اجراءات امنية مشددة تشمل كل شئ حتى عمال النظافة.. وطائرات تتدرب على نقله

جامعات مصر تغلق أبوابها وامريكيون يسيطرون على الشوارع لحماية أوباما

قبل يومين من وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما سخّرت الحكومة المصرية كافة إمكاناتها في إعداد العدة للزيارة. وأعلنت جامعة الأزهر أمس تأجيل إمتحانات جميع الكليات التابعة لها بالقاهرة الخميس المقبل.
كما أعلنت جامعتا القاهرة وعين شمس إغلاق جميع الكليات لنفس السبب وتدرس العديد من الوزارات إغلاق أبوابها.
وقد انتابت العديد من الأجهزة خاصة الأمنية منها حالة من التأهب غير المسبوق بسبب الزيارة المرتقبة، حيث تشهد العاصمة حالة من الوجود الأمني الكثيف فضلاً عن ملاحقات واسعة في العديد من الأحياء.
وفي سياق متصل جاء في بيان صدر امس عن قصر العروبة أن ديوان رئيس الجمهورية انتهى من وضع الترتيبات النهائية لبرنامج الزيارة المقبلة للرئيس أوباما، وأشار إلى أن تلك الترتيبات تمت بالتنسيق مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، ووفد (المقدمة) الموفد من البيت الأبيــــض، بغرض التحضير للزيارة.'
ويتضمن البرنامج استقبالاً رسمياً من جانب الرئيس المصري حسني مبارك في 'قصر القبة'، يشمل جولة مباحثات مغلقة بين الرئيسين، ثم جلسة أخرى موسعة بحضور ممثلي وفدي البلدين.
ووجهت رئاسة الجمهورية الأحد الدعوة الى شيخ الأزهر ومفتي مصر لحضور الخطاب، فضلاً عن عدد محدود من الشخصيات العامة.
وبينما أعلن محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان في تصريحات خاصة لـ'لقدس العربي' ان الجماعة لا تعبأ بالزيارة ولا تنتظر منها الكثير ما زال عدد من رموز المعارضة ينتظرون بشغف بالغ أن توجه لهم الدعوة للقاء الرئيس أوباما.
وعلمت 'القدس العربي' أن عدداً ممن تربطهم علاقة بالسفارة الأمريكية بالقاهرة سعوا لمعرفة من ستتم دعوتهم للقاء المرتقب وهل تم وضع أسمائهم بين الحضور أم لا وعدد من هؤلاء يمثلون أحزابا صغيرة لايعرف المواطن إسمها أو إسم رؤسائها.
من جهة أخرى شددت رئاسة جامعة القاهرة على عمداء الكليات بالجامعة بضرورة اختيار 10 طلاب من كل كلية مشهود لهم بعدم الإنتماء السياسي وليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالجماعات السلفية أو من الرافضين للسياسة الأمريكية وذلك من أجل حضورلقاء أوباما.
وحملت رئاسة الجامعة عمداء الكليات مسؤولية اختيار هؤلاء الطلاب لحضور خطاب الرئيس الأمريكى خوفا من حدوث أي مفاجآت قد تسيء الى الضيف.
وعلمت 'القدس العربي' أن الرئيس الأمريكي سوف يستقل طائرة هيلكوبتر من قصر وحتى ملاعب الجامعة حيث سيستقل فيما بعد سيارة مصفحة حتى داخل الحرم الجامعي حيث سيكون المدعوون في إنتظاره لسماع خطابه من داخل قاعة الإحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة.
وشهد حي 'بين السرايات' القريب من ميدان الجيزة عمليات مداهمة واسعة لمئات المنازل التي يسكنها الطلبة المغتربون خشية أن يكون من بينهم من هو محسوب على التيارات السلفية الداعية للنضال ضد السياسة الأمريكية.
وينظر سكان حي أبو قتاتة وجلهم من الفقراء بحالة من الدهشة بسبب التواجد الأمني الكثيف والذي سيحول بينهم وبين رؤية أوباما بالرغم من أن المسافة بينهم وبين جامعة القاهرة لاتزيد عن مائة متر.
وقد وجد عمال النظافة بالقاهرة والجيزة أنفسهم في مرمى إهتمام السلطات الأمنية التي راحت تدقق حتى في أسماء العمال الذين يقومون بتنظيف الشوارع التابعين منهم لمحافظتي القاهرة و الجيزة.
وفي ذات السياق تشهد الشركات والمؤسسات الموجودة في وسط القاهرة تواجداً أمنياً حيث تقوم السلطات بعمل تحريات واسعة بين الموظفين وتسعى لمعرفة كافة المعلومات عن سيرتهم الذاتية.
وقد عبر العديد من عمال النظافة المهمشين عن دهشتهم لأنهم وجدوا أنفسهم بين يوم وليلة مصدر إهتمام اكبر الأجهزة الأمنية وهم الذين ظلوا منذ نشأتهم مصدر تجاهل السلطات.
ويتردد العديد من رجال الأمن الأمريكيين الموجودين منذ أيام في القاهرة على عدد من الميادين بملابسهم المدنية من أجل الوقوف على الترتيبات الأمنية التي يبذلها رجال الأمن المصريون.
كما تردد عدد من الجنود التابعين للبحرية الأمريكية على عدد من المباني كما اطلعوا على حالة عدد من المساجد المرشحة لأن يزورها أوباما ً منها مسجد السلطان حسن والجامع الأزهر ومسجد محمد علي باشا.
والجوامع الثلاثة تقع في منطقة القاهرة الإسلامية وقد شهدت الأحياء القريبة منها إهتماماً واسعا من قبل العديد من الوزارات وفي المقدمة منها الداخلية والأوقاف والثقافة فضلا عن محافظة القاهرة التي يتابع المسؤولون فيها الإشراف على تنظيف الأحياء المحيطة بها وذلك خشية أن يتجول الرئيس الأمريكي في أي منها.
وبالرغم من التواجد الأمني الكثيف في تلك الأماكن إلا أن حالة من البهجة سرت في نفوس العديد من المواطنين بسبب اهتمام الحكومة بتنظيف الأحياء وإزالة الأكشاك المخالفة والعمل على ضبط حركة السير، مما وفر بعض أجواء الأمن.
وأجرت مروحيات عسكرية امريكية امس تمارين على نقل الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يزور القاهرة نهاية الاسبوع لالقاء خطاب موجه للعالم الاسلامي.
وشاهد الاف من المصريين وسط العاصمة في ذهول مروحيتين ترفعان العلم الامريكي وهما تهبطان في ملعب نادي الجزيرة وسط منطقة الزمالك في حين ظلت ثلاث مروحيات اخرى تحوم في المنطقة.
وغادرت الطائرتان ارض الملعب المطل على النيل بعد دقائق بعد ان انهتا تمرين نقل الرئيس اوباما وسط عاصفة من الغبار بسبب ارضية الملعب الترابية.
وقال شهود عيان ان حركة المرور توقفت لدقائق في شارع الكورنيش وسط القاهرة وعلى الجسور المقامة على النيل في حين ترك السائقون سياراتهم لمشاهدة الطائرتين الامريكيتين تهبطان وتقلعان من ارض النادي العريق.
وكان مسؤولون امنيون ذكروا ان مروحيتين امريكيتين نقلتا امس الاثنين بواسطة طائرات نقل امريكية عملاقة.
وكشف مسؤولون في وقت سابق ان اوباما سيستخدم مروحية اثناء تجوله في بعض مناطق القاهرة، كما انه سيستخدم نادي الجزيرة لتغيير ملابسه الرسمية إلى ملابس عادية قبل انتقاله الى موقع الاهرامات الاثري جنوب القاهرة