا فى الشوارع بشكل علنى .

فمن المفترض والضرورى والهام حتى ينجح الجزء الثانى من الثورة والهام جدا قالثورات غير المكتملة مقبرة للشعوب ان يركز العامل فى مصنعة ويضاعف الانتاج ويتفانى المدرس فى رفع المستوى العلمى لطلابة حتى تتقدم الثورة بهم وان ينتظم الاطباء فى الوحدات الصحية المستشفيات الحكومية ونترك محاكمة رموز الفساد ومن يثبت اشتراكة فى سرقة اموال الشعب للمسئولين عن ذلك من الجهات القضائية والتى نثق فيهم جميعا وكنا فى الماضى نتوسل للنظام المخلوع ان يتولوا الاشراف على الانتخابات نظرا لما هو معروف عنهم من النزاهة والحيادية وكثيرا ما اصدرواحكام ليست على رغبة النظام القديم

فلنترك المحاكمات للقضاء ورجالة ونتفرغ جميعا لاعمالنا ونجتهد فيها فلن تبنى مصر بالمظاهرات والاحتجاجات والامانى بل بالعرق والجهد ولن تكون مصر دولة حرة ديمقراطية متقدمة الا بالعمل واكرر ان الثورات الغير مكتملة مقبرة للشعوب

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق